برّان برس:
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" في بيان مشترك، الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول، إنّهما يفحصان احتمال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في غزة. وجاء في البيان أنه خلال نشاط لقوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، "جرى القضاء على ثلاثة عناصر في حماس، وأن الجيش والشاباك يفحصان احتمال أن أحد الثلاثة هو يحيى السنوار، لكن في هذه المرحلة لا يمكن التأكد نهائياً من هويتهم"، فيما أكدت القناة 12 العبرية نقلاً عن مصادر إسرائيلية مقتل السنوار.
وبحسب البيان، فإنه لا توجد مؤشرات على وجود محتجزين إسرائيليين "في المبنى الذي كان عناصر حماس داخله"، فيما تواصل قوات الشاباك وجيش الاحتلال، "العمل في الميدان تحت إجراءات الحذر المطلوبة"، وفق ما زعم البيان.
ولم يُشر بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المنطقة التي قتل فيها السنوار، إلا أن البيان يأتي بعد تداول صورة على وسائل التواصل تظهر جثة شخص قد تعرّض لتهشيم في رأسه، وهي مُلقاة بين الأنقاض، وزُعم أنها ليحيى السنوار.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية، منها موقع والاه وهيئة البث الاسرائيلي "كان"، بتعزز التقديرات الإسرائيلية التي تشير إلى استشهاد رئيس حركة حماس.
ونقلت "كان" عن مصادر أمنية قولها "نظراً لأن السنوار كان في السجن الإسرائيلي، فإن إسرائيل لديها الحمض النووي للسنوار، لذلك من السهل نسبياً معرفة ما إذا كان الحديث يدور عن زعيم حماس".
كما قالت القناة 12 العبرية نقلاً عن وزير إسرائيلي لم تسمّه، بأن "يحيى السنوار على ما يبدو قُتل"، فيما نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصدر دبلوماسي لم تسمّه، قوله إن "إسرائيل أبلغت نظراءها في المنطقة أن السنوار لم يعد على قيد الحياة".
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإنه لم يتم بعد إخراج الجثة من المبنى. ولكن نُقلت عيّنة للفحص. وأضافت "لدى مهاجمة المبنى، لم يكن معلوماً أنه هناك، ويبدو أن الأمر حدث بالصدفة. لقد تم رؤية مسلحين في المبنى، ثم جرى إطلاق النار".
غير أنّ القناة 13 نقلت عن مسؤولين أمنيين لم تسمّهم، إنّ "القوات لم تكن في المنطقة بالصدفة"، رغم عدم معرفة وجود السنوار فيها، إذ حددها "الشاباك" في الآونة الأخيرة، "كمكان يختبئ فيه كبار مسؤولي حماس".
وتابعت أنه كان "هناك تركيز استخباري على المنطقة، قاد إلى ممارسة ضغط عسكري عليها، ما دفع السنوار للتصرف كمطلوب، حتى ارتكب خطأ"، وأنه "ظهرت شكوك بأن إحدى الجثث هي ليحيى السنوار، بعد أن لاحظت القوة الإسرائيلية، أن أحد الثلاثة الذين قتلتهم في المبنى يشبه زعيم حماس، حيث نقلت صور إلى المؤسسة الأمنية".
بدوره، طلب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من سكرتيره العسكري، الإيعاز للناطق بلسان الجيش، بأن يبلغ عائلات المحتجزين الإسرائيليين، بعدم وجود مؤشرات على المساس بمحتجزين في العملية. فيما ألمح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى اغتيال السنوار من خلال منشور على حسابه على منصة إكس، حيث كتب "سنصل إلى كل مخرّب ونقتله".
ويُعَدّ السنوار المطلوب الأول لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، إذ يتهمه بالمسؤولية عن عملية "طوفان الأقصى". وقد يشكل اغتياله "انتصاراً" رمزياً كبيراً لإسرائيل. وكانت حركة حماس قد أعلنت في السادس من أغسطس/آب الماضي اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران.
ووُلد يحيى السنوار عام 1962 بمدينة خانيونس جنوبيّ قطاع غزة، ولم يظهر للعلن منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقبلها أيضاً لم يكن كثير الظهور منذ إطلاق سراحه في صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011، بفعل إصرار كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على إدراجه في قائمة أسرى التبادل.
المصدر | العربي الجديد