برّان برس- وحدة الرصد:
أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، مقتل القيادي في “حزب الله” اللبناني الموالي لإيران، “باسل شُكر”، بغارة جوية استهدفت أحد المواقع التابعة للجماعة جنوب لبنان.
ومع تداول وسائل الإعلام نبأ اغتياله استذكر اليمنيون بشكل واسع نشاطه الذي وصفوه بـ“الإرهابي” في اليمن، بعد تسلله إليها وانخراطه في تدريب عناصر جماعة الحوثي والاشتراك في قيادة حروبها المدمّرة ضد اليمنيين بما فيها المعارك العنيفة على محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن).
ونشر الصحفي اليمني “عدنان الجبرني”، صورة ميدانية للقيادي في “حزب الله”، داخل الأراضي اليمنية وهو يقود المعارك إلى جانب جماعة الحوثي المصنفة بقوائم الإرهاب، ضد قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
ويظهر القيادي “شُكر”، في الصورة التي تنشر لأول مرّة، وهو يمشي بأحد المواقع العسكرية التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، مرتديًا ملابس مدنية، ومعتمرًا قبعة على الهيئة اليمنية، ويظهر إلى جانبه أحد القيادات الميدانية الحوثية.
وتعليقًا على الصورة، قال “الجبرني”، وهو باحث في الشؤون العسكرية: “صورة خاصة للقيادي في حزب الله 'باسل شُكر' عندما كان باليمن يقود المعارك إلى جانب الحوثيين، وتحديداً في 2018”.
وفيما يتعلق بهويّة القيادي المرافق، أوضح “الجبرني”، في التدوينة التي رصدها “برّان برس”، أنه “يدعى نشوان جحيز”، مبينًا أنه “قائد لواء”، وقال إنه “قُتل في أطراف مأرب خلال معارك عام 2021”.
ونقل الصحفي الجبرني، عن مصدر أمني يمني، قوله إن “شُكر” كان “من أوائل المدربين اللبنانيين الذين تم تهريبهم إلى اليمن، لتدريب الحوثيين في صعدة، وتواجد في اليمن إلى جانب الحوثيين على فترتين”.
وفي حين لم تعلق جماعة الحوثي عن مقتله رسميًا، تداول نشطاء الجماعة التعازي في مقتله على منصات التواصل الاجتماعي، وتفاعلوا مع تدوينات نشطاء حزب الله التي تنعيه وتشيد بنشاطه في معارك الحزب في سوريا والعراق ومؤخرًا جنوب لبنان ضمن وحدات النخبة التابعة للحزب.
وفي 2021، شنّت جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا، أعنف هجوم مسلّح لمحاولة السيطرة على محافظة مأرب، وامتدت بنفس الوتيرة حتى العام 2022، وظهرت فيها التدخلات الإيرانية الميدانية والإعلامية والديبلوماسية بشكل قوي وواضح.
وينحدر “باسل مصطفى شكر” من قرية “جبشيت” بمحافظة “النبطية” جنوبي العاصمة اللبنانية “بيروت”، وينتمي لعائلة “شُكر” التي ينتمي إليها أيضًا القيادي “فؤاد شُكر”، الذي اغتالته إسرائيل، قبل أشهر، ويعتبر ثالث أبرز قيادي في “حزب الله” اللبناني.
ويعد “باسل شُكر” أبرز قيادات “حزب الله”، وهو عضو هيئة ركن “قوة الرضوان” أحد أهم الكتل المسلّحة التابعة للحزب والمنتشرة جنوب لبنان.
ولعب “حزب الله” اللبناني الذراع الإيراني الأبرز في المنطقة العربية، دورًا أساسيًا في تكوين وتنشئة جماعة الحوثي، ودعم حروبها الست الأولى ضد الدولة اليمنية في محافظة صعدة (أقصى شمال اليمن)، بين عامي 2004- 2010.
وبعد انقلابها وإسقاطها العاصمة صنعاء بقوّة السلاح أواخر العام 2014، دفع بالعديد من خبرائه لتدريب عناصر الجماعة، وتقديم الاستشارات والدعم الميداني لحروبها التوسّعة لاستكمال السيطرة على البلاد، والتفرد بالحكم والثروة فيها.
خلال السنوات الماضية، تداولت وسائل إعلام محلية وإقليمية تسجيلات مسرّبة تظهر قيادات من “حزب الله” وهي تنفذ تدريبات وعمليات تعبئة لعناصر جماعة الحوثي في صنعاء، ضمن جهود الحزب الميدانية لدعم الجماعة لاستكمال السيطرة على الحكم في اليمن واستهداف السعودية، إلى جانب الدعم بالمال والسلاح والإعلام.
وكان “حسن نصر الله”، زعيم الحزب قد أظهر اهتمامًا مبكرًا بجماعة الحوثي في اليمن، وحروبها التوسّعية لاحتلال اليمن.
ومنذ العام 2015، احتلت حروب الحوثيين في اليمن مساحة في خطاباته وخصوصًا حروب الجماعة للسيطرة على محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن). وعادة ما كان يؤكّد أن “تداعيات معركة مأرب ستكون كبيرة جدًا في اليمن والمنطقة”. وفي خطاب آخر قال إنها ستغير وضع المنطقة 360 درجة.
وفي أبريل/نيسان 2024، كان محافظ محافظة مأرب، الشيخ سلطان العرادة، قد أكد في مقابلة تلفزيونية ضلوع زعيم “حزب الله” اللبناني في إرسال عناصره للقتال إلى جانب الحوثيين باليمن، وقال إن هذا التدخل يأتي في سياق المشروع الإيراني لخلق وكلاء في الوطن العربي.