برّان برس | حوار - محمد الصالحي:
مع استمرار الحرب الدامية والمدمّرة في اليمن، وانسداد أفق الحل، وجد الرئيس اليمني الأسبق “علي ناصر محمد”، نفسه عاجزًا عن البقاء في موقف المتفرّج، وأنه معني بهذه الأزمة المعقّدة والمتداخلة والعصية على التفكيك.
“انطلاقًا من مصلحة اليمن وشعبه”، اقترح “مبادرة” لحل الأزمة القائمة في اليمن، وقام بعرضها على “أكثر من 200 شخصية يمنية بارزة من مختلف الأطياف”، وقال إنه وجد “تجاوبًا وقبولًا واسعًا وترحيبًا كبيرًا” بها.
رغم التطورات الأخيرة على الساحة العربية، خاصة في غزة ولبنان، والتي دفعته إلى “التريث قليلاً”، إلا أن الرئيس اليمني الأسبق، ما زال مؤمن “تمامًا” بالمبادرة الرامية لوقف الحرب وتحقيق السلام في اليمن والمنطقة.
في هذا الحوار الذي أجراه “بران برس”، يتحدث “علي ناصر محمد”، عن تفاصيل المبادرة، وعن الوضع المعقّد في اليمن، والحقائق الماثلة على الأرض التي قال إنها “تفرض علينا جميعًا إعادة التفكير في الحلول”.
يجزم “علي ناصر محمد”، أن الحل في اليمن “لن يأتي إلا من خلال حوار حقيقي يعيد بناء الثقة بين اليمنيين ويضع مصلحة الوطن فوق كل الحسابات الضيقة”. مبينًا أن “الحل هو بقيام دولة اتحادية”، والمهم برأيه هو “التوافق على صيغة تحقق المصلحة الوطنية العليا”.
يتحدث الرئيس الأسبق، في الحوار، عن جماعة الحوثي، والحكومة والأطراف اليمنية، ودول الجوار، وعن الأزمة الاقتصادية، وعن زياراته إلى عدن وصنعاء، وتطلعه إلى العودة الدائمة للوطن “عندما تكون الظروف مناسبة”.
يقول: “لقد تركت هذه الصراعات والحروب الممتدة منذ أكثر من 50 عاماً في الجنوب وفي الشمال، وبين الشمال والجنوب قبل الوحدة وبعدها، تركت جرحاً في جسم الوحدة الوطنية واليمنية، وقد حان الوقت الذي نكبر فيه على جراحنا، ونتجاوز آثار هذه الصراعات لنتطلع الى المستقبل الأفضل والأجمل لوطننا وشعبنا”.
نص الحوار:
▪مرحبًا بك سيادة الرئيس، ونبدأ من الأخير، كنت قد أعلنت مطلع العام الجاري عن مبادرة لإحلال السلام في اليمن، ما هي ملامح هذه المبادرة وما الذي أوقف هذا النشاط؟
قبل الإجابة على سؤالكم نرحب بكم وبهذا اللقاء الذي هو امتداد للقاءات معكم ومع “برّان برس”، ونحن نعتز بمأرب التاريخ والحضارة التي ورد اسمها في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة سبأ الآية 15 (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور) صدق الله العظيم.
مأرب تعتبر من أقدم الحضارات في اليمن حيث ازدهرت ببناء السدود وقنوات الري، وسد مأرب العظيم الذي يدل على أن دولة سبأ كانت دولة قوية اقتصادياً وعسكرياً، وكانت قد امتدت قنوات الري بهندستها الراقية إلى مملكة حضرموت، وعلى أطرافها زُرع النخيل والعنب، ويقال إن القوافل كانت تسير في ظل غابات لا تخترقها الشمس من حضرموت الى مأرب.. وذلك في عهد الملكة بلقيس وحكمها الشوري التي كانت أول ملكة في تاريخ العرب.
نحن نعتز ونفخر بتاريخ هذه المنطقة وعراقتها الممتدة في عمق التاريخ وصولاً إلى اليوم.
وعودة لسؤالكم:
لم يتوقف نشاطنا على الإطلاق، بل نحن مستمرون في بذل الجهود لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة. خلال الفترة الماضية، قمنا بعرض مشروعنا على أكثر من 200 شخصية يمنية بارزة من مختلف الأطياف، ووجدنا تجاوبًا وقبولًا واسعًا وترحيبًا كبيرًا بالمبادرة؛ لأن الشعب سئم الحرب وينشد السلام والاستقرار والازدهار.
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة على الساحة العربية، خاصة في غزة ولبنان، دفعتنا إلى التريث قليلاً لضمان أن تكون خطواتنا مدروسة ومتزامنة مع المشهد الإقليمي والدولي.
إلا أننا ما زلنا مؤمنين تمامًا برسالتنا وماضين قدمًا في مشروعنا الذي يهدف إلى وقف الحرب وتحقيق السلام في اليمن والمنطقة وتوحيد اليمنيين أرضاً وشعباً بحكومة اتحادية واحدة وجيش واحد..
▪ دعوت إلى حوار شامل بين اليمنيين لاستعادة الدولة، هل يعني هذا أن الحوار الوطني الشامل لم يكن حقيقيًا وعلى أسس سليمة؟
كما تعلمون، فإن مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في صنعاء لمدة عام كامل بمشاركة كافة الأطراف بإشراف مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، الذي بذل جهد كبير مع كافة الأطراف المخلصة لنجاح المؤتمر، وقد بارك الجميع المخرجات التي خرج بها المؤتمر، إلا أن البعض لا يريد نجاح هذا المؤتمر لمصلحتهم الشخصية الذاتية لأنهم يرون أن استمرار الأزمة والصراع مصدرًا لمصالحهم، ولكن ذلك حساب الشعب وأمنه واستقراره وسيادته.
أما اليوم، فإن الوضع أكثر تعقيدًا بكثير، والحقائق على الأرض تفرض علينا جميعًا إعادة التفكير في الحلول، من خلال إقامة مؤتمر يضم جميع الأطراف في حوار يمني- يمني صادق لا يستثني أحداً، ويرتكز على المصلحة الوطنية العليا وسيادة البلاد. الحل لن يأتي إلا من خلال حوار حقيقي يعيد بناء الثقة بين اليمنيين ويضع مصلحة الوطن فوق كل الحسابات الضيقة.
▪ تضمّنت دعوتك لاستعادة الدولة أن تكون برئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد، برأيك، هل يمكن للحوثي والانتقالي وغيره إلقاء أسلحتهم والاستجابة لهذه الدعوة؟
لقد أكدنا أكثر من مرة على أن الحل هو بقيام دولة اتحادية ونحن منفتحون على جميع الخيارات التي يتفق عليها اليمنيون، سواء كانت دولة اتحادية بإقليمين، كما أقر مؤتمر القاهرة، أو ستة أقاليم، كما أقر مؤتمر الحوار في صنعاء، أو حتى أقاليم على مستوى كل محافظة. المهم هو التوافق على صيغة تحقق المصلحة الوطنية العليا.
ونحن نؤكد أن الحل يكمن في بناء دولة اتحادية برئيس واحد، وجيش وطني موحد، واستعادة مؤسسات الدولة لتعمل بكفاءة وتخدم جميع أبناء الوطن دون تمييز.
أما سؤالكم بخصوص أنصار الله والانتقالي فنحن لسنا ضدهم بل نحن مع مشاركتهم في الحكم وليس مع تفردهم بالحكم في الشمال أو في الجنوب.
▪في خطاباتك الأخيرة قلت "لا نريد التدخل في شؤون الجوار ونريدهم ألا يتدخلوا بشؤوننا".. هل يمكن إنجاز سلام في اليمن دون مساندة الأشقاء، وهل ترى تدخلاتهم الحالية تعيق إنهاء الحرب وإحلال السلام؟
لا يمكننا إنكار أهمية دور الأشقاء في دعم مساعي إحلال السلام في اليمن، على أن يكون هذا الدور إيجابيًا ويسهم في مساعدة اليمنيين على تحقيق توافق وطني داخلي ونحن نؤكد بأن الدول الإقليمية يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على مسار الحرب والحوار والسلام إذا ما اتفقت على رؤية مشتركة تدعم الحل السياسي.
▪أثارت تحركاتك الأخيرة كثيرًا من الجدل، والبعض زعم أنك لم تتجاوز البيئة والأوضاع التي كنت فيها رئيسًا للبلاد خصوصًا ما يتعلق بعلاقاتك مع إيران وأذرعها في المنطقة، كيف توضح هذا؟
نحن ولاؤنا للوطن أولًا وأخيرًا، وتحركاتنا دائمًا تهدف إلى تحقيق مصلحة اليمن واستقراره. خلال فترة رئاستي لدولة اليمن الديمقراطية، كنا سباقين في فتح آفاق جديدة للحوار وإنهاء الصراعات.
شهدت تلك الفترة انفتاحًا حقيقيًا في العلاقات مع النظام في صنعاء، حيث أوقفنا الحروب والصراعات، واستأنفنا النشاط الوحدوي عبر تحركات وزيارات متبادلة بين صنعاء وعدن، وحققنا إنجازات مهمة، أبرزها صياغة دستور دولة الوحدة كخطوة تاريخية على طريق الوحدة اليمنية.
في الوقت ذاته، عززنا علاقاتنا مع دول المنطقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والإمارات، والكويت، وآخرها تطبيع العلاقات مع سلطنة عمان. كما أقمنا علاقات دبلوماسية وتجارية متوازنة مع دول العالم، ومنها إيران.
علاقتنا مع إيران في تلك الفترة كانت قائمة على المصالح المشتركة، خاصة في مجال تكرير النفط. إيران كانت تكرر أكثر من ثلاثة ملايين طن من النفط في مصفاة عدن، وهو ما ساهم في استمرار عمل المصفاة ودعم الاقتصاد الوطني، بعد أن رفضت معظم الدول الصديقة والشقيقة تقديم هذا الدعم. وكادت المصفاة أن تتوقف، مما كان سيؤدي إلى تعطيل حياة أكثر من عشرة آلاف عامل وخسارة كبيرة للدولة.
جدير بالذكر أن مصفاة عدن لم تكن مجرد منشأة اقتصادية، بل قامت عليها مدينة عدن الصغرى، بما فيها من مساكن، ومستشفيات، ومحلات تجارية، وميناء لتصدير النفط إلى العالم. هذه المصفاة كانت ولا تزال شريانًا حيويًا للاقتصاد اليمني، ومثالًا على أهمية الاستفادة من العلاقات المتوازنة مع الدول لتحقيق المصالح الوطنية.
علاقتنا مع أي دولة كانت مبنية على المصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية، تمامًا كما هو الحال مع دول المنطقة التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية وتجارية مع إيران، تشمل تبادل البعثات الدبلوماسية ورحلات الطيران اليومية.
ومع ذلك، فإن تركيز البعض على جزء من هذه العلاقات وتجاهل الأدوار الإيجابية الأخرى يعد اختزالًا للحقائق. تحركاتي دائمًا كانت تسعى لتحقيق مصالح اليمن وشعبه، بعيدًا عن أي أجندات ضيقة.
▪ ذكرت أن لك علاقات مع كل الأطراف اليمنية، هل لديك علاقات مع الحوثيين ومتى آخر تواصل معهم وما الردود التي تلقيتها منهم؟
نحن على علاقه مع كافة الأطراف اليمنية بمن فيهم أنصار الله والانتقالي وغيرهم من القوى السياسية على الساحة اليمنية لما فيه مصلحة اليمن وأمنه وسيادته وازدهاره، اليمن الذي اكتوى ويكتوي بنار الحروب في الماضي والحاضر، ونؤكد مرة أخرى أن الحل هو في الاحتكام الى لغة الحوار مع كافة الأطراف والمكونات اليمنية في الداخل والخارج..
▪ ذكرت بإحدى المقابلات التلفزيونية أنك لست ضد عاصفة الحزم ولكنك ضد الحرب، برأيك ما الطريقة التي كان يمكن من خلالها وقف استيلاء الحوثيين على اليمن والتفرد بالحكم والثروة؟
إن جماعة انصار الله هم جزء من المجتمع اليمني، وقد شاركوا في الحوار الوطني، والحوار في الكويت، وحوارهم الأخير مع السعودية برعاية عمانية، وقد باركنا هذا الحوار على طريق الأمن والسلام في اليمن والمنطقة.. ولا حل في اليمن إلا بمشروع وطني وحوار وطني لا يستثني أحداً..
▪حدثنا عن مجموعة السلام اليمني، وكيف تطوّرت لتصبح "مجموعة السلام العربي" وما النجاحات التي أحرزتها المجموعتان؟
بدأت فكرة المجموعة بلجنة السلام اليمنية، وكنا مجموعة تدعو إلى السلام في اليمن، وضمت كلاً من الدكتور عبد السلام المجالي رئيس وزراء الأردن سابقاً، ومعالي سمير حباشنة وزير الداخلية الأردني السابق والمناضل عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وغيرهم من الشخصيات العربية التي كانت تدعو لوقف الحرب في اليمن، وتواصلنا في 2015 مع جميع الأطراف في محاولة لوقف الحرب وإرساء السلام.
طورنا الفكرة لاحقاً عندما اشتعلت الحروب في المنطقة كلها، إلى مجموعة السلام العربي، التي تضم اليوم 50 شخصية سياسية وفكرية وأكاديمية واجتماعية من معظم الأقطار العربية، وعقدنا الاجتماع التأسيسي لها في مقر جامعة الدول العربية في أكتوبر من عام 2022 برعاية الأستاذ أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة.. وعقدت الهيئة العامة اجتماعها الثاني في 30 أبريل من هذا العام.
وأكدت في بيانها على وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية، كما أكدت على وقف الحروب وإطفاء البؤر المشتعلة في سوريا واليمن والسودان وليبيا والصومال؛ وعلى ضرورة الاحتكام للحوار من أجل السلام وإنهاء الحروب التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة العربية وفي المقدمة الكيان الصهيوني.
▪ ما تقييمك لأداء الأمم المتحدة ومبعوثيها إلى اليمن؟ ولماذا أخفقت برأيك في حلحلة الأزمة وإحلال السلام؟
لقد تعرفت على المبعوثين الأمميين جميعهم بدءاً من جمال بنعمر واسماعيل ولد الشيخ ومارتن جريفيثس وآخرهم هانس غريندبيرغ، ولا شك أنهم بذلوا جهودًا كبيرة منذ بداية الأزمة في اليمن، فقد ساعد جمال بنعمر في تيسير إجراء الحوار الوطني في صنعاء لحوالي العام وتمخض عنه كما ذكرنا في جواب سابق مخرجات الحوار الوطني.. واستمر المبعوثين اللاحقين في نشاطهم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ولعل تحقيق الهدنة الأخيرة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم هي إحدى نتائج هذه الجهود الأممية..
ولكن كما أكدنا أن الحل في اليمن هو في وقف الحرب واستعادة الدولة ولن يتحقق ذلك إلا بحوار وطني وهذا يتطلب أن يتحلى جميع الأطراف بالإرادة السياسية الصادقة والاستعداد لتقديم التنازلات لصالح الوطن، بعيدًا عن الأجندات الخارجية التي تزيد المشهد تعقيدًا.
▪ ما تقييمك لأداء مجلس القيادة الرئاسي؟ والحكومة الشرعية؟ وما رسالتك للمجلس؟
نحن نتابع نشاط المجلس الرئاسي برئاسة فخامة الرئيس رشاد العليمي، وكنا نتمنى على المجلس أن يولي اهتماماً خاصاً بتحسين حياة المواطنين وظروفهم المعيشية والأمنية وتوفير الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم وغيرها وخاص في عدن وبقية المحافظات التي دخلتها الكهرباء قبل مئة عام..
وقد سبق أن طالبنا المجلس عند تشكيله بإجراء الحوار مع كافة الأطراف في اليمن شمالاً وجنوباً ولا يزال هذا مطلبنا لما فيه صالح اليمن وأمنه وأمن المنطقة.
▪ ما رؤيتك لوقف انهيار العملة.. وتحسين الوضع الإقتصادي؟ وكيف رأى الرئيس علي ناصر التراجع عن قرارات البنك المركزي؟
لوقف انهيار العملة وتحسين الوضع الاقتصادي، من الضروري كبح الممارسات العبثية في إدارة إيرادات المؤسسات السيادية وضمان شفافيتها وانتظام توريد إيراداتها إلى البنك المركزي.
كما يجب وقف النزيف المستمر للمال العام، خاصة في ملفات حساسة مثل الكهرباء، التي تحولت إلى معضلة كبيرة بسبب غياب استراتيجية جدية لمعالجتها، رغم أنها ملف يمكن التعامل معه ببساطة إذا توفرت الإرادة الحقيقية.
إلى جانب ذلك، يتعين ترشيد المصروفات الحكومية الإدارية غير الخدمية، خاصة تلك التي تستهلك من العملة الصعبة، والتي تتضخم يومًا بعد يوم دون مبرر.
من المهم أيضًا استئناف تشغيل القطاعات الإنتاجية التي يمكن أن تزود البلد بالعملة الصعبة، مثل مصفاة عدن والقطاعات النفطية التي بلغت كما علمنا أكثر من 130 قطاعاً بحرياً ووبرياً على امتداد الأراضي اليمنية..
ومع ذلك، فإن غياب الشفافية والمحاسبة يظل عائقًا رئيسيًا أمام أي تنمية حقيقية، حيث يمنع تنفيذ هذه الاستراتيجيات ويحول دون تحقيق رؤية مستقبلية تعزز النمو الاقتصادي.
وكل هذه الحلول تتطلب استعادة دولة بحكومة واحدة تضمن توزيعًا منصفًا للثروات الوطنية، وتعمل على بناء اقتصاد وطني قوي ومستقل بعيدًا عن الفساد والمحسوبيات وسوء الإدارة، بما يعزز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة ويضع اليمن على مسار التعافي.
▪ عاد مؤخرًا حيدر العطاس إلى عدن لأول مرة منذ خروجه منها قبل 30 عاما.. هل سنرى الرئيس علي ناصر أيضا في عدن؟ وهل تفكر بالعودة؟
سبق وأن زرت عدن وصنعاء في عامي 1996 و 1998 وأتطلع الى زيارة وطننا العزيز والكبير فلا يوجد ما يمنع زيارتي عندما تكون الظروف مناسبة للقيام بهذه الزيارة والعودة الدائمة الى أرض الوطن.
▪ أُعلن في عدن مؤخرًا تكتلا للأحزاب السياسية المناهضة للحوثي.. ما موقفك منه؟ وما الذي قد يقدمه للمشهد اليمني؟ وكيف ترى أداء الأحزاب السياسية؟
تابعنا الاجتماع الأخير في عدن والذي تمخض عنه إعلان التكتل الوطني للأحزاب السياسية وانتخاب الدكتور احمد بن دغر رئيساً له، ويهمنا أن تساهم مثل هذه المكونات في رأب الصدع الوطني وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن..
وندعو من جانبنا إلى الحوار اليمني اليمني الشامل الذي لا يستثني أحداً في اليمن شمالاً وجنوباً..
▪ كيف ترى الوحدة الوطنية اليوم وهي تتعرّض للتمزيق والتفتيت تحت شعارات مناطقية وسلالية وأنت أحد القيادات البارزة التي كان لها دورًا حاسمًا في تحقيقها؟
لقد تركت هذه الصراعات والحروب الممتدة منذ أكثر من خمسين عاماً في الجنوب وفي الشمال وبين الشمال والجنوب قبل الوحدة وبعدها، تركت جرحاً في جسم الوحدة الوطنية واليمنية وقد حان الوقت الذي نكبر فيه على جراحنا ونتجاوز آثار هذه الصراعات لنتطلع الى المستقبل الأفضل والأجمل لوطننا وشعبنا..
▪ باعتبارك قائدًا سياسيًا وقوميًا ناضل من أجل طرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن، كيف ترى بعض الأصوات والمواقف التي تمجّد الاستعمار وتمهّد لإعادته؟
رحل الاستعمار بتضحيات شعبنا على مدى أكثر من مئة عام توجت بالثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني الذي كان لا تغيب عنه الشمس، وأطلقها الرئيس الخالد جمال عبد الناصر عند زيارته لتعز عام 1964 وقال أن على الاستعمار أن يحمل عصاه ويرحل عن عدن.. وبالفعل رحل عن عدن في 30 نوفمبر 1967 إلى غير رجعة.. ونحن نحرص على العلاقات مع بريطانيا ومع كافة الدول في العالم لما فيه مصلحة اليمن وشعبه..
▪ يحتفل اليمنيون في هذه الأيام بذكرى عيد الجلاء 30 نوفمبر.. ما رسالتك لليمنيين.. خصوصًا في جنوب البلاد بهذه المناسبة؟
نهنئ شعبنا اليمني بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وذلك بجلاء أكبر قاعدة بريطانية في الشرق الأوسط، وتأتي هذه المناسبة والشعب الفلسطيني واللبناني يعانون من حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ولم تعرف شعوب العالم في تاريخها مثل هذه الحرب حتى في الحربين العالميتين الأولى والثانية باستخدام أحدث أسلحة الدمار اليوم..
ونحن نتمنى لشعبنا اليمني الأمن والاستقرار والسلام وللشعبين الفلسطيني واللبناني النصر والحرية والسلام وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس..
ونهنئ رجال ثورة 14 اكتوبر الذين شاركوا في صنع هذه النصر الكبير ولا يزالون على قيد الحياة..
المجد والخلود لشهداء ثورتي أكتوبر وسبتمبر والشهداء الفلسطينيين واللبنانيين..
وكل عام وأنتم بخير.