كونوا السياج الآمن للمرأة
لبنى القدسي
تنطلق غدا 25 نوفمبر حملة 16 يوم لمناهضة العنف الموجه ضد النساء والفتيات، وهي حملة عالمية تتضمن انشطة مختلفة من أجل رفض العنف، وتعزيز حماية حقوق المرأة، على أن تختتم هذه الحملة يوم 10 ديسمبر وهي اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
واحترام حقوق المرأة ركيزة من ركائز احترام حقوق الانسان بشكل عام . وكلنا نعلم أن العنف في المجتمعات يزداد يوماً بعد يوم وفي الأغلب يمارس على النساء والفتيات بشكل أكبر وملحوظ في ظل غياب الحماية الواجب توفرها لهن من الأسرة ومن المجتمع ومن الدولة.
الأمر لا يقتصر على ذلك بل حتى برامج وأنشطة المنظمات المحلية أو الدولية لا ترقى إلى مستوى توفير الحماية ولا لإتخاذ تدابير ولا لمساعدة الضحايا كما ينبغي، فالكثير من النساء تواجه العنف بمفردها وتستسلم لذلك فتعيش في بؤس وقهر وحرمان.
وبالتأكيد فإن تدهور الوضع الإقتصادي فاقم من ظاهرة العنف، فالفقر والبطالة يؤثر على الحالة النفسية والصحية ويدفع ببعض الرجال الى ممارسة المزيد من العنف ضد المرأة المحيطة به سواء كانت زوجته أو بنته أو اخته بل قد يتعدى الأمر لممارسة العنف حتى على الأمهات.
إن حالة الحرب والصراع التي نعيشها في اليمن، وغياب الأمن وفقدان مصادر الدخل وإنقطاع الرواتب في مجملها أسباب تؤدي لممارسة عنف مضاعف على النساء في بلادنا. ولإذا علينا أن نعمل جميعاً من أجل رفض مظاهر العنف الممارس ضدهن وندعم المرأة أينما كانت، وندفع ونشجع الفتيات على التعليم ومواصلة الدراسة، ومن المهم أيضا توفير برامج التمكين الاقتصادي للمرأة كي تستطيع أن تتجاوز الحاجة والفاقة وتساعد في توفير مقومات العيش الكريم لها ولاسرتها.
نحن مطالبون أفراد وجماعات بالوقوف إلى جانب النساء من أجل الحصول على ميراثهن الشرعي فما زال بيننا من يحرمهن منه. كما إن رفع الوعي بالحقوق لدى النساء وفي المجتمعات ككل أمر غاية في الاهمية، لأن ذلك يولد المعرفة ويؤدي إلى احترام حقوق الآخرين ويساهم في فرص المشاركة في كل المجالات.
ومن المهم أن ندعم حقوق المرأة الاسرية لتعيش في طمأنينة واستقرار وتساهم في تربية جيل سوي. ولنعمل على دعم مشاركة المرأة سياسياً ليصل صوت النساء إلى أعلى المستويات ويتم إتخاذ سياسات عامة تحمي حقوقهن وتصون كرامتهن. لنكن جميعاً سياج آمن لكل نساءنا وبناتنا ونحميهن من كل المخاطر التي تحيط بهن.