عندما انطلقت ثورة اكتوبر من جبال ردفان ضد المحتل احدثت دوياُ واسعاً متبوعاً بإسناد شعبي من مختلف مناطق اليمن .
كان الشعور الوطني موحدا اذ يخوض كفاحاً يومياً ضد الرجعية في شمال الوطن وكانت المعنويات عالية وهي تتوق بالتزامن لثورة عارمة لتحرير جنوب الوطن من الاحتلال . وفي ذلك يقول الشاعر عبدالله عمر المطري وهو شيخ من قبيلة لبعوس الردفانية قال هذا الزامل منتشياً صباح يوم الثورة:
يوم النبي لازهر سرحنا بالظفر من شان مقطر ذي على الوادي منيف
وان حد تخبر عقّب الراعد مطر ردفان ثوّر والموَّج من كل سِيــــف
] سِيف :بكسر السين وتعني جمع ساحل [
تبعه زامل على نفس القافية تعزيزاً لهذا الاتجاه الثوري بجواب من عبدالله بن علي هرهرة:
سلام مني كرّ من راس المصــر حاضر بحاضر كيل من راس السريف
ما شاشفي الا ذا حجر صكت حجر يتباعد الشيطان من ضرب العطيف
وهكذا ترافقت الثورة من يومها الاول مع حالة تأييد جماعية ثائرة ومساندة للكفاح المسلح في وجه الانجليز . لكن هناك حقائق غائبة بشان مقدمات ومراحل الكفاح المسلح على امتداد حقبة الوجود الاستعماري في عدن والمحميات منذ حط الكابتن هنس اقدامه على اليابسة فوق رمال ساحل ابين الفسيح وحتى التأريخ الفعلي للثورة الشاملة صبيحة 14 اكتوبر 1963
شهدت خطوط التماس مع المحميات مواجهات دائمة خصوصاً في جبهة المناطق الشرقية المتاخمة لحدود سلطنات: بيحان ويافع ولا سيما طوال عقود العشرينيات والثلاثينيات والاربعينيات من القرن المنصرم
قبل ذلك الموعد مطلع القرن الفائت كان الاتراك قد أصبحوا أعداءً بشكل حاسم لأنهم اتفقوا مع الاحتلال البريطاني وعملوا على تقسيم اليمن. إضافة الى حملات البطش الشديد التي نفذتها قوات أحمد فيضي باشا، ومن بعده محمد علي في اكثر من جهة يمنية. كانت مقاومة الاتراك ضارية في مناطق شمال الشمال: شهارة وعمران وحاشد وعيال يزيد وفي مناطق الجبال الغربية: انس بقيادة المقداد وريمة بقيادة الشيخ على بن محمد النهاري. كما ان قبائل تهامة مثل القحرى وزرانيق الشام بقيادة أحمد فتيني وغيرها تخوض قتالاً شديداً ضد الوجود التركي وحملاتهم الواحدة تلو الأخرى.
ولأن قبائل البيضاء ومارب، تقع ضمن شريط التماس الدفاعي مع المحميات شمال عدن، منذ منتصف العقد الثاني من القرن العشرين فقد ركزت بريطانيا على البيضاء خصوصاً، نواحيها الشرقية والجنوبية، لردم الفجوة وفقاً لتوصيف رج جافن ، صاحب كتاب ؛ "عدن تحت الحكم البريطاني"، الذي أضاف:" كان يجب اتخاذ إجراءات لإيقاف الفجوة حتى يمكن للنظام الدفاعي للغرب ان يمتد الى الشرق لتغطية المنطقة المهددة؛ سلطنة البيضاء التي تقع ضمن الخط الذي تم التسليم به من قبل الحكومة العثمانية عام 1914، كانت أولاً مدعومة وبعدها في عام 1924 تم التخلي عنها لصالح الحكم الزيدي" (1)
وعلى طول هذه السنوات العشر كانت الهجمات الفردين والجماعية لرجال القبائل الرافضة دخول مناطقهم تحت مظلة الوصاية الإنجليزية تتوالى. وكانت تشكيلات قبلية من مختلف مناطق المشرق في قلب كل هذه التحركات. وبيحان التي تهيمن على الطريق المؤدية الى حضرموت، كانت تحصل على مساعدات مكثفة ومستمرة من بريطانيا في عدن .
" وفي يوليو عام 1923 تم مد الشريف بـ 10 الف طلقة رصاصة والذي كانت تربطه معاهدة حماية مع بريطانيا وبسبب تعاظم عمليات المباغتة لمواقع حرس الحدود مع بيحان من قبل رجال القبائل فقد عززت السلطات البريطانية في عدن بـ 226000 طلقة رصاص بحلول عام 1925ودعمت بيحان وارسلت الى السلطان كمية من المساعدات العسكرية على وجه السرعة بإجمالي 126 بندقاً" (2 )
ويمكن من خلال ارتفاع رقم وحجم المساعدات العسكرية ما بين عامين فقط (1923 و 1925) لإمارة بيحان التي تشهد حدودها الشمالية الشرقية مع قبائل ال عواض ومراد وال ابوطهيف و الملاجم وناطح وحريب، شراسة المواجهات التي تلتهب فيمناطق التماس. وقد كشف مؤلف كتاب عدن تحت الاحتلال البريطاني بقوله واصفاً تلك المساعدات بانها "مقادير أكثر بكثير مما كان قد أعطي لأي مجموعة بنفس الحجم في أي مكان آخر في المحمية".
تضاعفت المخاوف لدى الاحتلال في عدن، من جبهة البيضاء، لا سيما بعد دخول قوات الإمام يحيى حميد الدين اليها سلماً بقيادة عبدالله الوزير، وبطلبٍ من سلطان البيضاء يومها حسين بن صالح الرصاص، الذي رافقه في تلك القوات الضخمة من صنعاء الى البيضاء، نتيجة خلاف نشب بينه وبين شيخ قبيلة ال حميقان المتهم بقتل شقيقه.
كانت المعارك مع بريطانيا على أشدها داخل الخط الحدودي في بيحان بقيادة عدد من الزعماء بينهم الشيخ عبدربه احمد ويس العواضي والشيخ علي ناصر القردعي واخرين، واذا كانت التعزيزات العسكرية البريطانية قد وصلت في شهر يوليو من نفس العام، فإن القوات القادمة من صنعاء قد وصلت مركز لواء البيضاء بعد شهرين تماماً أي في سبتمبر عام 1923. وشكلت كل هذه الاحداث والحوادث حالة من الذعر والارتباك لدى سلطات الاحتلال.
يقول رج جافن:" انتشر الذعر والقلق الى هلال القبائل من يافع العليا، عبر الفضلي الى العوذلي وحتى العوالق العليا، وتم توزيع أسلحة أخرى الى أولئك الذين كانوا معرضين مباشرة للتهديد" يقصد بيحان
توحدت القبائل يومها واصبحت كلمتها مسموعة وفعلها على الأرض مدويّاً. بينما شهدت القبائل داخل خطوط المحميات وبعض البيضاء حالة من العداوة والتمزق لحد ان المسئولين البريطانيين عبّروا عن حالة التمزق هذه بقولهم:" لم يعد ممكناً الإعتماد على القبائل كدرعٍ نهائيٍ فعّال لأنها كانت ممزقة بالخلافات الداخلية والتي كان يمكن استغلالها بسهولة" (3 )
ظلت خطوط التماس مشتعلة من حدود يافع العليا الى حدود الفضلي الى العوذلي وصولاً الى بيحان طيلة العشرينيات. وبسبب غياب الذاكرة الوطنية والارشيف التأريخي، وعدم توفر أدوات ووسائل التوثيق فإن هذه الفترة من النضال الوطني داخل هذه الجغرافيا أصبحت غائبة و ربما مغيّبةً، لكن الوثائق البريطانية وذاكرة الأجداد الذين كانوا هم أدوات النضال الفعّال في تلك الأحداث لا زالت تجود بالقصص والحكايات الشعبية كاشفة الكثير من الحقائق الغائبة. وقد ترتب على أحداث النصف الثاني من العشرينيات في الحدود الشمالية لبيحان ، الكثير من الإجراءات العسكرية والسياسية :
اولاً: كثّفت السلطات البريطانية في عدن من عمليات ارسال وتوزيع الأسلحة الى كافة القبائل المنضوية تحت رايات السلاطين.
.ثانياً: "وفي عامي 1924 و 1925 عقدت مفاوضات طويلة وصبورة مع قادة مكاتب ا(قسام) يافع العليا لهذا الغرض، باستخدام كميات كبيرة من الأسلحة، مع ذلك كانت النتائج محدودة". (4 )
حاولت بريطانيا استمالت حالة الممانعة والرفض الشعبي لدى مكاتب يافع من خلال ايفاد وسطاء الى يافع ) العليا( وكان من بين هؤلاء الوسطاء السلطان العبدلي لكن الاخير كانت تتملكه مشاعر وطنية لذلك حاول ان يوضح موقفه بطريقة غير مباشرة لبعض وجهاء يافع الرافضين للاستعمار ومحاولاته استمالتهم باتفاقيات موقعة . وعندما اطمئنت يافع العليا لموقف العبدلي ومشاعره الوطنية الغير المعلنة بسبب التزاماته الموقعة مع الانجليز انشد شاعرهم هذه الابيات:
سلام مني حط للحوطة فقط ما الانجليزي شطـ من بطن الهروت
من عند ذي لا نط يالعاصي توط وقت الغلط عاده على العملة يفوت
وعندما عجزت بريطانيا من استمالة القبائل الجبلية في يافع اوفدت مندوبا انجليزيا من عدن الى سلطنة يافع السفلى في محاولة لابرام اتفاق معها وايضا للوقوف في وجه يافع العليا .
وصل الميج فيلبس فواجهه الوجهاء وكان بينهم شاعر اسمه بن هساس فقال ابيات اعتراضه كتعبير عن موقف رافض لوصول هذا الضابطـ الانجليزي الى بلادهم قائلا:
واش جاب بن درويش مقلوب امشعه ذي ما افتهم لي هرجته وايش بايقول
لا قول له حيا ولا به مرحبا والكيل والتعبير عند اهل امعقول
عاد الضابط البريطاني ادراجه خائباً ولم ينجح في مهمته تلك .وبدأت الضغوطـ على يافع السفلى تتوالى وعلى السلطنة العفيفية التي تربطها حدود مع لحج وعدن .. وجمع السلطان العفيفي كبار الوجهاء ومشائخ المكاتب للتشاور ودراسة الحالة التي تمر بها السلطنة وكيف يمكن التعامل مع تلك الضغوط الانجليزية عليهم لتحديد موقف .فجاء مكتب الناخبي ) يافع مقسمة الى مكاتب كل مكتب عليه شيخ او نقيب(
وصل الناخبي الى قارة وهي مركز السلطنة وكان معهم شاعر اسمه عبدالله صالح بن فريد الناخبي وحال وصولهم قارة معقل السلطنة قال الشاعر هذه الابيات:
يالقارة النصبا يقول الناخبي جينا نلبي دعوة النايب وابوه
حاكم بلادي لا تقول اني غبي من شل من مال الفرنجي حاسبوه
اي انهم رافضين بشكل قاطع الوصاية البريطانية واي شخص يقبل وياخذ مال من المستعمر فدمه مباح .(5 )
واجاب عليه الشاعر صالح بن هساس الذي كان ضمن صف المستقبلين مع السلطان وهو من نفس المكتب :
يا مرحبا باقوال شاعر ذي نظم ذي ما تأدب بالمكاتب أدبوه
عاده يجينا وقت من يحكم حكم لا يعترف بامه ولا يدري بابوه
كان الاحتلال لا يزال يعتمد على فكرة التموين بالأسلحة التي كانت ترسل بكميات كبيرة الى جهتي العواذل وبيحان حيث وصلت عام 1924الى 479 بندقاً ونحو مليون طلقة رصاص، بحسب المصدر السابق (6 ).
"كان المقاتلين المتطوعين بأسلحتهم العادية يحققون نتائج ملموسة على الأرض من خلال احتلال بعض المواقع على الشريط الحدودي وظلت السياسة القتالية لرجال القبائل تتأرجح بين التقدم والتراجع في منطقة البيضاء عام 1924 ولكن الرسمييّن في عدن ولندن لم يكونوا سعداء جداً بالحالة العامة"، (7 )حد قوله.
لقد ترتب على كل هذه الاحداث ان دخل سلاح الجو الملكي المعركة وأخذ يضرب المناطق اليمنية لأول مرة في أكثر من جهة وكانت اول الغارات على شريط بيحان حيث رجال ال عواض وآل بو طُهيف ومراد وغيرهم.
و يمكن الاعتماد على الشعر كوسيلة توثيق مباشرة لكل هذه الاحداث، حيث كان المقاتل من رجال القبائل يحاول ان يضرب الطائرة ببندقيته ولم تفلح كل هذه المحاولات، وعندما تمكن احد رجال ال عواض من ضرب خزان الوقود بعدما صعد الى راس شجرة عالية الارتفاع واصطادت بندقيته خزان الوقود واجبرها على الرحيل والنار تشتعل فيها الى مكان بعيد، لتسقط في النهاية ولكن داخل حدود المناطق المحتلة.
كانت القوات المدعومة من الإنجليز في المناطق الشرقية تقاتل ضد رجال القبائل المتطوعين، تحت غطاء جوي بريطاني.
ترتب على تلك المعارك استحقاقات كثيرة على الأرض الأمر الذي دفع بالإنجليز لإنشاء مركز قيادة متقدم مدعوماً بأرفع المستشارين العسكريين ومسنوداً بالطيران الملكي ومخازن الأسلحة من كل نوع في منطقة شقرة القريبة من مناطق المواجهات.
لقد شارك العشرات من آل عواض ومراد والملاجم وال بو طهيف وغيرهم في المعارك التي كانت تدور في جبهة العواذل ووقعت معركتان إحداهما في يوليو والأخرى في أكتوبر من العام 1926 في منطقة العواذل.
عجزت قوات الإمام هناك من تحقيق تقدم أمام مقاتلي سلطنة العواذل، ولكن الأرض الخصبة كما يصفها الإنجليز على قمة الجبل كانت شديدة الإنحدار لكور العواذل "تم الإستيلاء عليها ويعود ذلك لعدم قدرة مقاتلي البريستول على القيام بعمليات فاعلة في مكان بذلك البعد عن قاعدتهم الجديدة في شقرة" (8 )
ونتيجة لهذا الضغط القوي من رجال القبائل في مناطق التماس الحدودية الشرقية أرسلت بريطانيا كلايتون الى صنعاء وكانت تريد ان تصل مع الإمام الى تفاهم جدي، ظناً منها ان الإمام يحرك كل هذه المعارك، وهو اعتقاد خاطئ اذا ما استثنينا تلك القوات التي تقاتل على حدود العواذل وهي قوات أغلبها من خولان الطيال بقيادة الشيخ صالح بن ناجي الرويشان وآخرون. اضافة الى قبائل من البيضاء وذمار.
وبسبب هذا الفشل لمهمة المسئول الإنجليزي الى صنعاء (كلايتون) فقد ضاعفت بريطانيا حملاتها على القبائل اليمنية وبدأت تستخدم سلاح الجو الملكي بإفراط.
وفي ذلك التوقيت عمدت بريطانيا إلى إنشاء ما يسمى بجيش "الليوي" *الذي تم تدريبه وفقاً لقواعد وإجراءات السلك العسكري البريطاني من أجل ان يكون جاهزاً لخوض حرب نظامية في الدفاع عن المحمية ككل " وليس من أجل ان يؤدي وظائف غير سياسية داخل المحمية" .
وأسندت بريطانيا تبعية هذا الجيش لسلاح الجو الملكي البريطاني، بعد أن حقق نجاحات في ضربات وجهها على طول جبهات الحدود الثائرة. وكان الهدف منه تعزيز قوة نفوذ السلاطين والأمراء الموالين للحكومة البريطانية وإخضاع ما أسمتهم الصحف البريطانية يومها بـ" المتمردين" بالطيران.
كان القائد البريطاني هاملتون هو اول من تولى قيادة هذا الجيش وقد ذاع صيته من خلال تلك الغارات الجوية التي كانت فيها المقاتلات الجوية الملكية تقذف قنابلها على رؤوس رجال القبائل في وادي حريب وبيحان وعلى قمم ناطع والعبدية والجريبات وعلى أطراف جبال الكور وصولاً الى دمت وقعطبة ويريم. وهو الامر الذي خلق حالة من ردة الفعل الوطنية وهيّج مشاعر الشعب اليمني، وحينها كان القاضي يحيى بن محمد الإرياني يخاطب الانجليز من على منابر الجمعة بقوله:
يا بريطانيا رويداً رويدا
ان بطش الإله كان شديدا
ان بطش الإله أهلك فرعون
وعاداً من قبلكم وثمودا
واجهت القبائل جيش الليوي بكل شراسة، لكن إمكانيات هذا الجيش النظامي المدرب تدريباً انجليزياً والمجهز بأحدث الأسلحة ألحق برجال القبائل ضربات موجعة، وكبّدها خسائر بالعشرات من رجالها شهداء وجرحى، إضافة الى فقدان بعض المواقع.
وفي تلك المواجهات القاسية كان المقاتلين اليمنيون يذهبون الى مواجهة هذا الجيش "الليوي" وهم ينشدون "زوامل الحرب شعراً ومن ذلك مثلاً:
يا بليوي ويا عسكر شبَر يا عساكر عدن كلاتها
يوم سووا ميازر ولا ردوا خبر يا غبيني على شلاّتها
ولأن أقوى وأشرس المواجهات الحدودية كانت تدور على حدود سلطنة "بيحان"، وهي الجبهة التي يتواجد فيها الكثير من القبائل المقاتلة، وعلى رأسها ال عواض بقيادة الشيخ عبدربه العواضي ) والد المناضل السبتمبري احمد عبدربه العواضي(، فقد تعمدت بريطانيا ان تنتقي لجيش "الليوي" افراداَ من قبيلتي؛ العوالق والعواذل المحاذيتين لنواحي البيضاء شرقا، الذين يعرفون طوبغرافيا المواجهات ويفهمون طريقة القتال للقبائل الثائرة المتاخمة لحدودهم، ولهذا كان جيش "الليوي" يتألف بنسبة 80 بالمائة من العوالق تحديداً.
جاء في كتاب عدن تحت الحكم البريطاني:" بعد عام 1928 كانت المناطق التي تثير اكبر القلق لعدن هي بيحان والعواذل وارتبطت أهميتها الإستراتيجية بحضرموت وأهمية حضرموت بالنسبة للبريطانيين زادت بصورة كبيرة بعد إنشاء خط الدفاع الجوي الساحلي إلى الشرق ، بالإضافة الى ان اعداد العواذل والعوالق ضمن جيش عدن والشرطة المسلحة قد جعل من مصير المرتفعات العوذلية المحتلة من قبل اليمن بصورة مستمرة أمام ملاحظة الضباط البريطانيين" (9 )
استمرت المعارك في حريب وبيحان المتجاورتين، وكانت رجال قبائل آل عواض وآل بوطُهيف وبعض مراد والملاجم ومجاميع من السوادية يخوضونها ببسالة. فبين عامي 1935 و1938، وقعت معارك شديدة ومواجهات شهيرة. وقد تصدت القبائل لإحدى الحملات بقيادة هاملتون الضابط الشهير والرفيع في الجيش البريطاني وكان يومها القائد العام لجيش الليوي، ولولا سلاح الجو الإنجليزي أنقذه لكان وقع أسيراً في قبضة رجال القبائل.
ـــــــــــــــــــــــ
هوامش:
(1) ر ج جافن " عدن تحت الاحتلال البريطاني من عام 1839 الى عام 1967 ترجمة محمد محسن العمري"
(2 ) المرجع نفسه صفحة 319
(3 ) نفسه صفحة 310
(4 ) نفس المرجع صفحة 319
(5 ) قصص شفهية متداولة بين ابناء يافع
(6 ) رج جافن
(7 ) نفسه صفحة 325
(8 ) نفس المرجع صفحة 323
+ كلمة ليوّي مشتقة من النطق الهندي المحرف للكلمة الانجليزية leviers التي تعني " مجندون"
(9 ) المرجع نفسه صفحة 9