بران برس: وحدة الرصد
احتشد العشرات من الناشطين والإعلاميين اليمنيين في تظاهرة إلكترونية "واسعة"، لفضح وكشف جرائم جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، خاصة على أبناء محافظة الحديدة (غربي اليمن)، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لإعدام 9 من أبناء المحافظة بمزاعم التخابر.
وتحت الوسمين، "لن تنسى جرائم الحوثي - الحوثي يعدم أبناء تهامة" دوّن المغردون اليمنيين، فاضحين ما يمارسه الحوثيون بحق أبناء تهامة واليمن ككل، مستدلين بأرقام الضحايا، ومدعمين ما ذهبوا إليه بالصور والفيديوهات.
المشاركون في التظاهرة الإلكترونية، لم ينسوا الصمت الدولي المطبق إزاء جرائم الحوثيين، مطالبين بضرورة التحرك في اتجاه إيقاف تلك الجرائم، وإنصاف الضحايا، بالعمل على إنزال العقاب بمرتكبي تلك الجرائم.
"برّان برس" رصد جزءاً من تلك التدوينات على منصة "إكس"، والبداية من الإعلامي "خالد عليان" الذي كتب عن واحدة تعد من آخر جرائم الجماعة المدعومة من إيران حيث قال: "جريمة جديدة تُضاف إلى سجل مليشيا الحوثي الإرهابية بحق أبناء تهامة، حيث أقدمت المليشيات على تصفية 7 مواطنين عبر حقن سامة داخل أحد سجونها، بعد أيام من تبرئتهم".
"عليان" أضاف: "هذه الجريمة الممنهجة تأتي استمرارًا لسياسة الإبادة، بعد إعدام 9 مواطنين بينهم طفل رميا بالرصاص في إحدى ساحات صنعاء في 2021م".
وأشار إلى أن استمرار الحوثييين في "استهداف أبناء تهامة والتنكيل بهم، من التهجير وسرقة الأراضي إلى الإعدامات والتصفيات ، يكشف حجم الحقد والطغيان الذي تمارسه هذه الجماعة ضد الأبرياء" مؤكداً أن "أبناء تهامة يدفعون ثمن صمودهم وكرامتهم، والعالم مطالب بكسر هذا الصمت عن الجرائم الوحشية".
الصحفي "مصطفى غليس" تناول الموضوع بعدة تدوينات، اعتبر في إحداها مجزرة التحرير في صنعاء بحق 9 من أبناء تهامة والتي حدثت في العام 2021، مشهداً قال إنه "يختزل الطغيان والوحشية ضد المدنيين الأبرياء"، مضيفاً أن "تلك الجريمة هزت اليمنيين وأكدت استخفاف الحوثيين بحرية وكرامة أبناء تهامة".
وقال: "في مايو 2024، قرر الحوثي أن يعدم 11 شخصًا من أبناء تهامة بتهمة التخابر مع دول أجنبية، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وهي قبل ذلك جريمة تضاف إلى سجل حوثي مظلم يثبت أن هذا الكائن السلالي يحارب كل صوت يرفض طغيانه".
وعن جرائم الجماعة الأخرى ذكر "غليس" "تعمدها في زراعة الألغام والعبوات الناسفة في أراضي تهامة الخصبة، لتتحول الحقول إلى مقابر، والأرض إلى مصدر للموت،" مشيراً إلى أنه "لا يمر يوم دون سقوط قتيل أو جريح، في محاولة خبيثة لتجويع الشعب اليمني وتدمير اقتصاده".
وقال: "ما تفعله مليشيا الحوثي اليوم بأبناء تهامة يعيد إلى الأذهان تاريخًا طويلًا من التكفير وسفك الدماء الذي مارسته الإمامة على أبناء تهامة الأحرار، ومع ذلك ستبقى إرادة تهامة أقوى من هذا الظلم، والطغيان الحوثي".
أما الصحفي المفرج عنه من سجون الحوثيين "حمزة الجبيحي" فقد قال: "تهامة وأبناؤها ضاقوا ذرعا من ممارسات مليشيا الحوثي التي نكلت بهم وشردتهم وحرمتهم من ارضهم ومن خيراتها".
الجبيحي، أشار إلى أن "الحوثي حوّل تهامة إلى ساحة إعدامات لأحرارها الرافضين لفكر المليشيا ومخططاتها" وقال: "جرائم الحوثي ضد أبناء تهامة لا تتوقف عند التهجير والإفقار، بل تتعداها إلى تنفيذ جرائم بشعة كحقن الأبرياء بإبر سامة في مستشفياتهم، أي دناءة أبشع من استهداف الأرواح بوسائل الغدر".
في السياق نفسه، كتب الناشط والأكاديمي "حسن القطوي": "تهامة تنزف في صمت، والأبرياء يدفعون ثمن صراعات لا ذنب لهم فيها، لن يقف التاريخ صامتًا أمام هذه الجرائم البشعة المرتكبة بحق أبناء الوطن".
وأضاف: "أبناء تهامة يواجهون إبادة ممنهجة على يد ميليشيا الحوثي الإرهابية التي تزرع أراضيهم الخصبة بالألغام لتحرمهم من رزقهم وتضاعف معاناتهم. تهامة ستظل صامدة في وجه الظلم".
وفي تدوينة أخرى ذكر "القطوي" أن "إحصائيات رسمية تؤكد مقتل ووفاة المئات من أصل آلاف المعتقلين الذين يتعرضون لشتّى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في سجون ومعتقلات الحوثيين، فضلًا عن التصفية الجسدية المُباشرة".
وعن الـ 9 من أبناء الحديدة الذي أعدمهم الحوثي، تحدث الصحفي "عبدالله إسماعيل"، وقال: "لن ينسى التهاميون قتل المليشيا الحوثية لتسعة من أبنائهم بزعم اشتراكهم في قتل الهالك الصماد" مضيفاً: "ولن ينسى التهاميون نظرات شهيد تهامة عبدالعزيز الأسود الذي حاكم وأسقط الحوثي أخلاقيا وكشف للعالم بعض ما يدور من جرائم خلف السجون والمعتقلات والأقبية".
ووفق "إسماعيل"، فإن محافظة الحديدة تعد أوضح الدلائل على فشل الأمم المتحدة بل وتواطئها مع جماعة الحوثي، وقال: "قلقها من هزيمة الحوثي، جعلها تدخل المدينة في أسوأ كارثة إنسانية، برعاية أممية، ولم يسلم حتى موظفوها وإغاثتها من الاستهداف الحوثي".
وأردف: "هذا الإرهاب السلالي على تهامة وقبائلها وسكانها امتداد لجرائم السلالة تاريخيا، الذي يبلغ اليوم منتهاه في الاعتداء على الضعفاء والمزارعين اليمنيين أمام أنظار العالم".
إلى ذلك أعدّ الصحفي "عبدالله المنيفي" جرائم الإعدام، ومنها التصفيات حقناً بالسم لمختطفين يمنيين، بأنه "حلقة من سلسلة جرائم حوثية ممنهجة ضد شرائح وقطاعات الشعب اليمني، مارستها المليشيات الحوثية السلالية، منذ انقلابها وسيطرتها على صنعاء في سبتمبر 2014".
وذكر أن "سكان محافظة صعدة، معقل مليشيا التمرد، واجهوا صنوفاً من الإرهاب المشابه منذ ظهور المليشيا من كهوف الفتنة مع مطلع الألفية الجديدة".
وقال: "الإعدام والتصفيات للمختطفين وغيرهم هو سلاح مليشيا الحوثي السلالية الإرهابية لارهاب الشعب اليمني الرافض لمشروعها الكهنوتي العنصري، لا سيما أن العصابة السلالية تعيش حالة من الرعب لإحساسها بقرب سقوطها، فتلجأ إلى ترويع المجتمع وترى أن ذلك سيمنع سقوطها المحتوم".
وفي تدوينة أخرى أكد الصحفي "المنيفي" ضرورة أن "يتحرك المجتمع الدولي لوقف جرائم مليشيا الحوثي العنصرية الإرهابية من إعدام وتصفيات وحماية سكان تهامة والمناطق الأخرى من إرهاب العصابة السلالية".
وأضاف: "الصمت الدولي تجاه جرائم الإعدام والتصفية يشجع مليشيا الحوثي الإرهابية العنصرية على الاستمرار في ممارساتهم الوحشية، وبذلك فالمجتمع الدولي يعد شريكاً للعصابة العنصرية في قتل اليمنيين".
وفي تدوينة مطولة كتب الباحث "همدان العليي": "يعتبر سكان المناطق التهامية الأكثر فقرًا في البلاد، وقد جاءت الحوثية لتزيد من معاناتهم بشكل ممنهج، فلم تسرق مرتبات الموظفين وحسب، لكنها أيضا سرقت المساعدات المخصصة لهم".
وأضاف في تدوينته التي عنونها بـ "المساعدات ومجاعة تهامة": "أواخر العام 2016م، انتشرت صور في مواقع الانترنت لمجموعة من السكان – في الحديدة وحجة- تلتصق جلودهم بعظامهم من شدة الجوع، كما أكدت العديد من التقارير سقوط وفيات من النساء والأطفال جراء انعدام الغذاء وانتشار الأوبئة".
وقال: "حدث ذلك، في الوقت الذي تتواجد في هذه المناطق العديد من المنظمات الإغاثية على رأسها منظمة الإغاثة الإسلامية، أوكسفام، اليونيسيف، منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، برنامج الأغذية العالمي، منظمة مكافحة الفقر الفرنسية، منظمة أكتيد العالمية، وكالة التنمية والتعاون الفني، النداء الإنساني الدولية، منظمة المساعدة الطبية الدولية، المنظمة الدولية للهجرة، المجلس النرويجي للاجئين، صندوق الأمم المتحدة للسكان، منظمة الصحة العالمية، منظمة أدرا، مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، منظمة إنترسوس، الجمعية الدولية للتعاون الدولي، أطباء بلا حدود، اللجنة الدولية للصليب الأحمر.".
وتابع متسائلاً: "فما الذي حدث؟ أين ذهبت المساعدات التي تُقدِّمها المنظمات لسكان هذه المناطق المحدودة؟ كيف عجزت هذه المنظمات الكبيرة عن إنقاذ الجياع هناك؟".
وأردف: "وبتتبُّع نشاط الحوثيين في هذه المناطق، كان من الواضح أنَّ عمليات النهب المُمنهَجة وفرض الهيمنة الحوثية، ساهمت في إعاقة أعمال المنظمات التي كانت تصمت بدورها كي تحافظ على دعم الدول المانحة التي قد توقف دعمها إذا ما ظهرت المنظمات بعدم قدرتها على توزيع المساعدات والوصول إلى الفقراء، وتلجأ إلى توزيعها في مناطق أخرى سكانها أقل احتياجا".
وجاء في تدوينة "العليي": "من أمثلة هذه الحوادث، قيادي حوثي يدعى «أبو مشغل» وعشرة مرافقين مسلحين معه نهاية 2016م في مديرية الخشم بمحافظة حجة، بإغلاق مكتب منظمة المجلس النرويجي للاجئين".
وقال: "وقد أكد لي أحد العاملين في المنظمة أنَّهُم أخذوا الحواسيب المحمولة الخاصة بالموظفين وستالايت الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، ليتم إغلاق مكتب المنظمة هناك، كما فَرَّ عدد من الموظفين بعد اتهامهم بأنَّهُم «دواعش"، مضيفاً أن "المنظمة ذاتها تعرَّضت لاعتداء آخر في فبراير/ شباط 2017م على يد الحوثيين الذين قاموا باعتقال ثلاثة من موظفي المنظمة وسائق متعاقد معها حينما كانوا يُوزِّعون مساعدات في محافظة الحديدة(9)".