بران برس:
تشهد العاصمة السعودية الرياض، تحركات مكثفة لاستئناف انعقاد جلسات البرلمان اليمني في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، والمتوقفة منذ انقلاب الحوثيين في سبتمبر/أيلول 2024، باستثناء جلسة عاجلة في سيئون وأخرى مماثلة في عدن.
وفي إطار هذه التحركات، أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” (رسمية)، بعقد هيئة رئاسة مجلس النواب، اليوم، اجتماعاً لها برئاسة رئيس المجلس سلطان البركاني، لمناقشة “مشروع جدول أعمال المجلس لدورته المقبلة”.
وناقش الاجتماع، وفق الوكالة، “الإعداد والترتيبات اللازمة لاستئناف انعقاد جلسات المجلس، والعمل على تعزيز التوافق الوطني الرافض والمقاوم للمليشيات الحوثية الإرهابية”.
وأكّدت هيئة رئاسة البرلمان، في الاجتماع، “أهمية استئناف انعقاد دورات المجلس للقيام بمهامه التشريعية والرقابية في ظل الظروف الراهنة وحرصها على أداء مؤسسات الدولة للمهام المناطة بها، وتوحيد جهودها، والإسراع لإيجاد معالجات اقتصادية ونقدية عاجلة وفق خطط استثنائية تساهم في تحسين الخدمات العامة للمواطنين”، وفق سبأ.
وعقب الاجتماع، أفادت الوكالة الرسمية، بلقاء جمع هيئة رئاسة البرلمان (البركاني والشدادي وباصرة) بالسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.
وخلال اللقاء، أكّدت الهيئة على “أهمية التئام مؤسسات الدولة والقيام بمهامها وأدوارها الوطنية ومسؤولياتها الدستورية على أرض الواقع”، مبينة أن “الهدف الأول والأخير هو مواجهة مشروع ملالي إيران والمشروع الحوثي المدمران لليمن والمنطقة”.
وعقب ذلك، أفادت وكالة سبأ، بلقاء جمع عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، بالسفير السعودي محمد آل جابر.
ووفق الوكالة، بحث اللقاء “مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية في بلادنا، والجهود المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، وسُبل تحسين الأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين”.
وفي اللقاء، جدد السفير آل جابر، “تأكيد دعم المملكة لجهود مجلس القيادة الرئاسي، وتعزيز الشراكة مع مختلف الأطراف اليمنية لتحقيق الاستقرار والتنمية”.
وجاءت هذه اللقاءات التي عقدت اليوم، بعد ساعات من لقاء جمع هيئة رئاسة البرلمان، بعضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، وفق ما نشر “البركاني”، بصفحته على منصة “إكس”، دون التطرق إلى أي تفاصيل.
والأحد الماضي 17 نوفمبر/تشرين الثاني، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، رئيس مجلس النواب البركاني، وعضوي الهيئة الشدادي وباصرة، لمناقشة “مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية، والاجراءات المطلوبة لتعزيز دور مؤسسات الدولة”.
واستمع “العليمي” من رئيس البرلمان إلى إحاطة “بشأن أنشطة المجلس خلال الفترة الماضية، ونتائج أعمال لجانه المختصة حول أداء السلطة التنفيذية، والأوضاع العامة في البلاد”.
وتطرق “البركاني” إلى “خطة المجلس لاستئناف عقد جلساته ومشروع جدول أعمال دورته المقبلة”، وفق وكالة سبأ.
ويرى مراقبون بأن هذه التحركات تأتي بهدف استئناف عقد جلسات البرلمان في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، للقيام بدوره التشريعي والرقابي على أعمال الحكومة، ومساندتها في تفعيل مؤسسات الدولة وتنفيذ “برنامج الاصلاحات الشاملة” الذي أعلنته لمواجهة الأزمة الإقتصادية والمعيشية التي تضرب البلاد.
وتوقفت جلسات البرلمان منذ سنوات، إلا من جلسة خاطفة عقدها في عدن عام 2022، منحَ خلالها الثقة لمجلس القيادة الرئاسي، وسط اتهامات للمجلس الانتقالي بإعاقة استئناف عمل البرلمان في مدينة عدن.
ومؤخرًا، كشف فريق الخبراء الأممي المعني باليمن، عن مساعي “الانتقالي الجنوبي” لإحلال “هيئة التشاور والمصالحة”، محل البرلمان. موضحًا، في تقريره السنوي، أن هذا الرفض يأتي “انطلاقاً من فرضية أنه يمثل إرث نظام قديم”.
وتتبع “هيئة التشاور والمصالحة”، مجلس القيادة الرئاسي، وشكلت بموجب اتفاق نقل السلطة من الرئيس هادي، وتضم 50 شخصية، ويرأسها القيادي في الانتقالي، محمد الغيثي، وتتمثل مهمتها في مساعدة المجلس على إنجاز مهامه وتحقيق تقارب بين المكونات السياسية والتشاور حول القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية".