برّان برس - وحدة التقارير:
خلال اليومين الماضيين، تصاعدت تهديدات الاحتلال الإسرائيلي ضد جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، والزعم بأنها ستلاقي مصير أذرع إيران في المنطقة.
بدأت هذه التهديدات، من تهديد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو"، في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2024، قائلًا: "كما تصرفنا بحزم ضد أذرع محور الشر الإيراني، سنتخذ إجراءات مماثلة ضد الحوثيين، والنتيجة ستكون واحدة".
وأعلن “نتنياهو”، للمرّة الأولى، بأن حكومته مستعدة للتحرك منفردة في مواجهة التهديدات الحوثية، موضحًا أن الولايات المتحدة ودولًا أخرى تشاطر إسرائيل موقفها باعتبار الحوثيين “قوة تهديد فاعلة”.
وقال: “سنتصرف بحزم وإصرار وحنكة.. أؤكد لكم أن النتيجة، حتى وإن استغرقت وقتًا، ستكون مشابهة لما حدث مع الأذرع الأخرى للعنف الإيراني”.
وأمس الأول الاثنين 23 ديسمبر/ كانون الأول، هدد وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بضرب الحوثيين بقوّة، وإلحاق الضرر بالبنى التحتية الاستراتيجية التابعة لهم في صنعاء والحديدة.
وقال في تصريح متلفز تداولته وسائل إعلام إسرائيلية ودولي: سنضرب الحوثيين بقوة، وسنستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية”. مضيفًا: “سنقطع رؤوس قادتهم- كما فعلنا مع هنية، والسنوار، ونصر الله في طهران، وغزة، ولبنان”. وقال: “سنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء”.
المحلل العسكري “عبدالرحمن الربيعي”، لم يستبعد أن يتكرر ما حدث لحزب الله ونظام الأسد للحوثيين في اليمن.
وقال "الربيعي" في حديث لـ“برّان برس”، إن ما شهدته المنطقة من هزيمة لحزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا يشير إلى أن اليمن ليست “بمنأى عنه”، لافتًا إلى ما بات يشكله الحوثيون كأهم أذرع إيران في المنطقة وجنوب الجزيرة العربية.
وأضاف أن تصعيد الحوثيين يأتي وفق أسلوب والتعليمات الإيرانية، موضحًا أن “إيران تريد حضوراً في المواجهة وإن عن طريق اليمن، دون أن تعمل حساب لليمنيين، لمقدراتهم واقتصادهم وحياتهم ولما يمتلكون من موانئ ومنشآت، فهذا ليس في حساب الحوثيين ولا إيران”.
وبرأيه فإن تحرش إيران والحوثيين من خلال الاستهداف لإسرائيل، ليس لها “أي نتائج” على الأرض، معتبرًا أن ما يقوم به الحوثيون وإيران مجرد عبث ودعاوى كاذبة بأنهم “يستهدفون الكيان الصهيوني”، مستدركاً: “لكن من يتحمل توابع ومساوئ هذه الاستهدافات وما سيترتب عليه في الحاضر والمستقبل هم اليمنيون”.
وعن مبرر ضرب الحوثيين، أوضح المحلل الربيعي، أن هذا القرار متعلق بكون الجماعة من أذرع إيران في المنطقة، مشيراً إلى أن “القرار أصبح محط إجماع دولي لا رجعة عنه، وما هي إلا مسألة وقت فقط”.. معتقدًا أن “الهدف الثالث سيكون الحوثيين في اليمن دون استبطاء”.
وبحسب الربيعي، فإن “العام 2025، منتصف يناير أو بالكثير فبراير، ستكون اليمن قد دخلت فصلاً جديداً من الصراع لاستعادة الدولة"، وقال "ستتقدم بإذن الله القوات الشرعية من كل الاتجاهات لتحرير صنعاء وكل المحافظات تحت سيطرة الحوثيين".
وأكّد أن “هذا أمر وارد مهما كانت الكلفة على اليمنيين، ومهما كانت ويتحمل الحوثيون كل المسؤولية عن ما جرى ويجري في الساحة اليمنية”.
وعكس ذلك يرى الباحث اليمني مصطفى ناجي، أن “الوضع ربما سيستمر، من خلال إطلاق الحوثيين لصواريخهم”، موضحًا أن الهدف من ذلك “مشاغلة العالم عن البرنامج النووي الإيراني”.
وفي المقابل، قال "ناجي" في حديث لـ“برّان برس”، إن “إسرائيل ستواصل استعراضاتها وتوجيه ضربات موجعة في اليمن دون إلى تودي إلى تكسيح الحوثي”. معتقدًا أن “شن حرب واسعة في اليمن تحتاج مساندة الادارة الاميركية القادمة”.