الحوثيون واتفاق غزة
مصطفى ناجي
على طريقة حزب الله، لا بد من تعليق حوثي على الاتفاق الأخير حول غزة. الكلمة المنتظرة لزعيم الحوثيين هي لتأكيد موقعه في رقعة المحور الإيراني واستلامه الراية بعد حسن نصر الله. بالطبع لو كان هذا الأخير ما يزال على قيد الحياة ليلقى كلمة مطولة وأشاع النصر وصوّره ولوّنه واكد على المقاومة.
لا ولن يستطيع الحوثي الخروج من ثوب الدور الذي يلبسه الآن. وهناك سبب واف لأن يستمر طالما القضية الفلسطينية لم تر حلاً والقدس ما تزال على وضعها الراهن.
امران حدثا مع السابع من أكتوبر على الصعيد اليمني خصوصا لجهة الحوثيين. الأول انخراط الحوثيين ارتقى بهم من لاعب او مشكلة يمنية بالكاد تمتد إلى بعض دول الجوار نحو لاعب يشتبك في ازمة عالمية ويطرح رأسه في لعبة الكبار او اللعبة الكبرى وعامل تهديد لإسرائيل.
الثاني هو تسلّم الراية الإقليمية خصوصا بعد مقتل حسن نصر الله وإحجام الفصائل العراقية عن تصدر المشهد.
هذان الأمران يرضيان غرور الجماعة الحوثية وتعطش عبدالملك الحوثي للزعامة الإقليمية دون الاعتبار للثمن اللازم.
بطبيعة الحال، الانتقال في مراكز النفوذ من لبنان إلى جبال اليمن يناسب نظام ايران الذي لا بد له من ان يحافظ على جدار صد متقدم (بطابع طايفي وبكلفة اقل وتأثير اكبر ) وبعيد عن طهران ويستطيع خنق العالم او يملك أداة تأثير على الاقتصاد العالمي.
أي ان الفترة القادمة هي أيضا فترة انخراط حوثي في الشأن الفلسطيني عامة طالما والمكاسب المعنوية التي يجنيها الحوثيون من انخراطهم هذا كبيرة.
عربيا.. الحوثي كسب قلوب كثيرة ولا يلام الغزاويون او الحماسيون على ثنائهم على الحوثي وكانوا أذكياء إلى درجة شكر اليمنيين عامة دون تخصيص.
سيحاول الحوثي في كلمتهم خطف الحدث وتعظيم (الانتصار) مستفيدا من زهد مصر وقطر في هذا الجانب وتأكيد يده في تشكّله او في سيرورة الاتفاق على اعتبار ان تدخلاتهم في البحر الاحمر ومقذوفاتهم نحو إسرائيل قادت الى رضوخ الأخيرة.
ستكون الكلمة أيضاً طريقة لإعادة موضعة إيران - مع انها خارج اللعبة تماماً خصوصاً في هذا الاتفاق - ودورها واستمرار فعلها في مسألة القدس.
*المقال نقلا عن صفحة الكاتب على منصة إكس