برّان برس:
قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً "معمر الإرياني"، السبت 1 فبراير/شباط 2025، إن بعض عمليات تهريب الآثار اليمنية تُسهم في تمويل جماعة الحوثي المصنفة دولياً على قوائم الإرهاب وبعض الجماعات الإرهابية.
واتهم الأرياني خلال تصريحات له في عدد من الاجتماعات في وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2024 جماعة الحوثي، بالسعي بشكل ممنهج إلى طمس الهوية اليمنية من خلال نهب وتهريب الآثار.
وقال وزير الإعلام، إن الآثار ليست مجرد إرث تاريخي لليمن، بل هي جزء أساسي من هوية الأمة، ويجب علينا جميعاً العمل على حمايتها من النهب، مؤكداً على أهمية التعاون الدولي لمواجهة جرائم الحوثيين بحق التراث في اليمن.
ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، بحث الإرياني مع المسؤولين الأميركيين إمكانية دعم متحف عدن الذي يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على مقتنياته بسبب نقص الموارد.
وخلال الاجتماعات، أعرب الوزير الإرياني عن شكره للحكومة الأميركية على جهودها في استعادة القطع الأثرية اليمنية المنهوبة التي قامت واشنطن بضبطها وإعادتها إلى الحكومة اليمنية.
وأشار إلى أنه خلال زيارته لمتحف سميثسونيان للفنون الآسيوية، تم عرض بعض القطع الأثرية اليمنية التي تم استعادتها، إذ تُعرض الآن في المتحف بموجب اتفاقية تعاون مشترك.
وكشف الوزير اليمني عن دعم واشنطن لتنظيم ورشة مرتقبة في الأردن، ستُعقد بعد عشرة أيام بمشاركة ممثلين عن جميع الوزارات والجهات اليمنية المعنية، بهدف إنشاء وحدة متخصصة لمكافحة تهريب الآثار.
وأثنى الوزير اليمني على الدعم الأميركي لمكافحة تهريب الآثار من خلال الاتفاقية الموقعة بين البلدين، التي تُعد نموذجاً يُحتذى به، والتي من خلالها استعادت بلاده عدداً من القطع الأثرية المهربة.
ومطلع نوفمبر 2024، كشف تقرير محققي فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي المعني باليمن، تورط جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، في تهريب المخدرات والآثار والإتجار بهما.
وأشار الفريق في تقريره السنوي الأخير، والذي نشر "برّان برس" نصه الكامل، إلى تجميع الحوثيين لأموال كبيرة من تلك الموارد "غير المشروعة"، متهماً الجماعة بتمويل نفسها من "التهريب المنظم".
وفي 14 نوفمبر 2024، أعلنت الولايات المتحدة عن إطلاق مبادرتين لحماية التراث الثقافي اليمني، تتضمنان ترميم إحدى القلاع التاريخية ومنع الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي.
وتزايد مؤخراً عرض الآثار اليمنية للبيع في مزادات عالمية، أغلبها في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تتعرض الآثار اليمنية لعمليات نهب وتخريب وتهريب إلى خارج البلاد، لاسيما في سنوات الحرب الأخيرة، وفق تقرير لمنصة "العربية فيلكس".
وساهمت الحرب الدائرة في اليمن منذ عام 2015 وحتى اليوم في تهريب كميات كبيرة من الآثار اليمنية، حيث تُقدّر الإحصاءات بأن عدد القطع المعروضة في المزادات العالمية والمنصات المتعددة خلال فترة الحرب يزيد على 10 آلاف قطعة أثرية.