محافظة البيضاء، تلك الجوهرة المتلألئة في قلب اليمن، ليست مجرد أرض تزخر بالتاريخ والطبيعة الخلابة، بل هي موطن رجال حملوا على أكتافهم قيم الشجاعة والكرم والأيثار، وترسخت فيهم مبادئ الشهامة والإخلاص. رجال البيضاء هم عنوان للفخر والاعتزاز، يذودون عن أرضهم وعرضهم بكل ما أوتوا من قوة، ويقفون على مشارف التحديات مثل الجبال التي تحيط بمدنهم وقراهم، صامدين لا ينحنون، عازمين على الحفاظ على هويتهم وعراقة تراثهم.
رجال البيضاء هم رجال الحرب والسلم، يحملون في صدورهم شجاعة لا تعرف التردد. منذ القدم، كانت البيضاء معقلاً للصمود في وجه الأعداء، وشهدت على مرور العديد من المحن والشدائد. غير أن رجالها لطالما وقفوا كالأسود في وجه كل من حاول النيل من كرامتهم أو أرضهم. في كل لحظة تاريخية، كان لرجال البيضاء دور بارز في حماية اليمن من الاعتداءات الخارجية والداخلية، وكانوا دومًا في مقدمة الصفوف للدفاع عن الحق والعدالة.
إن شجاعتهم ليست وليدة اللحظة، بل هي إرث متوارث عبر الأجيال. حين تتحدث عن رجال البيضاء، فإنك تتحدث عن أشخاص يرون في التضحية من أجل الدين ثم الأرض والعرض قمة الفخر والكرامة. لا يخشون الصعاب، بل يواجهونها بإيمان قوي وقلوب مفعمة بالعزيمة. وعندما تشتد الأزمات، تجدهم في مقدمة المواجهة، أبطالاً يتقدمون دون تردد.
بجانب الشجاعة، يتسم رجال البيضاء بكرم قل نظيره. في هذا الركن اليماني الأصيل، تجد الأبواب مفتوحة دائماً للضيف والغريب، وتجد القلوب أوسع من كل الحدود. الكرم هنا ليس مجرد واجب اجتماعي، بل هو طبع متأصل في نفوس أهل البيضاء. الطعام يوزع بسخاء، والضيف يُكرم كما لو كان واحداً من أفراد الأسرة، وهذا السلوك جزء لا يتجزأ من التراث الذي تفتخر به البيضاء عبر العصور.
الشجاعة والكرم لا ينفصلان عن بعضهما البعض في البيضاء. فالرجل الذي يقف بكل حزم للدفاع عن أرضه ضد الانقلاب الحوثي الإيراني ، هو نفسه الذي يفتح داره وقلبه لكل من يلجأ إليه. هذه القيم تعكس روح التضامن الاجتماعي الذي جعل من البيضاء قلعة صامدة وسط تحديات الزمن.
أردد دوما وابدا رجال البيضاء هم مثال حي للقيم النبيلة التي تشكل العمود الفقري للهوية اليمنية. في كل موقف، يظهرون قوتهم، شجاعتهم وحكمتهم وكرمهم الذي لا ينضب. هم رمز للفخر والاعتزاز، ليس فقط لأهل البيضاء، بل لكل اليمنيين والعربب