بران برس - ترجمة خاصة:
تناول تقرير حديث لمؤسسة بحثية أمريكية، الخميس 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، التقارير، التي تتحدث عن تجنيد القوات الروسية لمئات منيين في صفوفها بفضل علاقتها المتنامية مع جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب.
التقرير، الذي نشره موقع "اتلانتيك كاونسيل"، وترّجمه للعربية "برّان برس" أشار إلى أن المجندين اليمنيين، وعدوا برواتب عالية وحتى الجنسية الروسية مقابل وظائف في الهندسة والأمن، من خلال شركة مرتبطة بالحوثيين وأجبروا في النهاية على الانضمام إلى الجيش الروسي وإرسالهم للقتال على الخطوط الأمامية.
وتوقع تقرير "اتلانتيك" وهي مؤسسة بحثية مستقلة مقرها واشنطن، استفادة الحوثيين مالياً من هذا الجهد كما أنه يمنح اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم التدريب تحت إشراف الجيش الروسي.
وذكر أن تجنيد اليمنيين يعد جزءًا من جهد روسي أكبر لاستخدام المجندين المهاجرين من اليمن وكذلك نيبال والهند وكوريا الشمالية للتعويض عن الخسائر الفادحة في ساحة المعركة.
ويرى معدو التقرير، أن "تجنيد المقاتلين اليمنيين ليس سوى عنصر واحد من العلاقة الناشئة بين الحوثيين وروسيا، والتي اكتسبت أهمية أكبر منذ 7 أكتوبر 2023.
وأشار إلى ما كشفت عنه تقارير قبل أشهر، تفيد بأن إيران كانت تتوسط في اتفاق محتمل حيث ترسل روسيا أسلحة متقدمة، وهي صواريخ مضادة للسفن من طراز P-800 Oniks، إلى الحوثيين.
ووفق التقرير، فإنه لا يوجد دليل على حدوث مثل هذا النقل حتى الآن، إلا إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج قد أكد مؤخراً أن روسيا تسعى بنشاط إلى إجراء اتصالات مع الحوثيين ومناقشة نقل محتمل للأسلحة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، كانت هناك تقارير تفيد بأن موسكو تخطط لتزويد الحوثيين بشحنة من الأسلحة الصغيرة بقيمة 10 ملايين دولار، وبعد وقت قصير من بدء تداول مزاعم نقل مثل هذه الأسلحة، زعمت تقارير أخرى أن الكرملين كان يزود المجموعة أيضًا بمعلومات استخباراتية، بما في ذلك بيانات الأقمار الصناعية، لحملتها المستمرة ضد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة.
وعن تفسيره لتلك العلاقة، ذكر تقرير "اتلانتيك كاونسيل"، أنها "أنها شراكة مصلحة وليس تحالفاً استراتيجياً كاملاً" وقال إن "الحكومة في موسكو براجماتية عندما يتعلق الأمر بالجماعة".
وأضاف "من المرجح أنها تستمر روسيا في دعم الجماعة طالما أن الحوثيين لا يستهدفون المصالح السعودية أو الإماراتية بشكل مباشر ويستمرون في العمل كأداة قيمة في جهود روسيا لإضعاف الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، تحوطت الحكومة الروسية رهاناتها من خلال الاستمرار في الانخراط دبلوماسيا مع الفصائل الأخرى في اليمن، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، والذي يدعم التدخل العسكري واسع النطاق ضد الحوثيين.
ووفق التقرير، ينبغي النظر إلى العلاقة بين الحوثيين وروسيا باعتبارها جانبًا واحدًا من جهد استراتيجي أكبر بين خصوم الولايات المتحدة ــ روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين ــ لتعزيز تحالفاتهم وتحدي الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وعن ما تستفيده موسكو، قال، إن التعاون مع الحوثيين يقدم العديد من الفوائد لها، والتي تتجاوز مجرد تعويض الخسائر في ساحة المعركة في أوكرانيا. أولاً، من خلال تزويد الحوثيين بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية،
كما تشجع روسيا الأعمال المزعزعة للاستقرار في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة، وترى موسكو في الحملة البحرية التي يشنها الحوثيون فرصة لممارسة الضغط على الشحن التجاري الغربي، وتحويل انتباه الولايات المتحدة وأصولها عن حرب روسيا في أوكرانيا.
إضافة إلى ذلك تمنح العلاقات بين روسيا والحوثيين الكرملين نفوذاً إضافياً على لاعبين إقليميين مهمين، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين لديهما مصلحة راسخة في إنهاء الحرب في اليمن.
وفي حين تتمتع موسكو منذ فترة طويلة بعلاقات استراتيجية واقتصادية مع هذه الدول الخليجية، وخاصة من خلال كارتل النفط أوبك+، فإن الحكومة الروسية يمكن أن تستخدم علاقاتها المتنامية مع المتمردين اليمنيين للضغط عليهم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بعلاقاتهم مع واشنطن.
وتوصل التقرير، إلى أنه "يجب على الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها أن يشعروا بالقلق إزاء استمرار التعاون بين الحوثيين وروسيا، وخاصة لأنه قد يؤدي إلى توسيع قدرة الحوثيين على تهديد الشحن الدولي وكذلك الأصول الأمريكية وحلفائها في المنطقة".
وأضاف "حتى بدون ضخ الأسلحة الروسية المتقدمة، تمكن الحوثيون من تعطيل التجارة البحرية بشكل خطير، مما تسبب في انخفاض بنسبة 66 في المائة في حركة المرور عبر قناة السويس على مدار العام".
وقال "إن ضخ أنظمة مثل P-800 Oniks أو حتى الصاروخ الباليستي الجديد "التجريبي" متوسط المدى من موسكو برؤوس حربية متعددة من شأنه أن يسبب المزيد من الفوضى، ,حتى لو كانت موسكو مترددة في إرسال مثل هذه الأنظمة المتقدمة، فإنها قد تزود الحوثيين أيضًا بخبرة أكبر في التصنيع العسكري، مما قد يجعل سلاسل الإمداد العسكرية المحلية للمجموعة أكثر اكتفاءً ذاتيًا وقوة.
وأشار إلى أن مثل هذا النوع من التبادل من الصعب اكتشافه في ظل المعلومات الاستخباراتية الأميركية المحدودة في اليمن. كما أنه من شأنه أن يجعل المتمردين أقل اعتماداً على النظام الإيراني وربما أكثر استعداداً لشن ضربات حتى لو لم تكن مثل هذه العمليات مفيدة سياسياً لداعميهم في طهران.