بران برس - وحدة الرصد:
بعد مرور 58 يوما على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة في 19 يناير/كانون الثاني 2025، استأنف الاحتلال الإسرائيلي حربه على أنحاء عدة من قطاع غزة بعملية عسكرية سمتها "العزة والسيف" مدّعية أنها تستهدف حركة حماس، وتسببت باستشهاد أكثر من 400 غزيا فضلا عن مئات الجرحى، في حين حملت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان على غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القوات الجوية شنّت موجة من الهجمات في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت إن نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في غزة، فيما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مكتب نتنياهو تأكيده أن إسرائيل استأنفت عملياتها في غزة "بعد رفض حماس إعادة مخطوفيهم".
القرار الإسرائيلي باستئناف الحرب والقصف الجوي على القطاع أثار موجة غضب عربي ودولي واسع، حيث أصدرت العديد من الدول العربية والغربية بيانات شجب وإدانة بأشد العبارات للمجازر المروعة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، داعية الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة والخضوع للمفاوضات والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
اليمن
أعربت الجمهورية اليمنية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للقصف الذي قامت به قوات الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأسفر عن مئات الضحايا والجرحى من المدنيين.
وذكرت الخارجية اليمنية في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية)، أن ذلك يعد انتهاكًا سافرًا لكافة القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، وفشلًا متعمدًا للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
ودعا البيان المجتمع الدولي وبالأخص مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته، لوقف هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار يضمن حماية الشعب الفلسطيني ويحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.
السعودية
أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات لاستئناف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة، وقصفها المباشر على مناطق مأهولة بالمدنيين العزل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني.
وشددت المملكة في بيان نشرته وزارة خارجيتها على "أهمية الوقف الفوري للقتل والعنف والدمار الإسرائيلي، وحماية المدنيين الفلسطينيين من آلة الحرب الإسرائيلية الجائرة".
وأكدت الخارجية السعودية على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه الجرائم، وإنهاء المعاناة الإنسانية القاسية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
قطر
من جانبها، حذرت دولة قطر من سياسات الاحتلال التصعيدية التي ستقود في نهاية المطاف إلى إشعال المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها، معتبرة استئناف إسرائيل حربها على غزة تحديًا سافرًا للإرادة الدولية الداعمة للسلام، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار.
وأدانت قطر في بيان لها بأشد العبارات استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة الذي أدى إلى سقوط شهداء ومصابين، بينهم أطفال ونساء، مشددة على أهمية استئناف الحوار من أجل تنفيذ مراحل اتفاق وقف إطلاق النار وصولًا إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة.
وأشارت إلى أن الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع بلغت درجة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، ما يستوجب تحرك المجتمع الدولي عاجلًا لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني.
وجددت قطر موقفها الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
مصر
بدورها، نددت وزارة الخارجية المصرية بالغارات الإسرائيلية على غزة، مؤكدة أن الضربات الإسرائيلية تمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار وتصعيدًا خطيرًا ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة.
وذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أجريا اتصالًا هاتفيًا تناولا فيه العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية لا سيما في غزة، وحذرا من استمرار الهجمات على القطاع.
وقالت الرئاسة في بيان إن السيسي وأمير الكويت ناقشا استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وما سوف يترتب عليها من تداعيات إنسانية وتدهور للوضع وتوسع للصراع الإقليمي وتقويض لفرص السلام والاستقرار في المنطقة.
ووصف الجانبان الغارات بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي ولاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، و(تأتي) في إطار المساعي المبيتة لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة لدفع الفلسطينيين من أهالي القطاع للهجرة".
الأردن
المملكة الأردنية أدانت بشدة ما وصفتها بالضربات "الهمجية" التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة، مشددة على ضرورة وقفها.
وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني خلال مؤتمر صحافي: "نتابع منذ مساء أمس القصف الإسرائيلي العدواني الهمجي على قطاع غزة، وسقوط مئات الشهداء"، مؤكدًا "رفض الأردن وإدانته الشديدة لهذا العدوان على الإنسانية".
وشدد على ضرورة "وقف هذا العدوان وأن يحظى الشعب الفلسطيني بالأمن والاستقرار وعملية سياسية تعطيه حقوقه المشروعة وأهمها على الإطلاق إقامة دولة فلسطينية".
الجامعة العربية
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ندد بالغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على غزة خلال الساعات القليلة الماضية.
ودعا أبو الغيط في بيان له إلى الوقف الفوري للهجمات على القطاع والعودة للمفاوضات.
وأشار إلى أن "استئناف المقتلة في غزة هو عمل مجرد من الإنسانية وتحدٍ للإرادة الدولية التي ساندت وقف إطلاق النار".
التعاون الخليجي
في السياق، اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون في بيان أن هذا الاعتداء يمثل اختراقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وأن هذا التصعيد الخطير يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، عن إدانته واستنكاره الشديدين لاعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية الخطيرة على قطاع غزة واستئناف العدوان المستمر منذ الفجر على القطاع.
وأضاف: أن هذا التصعيد يمثل تهديدًا خطيرًا على الأمن والاستقرار في المنطقة ويقوض الجهود الرامية إلى تحقيق التهدئة والاستقرار.
ودعا مجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلية لوقف هذه الاعتداءات الوحشية.
تركيا
وفي تعليقها على استئناف الضربات الإسرائيلية على القطاع، قالت تركيا إنه "من غير المقبول أن تعيد إسرائيل العنف إلى المنطقة، وعلى المجتمع الدولي الوقوف في وجه هذا العمل".
وشددت في بيان لوزارة الخارجية على أن الهجمات الإسرائيلية الجديدة على غزة تُظهر أن إسرائيل انتقلت إلى "مرحلة جديدة في سياسة الإبادة الجماعية".
روسيا
المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف"، قال إنه يشعر بقلق إزاء ما وصفه بسقوط عدد كبير من المدنيين بعد غارات جوية شنتها إسرائيل على غزة، معبّرًا عن أمله في العودة إلى السلام.
وذكر "بيسكوف" في تصريح صحفي أن سقوط أعداد كبيرة من المدنيين يثير القلق بشكل خاص.
وأضاف "نراقب الوضع عن كثب، وننتظر بالطبع عودته إلى مسار سلمي"، مشيرًا إلى أن هذا تدهور جديد للوضع في غزة "ودوامة تصعيد أخرى تثير قلقنا".
فرنسا
أما وزارة الخارجية الفرنسية، فقد أدانت القصف الذي تشنّه إسرائيل منذ أمس على قطاع غزة والذي أسفر عن عدد كبير من الضحايا والمتضررين المدنيين.
ودعت فرنسا إلى وقف الأعمال العدائية فورًا، التي تقوّض جهود إطلاق سراح الرهائن وتهدّد حياة المدنيين في قطاع غزة. ويجب على جميع الأطراف استئناف احترام وقف إطلاق النار بشكل كامل والشروع في مفاوضات بحسن نية بغية ضمان استدامته.
وطالبت السلطات الإسرائيلية بضمان حماية جميع المدنيين بشكل دائم، وإتاحة وصول المياه والكهرباء وإزالة العقبات التي تعترض دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فورًا.
بريطانيا
وفي سياق متصل، وصفت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وسقوط العشرات من المدنيين بـ "الفظيع".
وأكدت على جميع الأطراف معاودة الانخراط في المفاوضات لإخراج الرهائن، وإدخال مساعدات بكميات كبيرة، وتأمين نهاية دائمة لهذا الصراع.
وأشارت إلى أنه يمكن تحقيق الأمان للإسرائيليين والفلسطينيين عبر الدبلوماسية، لا بسفك الدماء.
ألمانيا
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية "أنالينا بيربوك"، إن انتهاء وقف إطلاق النار في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية أمرٌ يدعو للقلق البالغ.
وذكرت بيربوك أن "صور الخيام المحترقة في مخيمات اللاجئين صادمة، وأن القانون الدولي يتضمن مبدأ التناسب، حتى في حالة الدفاع عن النفس".
ودعت إلى استئناف محادثات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار فورًا وإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
الأمم المتحدة
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ندد بالغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، داعيًا تل أبيب للتوقف عنها والعودة إلى طاولة المفاوضات وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع.
في حين أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك"، عن صدمته حيال الضربات الجوية الإسرائيلية الأكثر حدة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة حيز التنفيذ، والتي أودت بحياة المئات.
وقال تورك في بيان: "أشعر بالصدمة للضربات الإسرائيلية الليلة الماضية والقصف في غزة الذي أودى بحياة المئات، بحسب وزارة الصحة في القطاع"، مضيفًا أن ما حدث "يفاقم المأساة" في غزة.
حماس
أما حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، فقد اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته "بالانقلاب" على وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين في غزة منذ 19 كانون الثاني/يناير، بعد مقتل المئات في غارات إسرائيلية استهدفت القطاع فجر الثلاثاء.
وقالت الحركة في بيان لها إن "نتانياهو وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة".
وأضافت أن "نتانياهو وحكومته المتطرفة يتخذون قرارًا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرضون الأسرى في غزة لمصير مجهول"، معتبرة أن القطاع يتعرض "لحرب متوحشة وسياسة تجويع ممنهجة".
وطالبت الحركة الفلسطينية "الوسطاء بتحميل نتانياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه".
ونفت ادعاءات إسرائيل بشأن وجود تحضيرات لشن هجوم عليها، واصفة إياها بأنها لا أساس لها من الصحة ومجرد ذرائع واهية لتبرير العودة للحرب، محملة واشنطن "المسؤولية الكاملة عن المجازر في غزة" بدعمها لإسرائيل.