أعد التقرير لـ“برّان برس”- عمر محمد حسن:
للعام الخامس على التوالي، اعتادت الطالبة الجامعية “سارة سامي”، على استعمال “العدسات اللاصقة”، سواء أثناء ذهابها إلى الكلية أو المشاركة في المناسبات.
تعتقد الفتاة العدنية ذات الـ29 ربيعًا؛ التي قابلها “برّان برس” بأحد المولات التجارية في مديرية المنصورة بمدينة عدن (جنوبي البلاد)، أن هذه العدسات تظفي عليها مزيدًا من الجمال والجاذبية.
قالت “سارة”، في حديثها لـ“بران برس”، إنها اعتادت أن تختار ملابسها على لون العدسة التي ترتديها مع تفضيلها للعسلية، وخاصة في الأعراس والمناسبات. مضيفة أنها اعتادت على هذا الأمر منذ 5 سنوات.
ونوهت الطالبة العدنية، إلى أنها لا ترتدي العدسات بشكل دائم، إلا أنها تعتقد أن هذه الطريقة تلفت الأنظار إليها؛ حينما تبدو جميلة رغم أن هذه الحالة “مؤقتة”.
من جانبه، يرى الشاب محمد جسار، متحدثًا لـ“بران برس”، أن ارتداء العدسات اللاصقة، بقدر الجمال الذي تضفيه على الفتاة، إلا أنه “مُزمن بتاريخ انتهاء؛ سرعان ما يذهب ذلك الألق مع خلع العدسة”.
تعبير جمالي
حول هذا، قالت الإخصائية النفسية، ألفت عادل، لـ“بران برس”، إن “العيون المُلونة تعد جزءاً مهمًا من التعبير الجمالي للوجه”، باعتبار العيون “نافذة الروح في الثقافة الشعبية وعند الشعراء”. مضيفة أن “رؤية شخص يمتلك عيونًا بلون غير مألوف قد يثير فضول الآخرين ويجذب انتباههم”.
عن جاذبية ألوان العيون؛ وسعي الفتيات لارتداء العدسات؛ قالت الإخصائية النفسية: “نعم.. يمكن أن تجذب ألوان العدسات اللاصقة الناس”.
وذكرت أن “هناك عدة ألوان ترتديها الفتيات مثل الزرقاء، الرمادية، الخضراء”. وبالإضافة إلى ذلك، قالت إن “العدسات العسلية أو البنية تعتبر الخيار الأكثر طبيعية؛ لأنها تحاكي الألوان الطبيعية للعينين، وأيضًا تعزز ملامح الوجه وتجعل العينين تبدوان أكبر وأكثر إشراقًا”.
وعن شعور الفتاة، قالت إن “تغيير لون العينين يعزز شعور الفتاة بالجاذبية والثقة بالنفس، خاصة في مجتمعات معينة حيث يُعتبر المظهر الجمالي أحد العوامل التي تساهم في تقدير الشخص لذاته؛ وتحقيق الجمال والتغيير”.
وأضافت أن “كثيرًا من الفتيات يرغبن في تحسين مظهرهن أو تجربة مظهر جديد من خلال تغيير لون عيونهن والعدسات الملونة تسمح لهن بتغيير ملامحهن بسهولة تامة”.
عيون مستعارة
الشاب “محمد جسار”، اتفق بكون العدسات للاصقة “أداة جذب للرجال، لما للألوان من وقع خاص على النفس”.
وبيّن أن “ثمة فروق بين العيون الملونة: المستعارة؛ والطبيعية”. مضيفًا أنه “مع ندرة الأخيرة إلا أنها تعطي جاذبية دائمة بخلاف المستعارة” التي قال إنها “تتطلب جهدًا كبير من الفتاة في الارتداء اليومي أو الموسمي، أي أنه مع كل لون عدسة ترتديها لون من الملابس ولون من الميك أب لتوأمة تفاصيل الوجه”.
من جانبها، تعتقد خبيرة التجميل “لين وهيب”، أن العدسات اللاصقة “أحد عناصر الجذب التي تولي كثير من الفتيات شطرها؛ وهي أحد أهم أدوات الزينة التي انتشرت في الأون الأخيرة في اليمن”.
وعما إذا كان بمقدور الناس معرفة العيون طبيعية كانت أو مستعارة، أوضحت “لين وهيب”، لـ“بران برس”، أن “العدسات الملونة لها لمعة وبيرق بالإمكان معرفتها بخلاف العيون الملونة الطبيعية”.
وقالت إن “ارتداء العدسات أصبح ضمن طقوس الكوفير، حيث يفضل رواد دكاكين الجمال مطاقمة لون الشعر والوجه على لون العدسات”.
ورغم هذا، قالت إنها دائمًا تحذّر من ارتداء العدسات أثناء صف الشعر والتجميل كون الإستشوار يؤثر على العدسات اللاصقة، وسبق وأن سجلت كثير من الفتيات إصابتهن بجروح بليغة”.
تجربة مؤلمة
بخلاف التجارب السابقة، روت “مريم علي”، لـ“بران برس”، تجربة صديقتها “شيماء وليد”، مع ارتداء العدسات اللاصقة. وقالت إنه بينما كانت ترتدي العدسة تفاجأت بانحرافها داخل عينها لعدم إدراكها بأنها قد تعرّضت للخدش، وهو ما أدى لالتهاب عينها، ولم تتمكن من الرؤية إلا بعد أربعة أيام متتالية بعد أن ذهبت إلى الطبيب.
وعن تجربتها الشخصية، قالت “مريم”: حتى أنا لم أسلم من ألم العيون الناتج عن ارتداء العدسات الملونة؛ فالالتهاب لا يفارق عيوني حينما أرتديها وخاصة اليوم التالي.
وأضافت: “لا أستطيع فتح عيوني عندما أستيقظ من النوم صباح اليوم التالي عندما أرتدي العدسات، وأشعر بوخز وألم شديدين في عيوني أقرب ما يكون إلى الرمد”.
أضرار ونصائح
عن الأضرار الناجمة عن ارتداء العدسات، قالت طبيبة العيون “ابتهال السقاف”، إن الأمر يعود إلى كيفية التعامل مع العدسات، إلى جانب النظافة أثناء اللبس وأثناء الإخراج مع نظافة علبة العدسات، والاحتفاظ بالعدسة بمكان نظيف وبعيد عن الرطوبة، وكذا عدم الاغتسال والسباحة بالعدسات.
وعند الشعور بالمضايقة، قالت “السقاف”، وهي استشاري طب وجراحة العيون بمستوصف دار العيون بخور مكسر: “لا بد من إخراج العدسة من العين؛ وعند حصول أي إشكالية لا بد من زيارة الطبيب”، محذّرة من “استخدام أي قطرات من غير وصفة طبية”.
وعند حصول خدش قرنية، شددت الدكتورة السقاف، على الامتناع عن “ارتداء العدسات مرة أخرى لفترة لا تقل عن 6 أشهر”.
وحذّرت “السقاف”، وهي أيضًا أستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة عدن، من “استعارة العدسات- أي- أن لكل إنسان عدسته الخاصة”. كما نصحت بعدم ارتداء العدسات أكثر من 8 ساعات باليوم.
ورغم أن “العدسة مصنوعة من السلكون أو هايدروجل؛ وتتكون من مواد خفيفة لا تؤثر على القرنية؛ ومن شأنها السماح بمرور الأكسجين للقرنية”، إلا أنه في كل الأنواع قالت: “لا يفضل النوم بها حتى وإن كان مكتوب عليها يسمح بذلك”.
تجارة العدسات في عدن
عن تجارة العدسات، قالت صاحبة بسطة أدوات تجميل بـ“هناء مول”، بمدينة كريتر؛ إن ذروة بيع العدسات يكون في رمضان وعيدي الفطر والأضحى والمناسبات والاجتماعية. وأما في الأيام العادية قالت إن شراء العدسات يكون بوتيرة أقل.
وعن العدسات المتوفرة وأسعارها، قالت صاحبة متجر “ساكورا”، إن لديها 6 أنواع هي: بُني وعسلي وأزرق ورمادي وعشبي وكارميل؛ ويتراوح أسعارها بين (4500-9000) ريال يمني للعدسات العادية.
وأوضحت أن العدسات الأصلية يبلغ أسعارها من 10 ألف ريال يمني وأكثر، وهي أكثر ضمانًا. مبينة أن العدسات الأصلية ذات ماركات معروفة، مفضلة “التعامل مع شركات معترف بها”. واستعرضت عدة أسماء ماركات للعدسات الأصلية ومنها: “ذهب واي لانس”، و“لانس مي”.
وعن المخاطر، قالت إنها تنصح زبائنها بالتنظيف المستمر للعدسات (التعقيم) بعد الارتداء بماء العدسة مع الأخذ في الحسبان حساسية العين”.
وعن العمر الافتراضي للعدسة، قالت إن العدسة التي تحفظ في الثلاجة ضمن الماء الخاص بها؛ عمرها 6 أشهر فيما العدسات الطبية لا تباع إلا وفق وصفة طبيبة.
وعن طبيعة بيع العدسات، أكد عدد من أصحاب محلات البصريات في عدن، لـ“بران برس”، أنهم لا يبيعون العدسات اللاصقة (الطبية) للفتيات إلا وفق توصيات الأطباء. ووفق أحاديثهم، يقدر سعر العدسة الواحدة 20 ألف ريال يمني للشفافة الطبية، و22 ألف ريال يمني للطبية الملونة.