كان ممكناً، أن يتم دعم جيش وطني يمني واحد، من كل بقاع اليمن، لتحريرها من الحوثي، وكان التحرير ممكناً، منذ سنوات، بأقل التكاليف.
ولكن بدلاً عن ذلك تم تكوين ودعم مليشيات متناحرة، خاصة تلك التي تسعى إلى التجزئة والإنفصال، وهذا لا يدل على حسن التدبير فيما يخص قضية اليمن، ولا حسن النوايا تجاه اليمن.
ومع ذلك فما نزال نسمع ترديد عبارات الثناء والشكر لمن يتبنى ويدعم مشاريع التجزئة والإنفصال في اليمن!
من المُلام يا ترى؟!
الشاكرون أو المشكورون أم كليهما؟!
عندما وجد السوريون دعماً حقيقياً، وموقفاً واضحاً من حلفائهم تجاه وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وبالإعتماد على النفس أيضاً؛ وصل الثوار دمشق!
كانت صنعاء أقرب من دمشق؛ لو صحت التدابير وحسنت النوايا.
منذ 2015 ونحن نؤكد على جيش وطني يمني واحد فقط، ونحذر من تجار السياسة و أمراء الحرب.
وكلما قيل عن توحيد القوات المسلحة والأمن كان مجرد كلام بلا نوايا صادقة أو عزائم حقيقية.
أما مجلس الثمانية فلن ينتج عنه شيء لصالح اليمن، وإن حسنت نوايا بعضهم!
تحرير اليمن لا يتطلب ثمانية في الرئاسة، ثلاثة منهم يتبنون مشروع الإنفصال ويتبعون داعميه، والباقون لا يستطيعون تبني موقفاً مع اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، بل يجارون الإنفصاليين ويخضعون لمشيئة الداعمين!
دون سلامة الموقف وصلابته ووضوحه لصالح وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، ستبقى عاصمة اليمن وجل سكان اليمن تحت سيطرة الحوثي.. ومن يدعم الإنفصال أو يتبناه فهو حريص على بقاء الحوثي مسيطراً على الشمال.
ويقال : إن هناك من يحرص على أن يظل اليمن مشطراً وضعيفاً على نحو دائم، ويرى أن تحقيق الوحدة كان خطأً يجب تصحيحه بالعودة إلى التشطير، ليكون اليمن مجالاً سهلاً للتدخلات والسيطرة والتبعية والإستهزاء!
بل توحي بعض التصرفات والترتيبات والمواقف وكأن هناك أطماعاً في بر اليمن وبحره وجزره!
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن قدر الشعب اليمني، في نهاية المطاف، وواجبه التاريخي الحتمي، أن يصد كل الأطماع ويهزم الحوثي، وإن كان بزيادة معاناة وتعب، بسبب إعطاء مشروع التجزئة الأولوية وبسبب الأطماع الخارجية الواضحة والمضمرة.