بران برس:
موقع "برّان برس" الإخباري، صباح السب 19 أبريل/ نيسان 2025م، عدد من المواضيع والتقارير عن قضايا مختلفة في الشأن اليمني، منشورة في عدد من الصحف والمواقع العربية، ورصد الموقع أهما ما تم تناوله.
والبداية مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية والتي نشرت خبر "بعد الغارة الأمريكية المميتة على اليمن.. الحوثيون: لن نتوقف عن دعم غزة"، تحدثت فيه عن الضربات الجوية الأمريكية التي وصفتها بـ"المميتة"،
الخميس، على ميناء رأس عيسى والتي أسفرت أسفرت عن مقتل العشرات.
وذكرت الشبكة الغارات الجوية الأمريكية ضربت ميناءً للنفط في غرب اليمن الخميس، مما أسفر عن مقتل 74 شخصاً على الأقل وإصابة 171 آخرين، وفقاً لجماعة الحوثي. ولا يمكن لـCNN التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل.
وأشارت إلى أن ضربات الخميس واحدة من أكثر الأيام دموية منذ أن صعدت الولايات المتحدة حملتها العسكرية الجوية ضد الجماعة المدعومة من إيران في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب الشبكة عقب تلك الضربات القوية التي تلقاها الحوثيين، تعهدت الجماعة بمواصلة عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة.
وادعى الحوثيون أنهم نفذوا عملية عسكرية الجمعة، واستهدفت موقعًا عسكريًا بالقرب من مطار بن غوريون في إسرائيل بصاروخ باليستي. وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن.
وقال الحوثيون أيضًا إنهم استهدفوا حاملتي الطائرات الأمريكيتين ترومان وفينسون، وكذلك السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر وبحر العرب، بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار.
وأكدت الشبكة أن الحوثيون يدعون مرارًا وتكرارًا استهداف السفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر وخليج عدن، لكن المجموعة المسلحة لم تتمكن من ضرب سفينة عسكرية أمريكية بنجاح.
لا وقود للإرهابيين
إلى ذلك نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية تقريرًا بعنوان: "حملة ترمب على الحوثيين تنهي أسبوعها الخامس بأقسى الضربات"، قالت فيه إن الجيش الأميركي أنهى الأسبوع الخامس من حملته ضد الحوثيين بتدمير ميناء رأس عيسى النفطي، شمال الحديدة على البحر الأحمر، مشددًا على أنه لا شحنات وقود إلى مناطق سيطرة "الإرهابيين"، بينما تحدثت الجماعة عن مقتل 58 وإصابة 126 شخصًا في الضربات على الميناء، وهي أعلى حصيلة للضحايا في يوم واحد منذ بدء الحملة.
وفي حين تواصلت الضربات الليلية على مواقع أخرى في محافظة البيضاء وضاحية صنعاء الشمالية، يُتوقع أن تتخذ الحملة الأميركية منحًى تصاعديًا بالتوازي مع تجفيف موارد الحوثيين المالية من بيع الوقود، وفتح المجال أمام الموانئ الخاضعة للحكومة الشرعية لتولي مهمة توزيع الوقود للسكان في مناطق سيطرة الجماعة.
وفي المقابل، ظهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في أحدث خطاباته ليستعرض، بشكل اتسم بالمبالغة، العمليات التي نفذتها جماعته ضد القوات الأميركية وباتجاه إسرائيل، في مسعى لطمأنة أتباعه، رغم اعترافه بتلقي نحو 900 ضربة جوية وبحرية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر ببدء الحملة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار) الماضي لإرغامهم على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والكف عن مهاجمة إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، متوعدًا إياهم بـ«القوة المميتة» و«القضاء عليهم تمامًا».
ولوحظ خلال الأسابيع الخمسة منذ بدء الحملة أن المئات من الضربات الجوية الأميركية استهدفت مناطق التماس الحوثية مع القوات التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، لا سيما في مأرب والجوف وجنوب الحديدة، ما فتح الباب أمام التكهنات بوجود توجه أميركي يمهد للقوات اليمنية الشرعية لبدء عملية برية لإنهاء نفوذ الجماعة.
وبحسب ما أفاد به إعلام الجماعة الحوثية، استهدفت الضربات الأميركية ليل الخميس - الجمعة ميناء رأس عيسى النفطي في مديرية الصليف شمال الحديدة، وهو ميناء يحتوي على خزانات ضخمة، وبات الوحيد الذي يستقبل شحنات الوقود منذ تدمير إسرائيل خزانات ميناء الحديدة في يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين.
وذكر إعلام الجماعة أن الضربات أدت إلى مقتل 58 شخصًا وإصابة 126 في حصيلة أولية، وقال إنهم من العاملين في الميناء، وإن من بينهم مسعفين قُتلوا عندما تجدّدت الضربات على المواقع التي كانوا يحاولون نقل الضحايا منها.
ومع عدم التحقق من أرقام الضحايا من جهات مستقلة، بلغ عدد القتلى الذين اعترفت بهم الجماعة منذ بدء الضربات التي أمر بها ترمب نحو 170 شخصًا، إضافة إلى أكثر من 300 مصاب، مع تكتمها على خسائرها العسكرية على مستوى العتاد والعناصر.
وبينما أثارت الضربات استياءً في الشارع اليمني من عدم تحذير الجيش الأميركي للعاملين المدنيين في الميناء قبل استهدافه، تحدث إعلام الجماعة الحوثية عن تلقي ثلاث غارات استهدفت المجمع الحكومي في مديرية مكيراس في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء)، وعن غارتين ضربتا منطقة الصمع في مديرية حرب في الضاحية الشمالية لصنعاء.
ويُعتقد أن الغارات استهدفت قدرات للحوثيين في مديرية مكيراس المتاخمة للمناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية من جهة محافظة أبين، في حين استهدفت مخابئ أسلحة في منطقة الصمع، حيث يوجد معسكر سابق سيطرت عليه الجماعة بعد انقلابها في نهاية 2014.
ومن المتوقع أن تؤدي الضربات الأميركية على ميناء رأس عيسى، مع منع شحنات الوقود من الوصول إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرة الجماعة، إلى إحداث أزمة، رغم مسارعة الجماعة إلى طمأنة السكان بأن لديها مخزونًا كافيًا.
وبحسب بيانات يمنية، يمتلك ميناء رأس عيسى ممرَّين ملاحيَّين لدخول السفن، ويستوعب أكثر من 50 ناقلة، ويضم 34 خزانًا، ما يجعله من أكبر الموانئ اليمنية القادرة على تلقي شحنات الوقود. وسبق أن استهدفته إسرائيل في سبتمبر الماضي، لكن لم تؤدّ الغارات إلى تدمير الخزانات كافة.
وأعلن الجيش الأميركي، في أول بيان تفصيلي من نوعه عن طبيعة الأهداف التي يضربها في مناطق سيطرة الحوثيين، تدمير ميناء الوقود في رأس عيسى، مبررًا ذلك بتجفيف الموارد المالية للجماعة المدعومة من إيران.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت على الحوثيين، بعد سريان تصنيفهم "جماعة إرهابية أجنبية"، سلسلة عقوبات، من بينها منع وصول الوقود إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرتهم بعد الرابع من أبريل (نيسان) الحالي.
وقال البيان الصادر عن القيادة المركزية الأميركية إن الحوثيين استمروا في الاستفادة اقتصاديًا وعسكريًا من الدول والشركات التي تقدم دعمًا ماديًا لمنظمة إرهابية أجنبية.
وأضاف أن الجماعة المدعومة من إيران تستخدم الوقود لدعم عملياتها العسكرية، بوصفه سلاح سيطرة، وللاستفادة اقتصاديًا من اختلاس أرباح الاستيراد. وشدد البيان على أن "الوقود يجب أن يُزوَّد للشعب اليمني بشكل قانوني".
وعلى الرغم من تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية"، أوضح البيان أن السفن استمرت في توريد الوقود عبر ميناء رأس عيسى، وقال إن أرباح هذه المبيعات غير القانونية تذهب بشكل غير مباشر إلى جهود الحوثيين الإرهابية.
وبحسب تقديرات يمنية، يجني الحوثيون ملايين الدولارات يوميًا من خلال بيع وتسويق الوقود في مناطق سيطرتهم، فضلًا عن الشحنات المجانية التي تصلهم، كما تقول الحكومة اليمنية، من إيران.
وحرص زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في أحدث خطاباته المتلفزة، مساء الخميس، على تعظيم هجمات جماعته على القوات الأميركية وباتجاه إسرائيل، مع التهوين من تضرر قدرات جماعته العسكرية، في مسعى لرفع معنويات أتباعه، رغم اعترافه بتلقي 900 غارة جوية وضربة بحرية.
وقال الحوثي إن القوات الأميركية نفذت خلال هذا الأسبوع فقط 220 غارة ضد مواقع الجماعة، ووصف الضربات بـ«الفاشلة»، من حيث استهدافها الأعيان المدنية - وفق زعمه - ومن حيث عدم تمكنها من وقف الهجمات على إسرائيل، أو تأمين ملاحة سفنها في البحر الأحمر.
وتبنى الحوثي، منذ بدء الحملة الأميركية، إطلاق 171 صاروخًا مجنحًا وباليستيًا وفرط صوتي وطائرة مسيّرة ضد القوات الأميركية وباتجاه إسرائيل، زاعمًا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية والسفن المصاحبة لها بـ122 صاروخًا وطائرة مسيّرة، كما زعم تحييدها بشكل شبه كامل، وتباهى بإسقاط 19 طائرة مسيّرة أميركية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
وضمن عملية تهويل القدرات، ادعى الحوثي مهاجمة طائرات التنصت والإمداد الحربي الأميركية أربع مرات في البحر الأحمر، وتنفيذ 11 عملية اعتراض للطيران الحربي.
وبخصوص الهجمات تجاه إسرائيل، حاول الحوثي تضخيم العمليات، زاعمًا تنفيذ 30 هجومًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو أمر تدحضه بيانات الجماعة العسكرية خلال الفترة الماضية، إذ لم تُهاجم إسرائيل سوى نحو 15 مرة، من بينها إطلاق 13 صاروخًا، جميعها تم اعتراضها دون أضرار.
وكانت أحدث هذه الهجمات، الجمعة، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون، دون حدوث أي أضرار، وفق ما أورده الإعلام الإسرائيلي.
مغامرة غير محسوبة
أما موقع "الجزيرة نت" فنقل عن محللين عسكريين وسياسيين قولهم إن الضربات الأميركية المكثفة التي استهدفت مواقع جماعة الحوثي في اليمن، لا تعكس وجود استراتيجية واضحة، ولا يُتوقع أن تُترجم إلى عملية برية، رغم كثافة القصف وتنوع الأهداف خلال الشهر الأخير.
وتأتي هذه التصريحات على خلفية تصعيد عسكري هو الأعنف منذ بدء العمليات الأميركية في منتصف مارس/آذار الماضي، وشمل أكثر من 11 محافظة يمنية، من صنعاء وصعدة إلى الحديدة ومأرب، وسط تأكيدات متضاربة بشأن فاعلية الضربات ومآلاتها السياسية والعسكرية.
وقال محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة، أحمد الشلفي، لبرنامج "مسار الأحداث"، إن العمليات الأميركية استهدفت معاقل رئيسية للحوثيين في أربع محافظات مركزية، هي صنعاء وصعدة والحديدة وذمار، حيث تتمركز قيادات الجماعة ومراكز اتخاذ القرار العسكرية.
وأضاف أن واشنطن ركزت على منصات إطلاق الصواريخ ومعسكرات التدريب ومراكز القيادة والسيطرة، مشيرًا إلى أن الجماعة التزمت بعد الضربات بقواعد اشتباك محددة، مما قد يعكس حجم الضرر الذي لحق بها، رغم غياب معلومات دقيقة بشأن إصابة قيادات الصف الأول.
وفيما يتعلق باحتمال تنفيذ عملية برية أميركية، استبعد الشلفي هذا السيناريو بالكامل، موضحًا أن واشنطن قد تكتفي بتقديم دعم للفصائل المحلية، لكنها لن تزج بقواتها على الأرض، في ظل رفض سعودي وإماراتي لأي تدخل بري مباشر، واستمرار التفاوض مع إيران بشأن ملفات إقليمية عدة.
من جهته، أكد الخبير العسكري، اللواء المتقاعد فايز الدويري، أن دخول القوات الأميركية اليمن سيعد مغامرة محفوفة بالمخاطر، لأن الطبيعة الجغرافية الوعرة والشبيهة بأفغانستان ستُفشل أي تدخل بري، مشيرًا إلى أن الكتلة السكانية الكبرى تقع في مناطق الحوثيين، مما يجعل أي اجتياح مغامرة غير محسوبة.
وأضاف الدويري أن واشنطن قد تلجأ فقط إلى عمليات نوعية محدودة، عبر وحدات كوماندوز أو إنزال جوي، تهدف إلى اختطاف أو تصفية قيادات حوثية، لكنه شدد على أن التاريخ العسكري الأميركي يثبت فشله في حروب لا تملك أهدافًا سياسية واضحة، بدءًا من فيتنام وانتهاءً بالعراق وأفغانستان.
أين ستتوقف أمريكا؟
ومن جهتها، تناولت صحيفة القدس في مقال لها بعنوان: "أين سيتوقف الهجوم الأمريكي على اليمن؟" تداعيات الغارات الأمريكية على الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى قراءة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة، عبر استهدافها ميناء رأس عيسى النفطي في مدينة الحُديدة على مدى يومي أمس الجمعة وأول أمس، قد نفذت أكبر هجماتها الدموية على اليمن حتى الآن، منذ بدء ضرباتها على الحوثيين الشهر الماضي.
وأضافت الصحيفة أن الهجمات الأمريكية حتى الآن استهدفت قادة الصف الأول والثاني من الحوثيين، ومخازن الذخيرة والأسلحة في صنعاء وصعدة، ومطار صنعاء، وميناءَي الحديدة ورأس عيسى. ومن المتوقع أن تؤدي الضربات الأخيرة إلى تأثيرات خطيرة على قطاع البنية التحتية النفطية في اليمن، مما سيؤدي إلى تضافر الضغوط العسكرية والاقتصادية على الحوثيين.
ونوَّهت إلى أن هذه الهجمات جاءت بالتزامن مع بدء المفاوضات الأمريكية مع إيران، والتي ستُعقد جولتها الثانية في العاصمة الإيطالية اليوم، في إشارة إلى أن إدارة ترامب تؤازر دبلوماسية التفاوض بإعلان الجاهزية للحرب.
كما ترافقت هذه التطورات مع زيارة وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، إلى طهران، ولقائه بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي. وهي خطوة لافتة، ليس فقط بتجاوزها الطابع البروتوكولي، بل بالطابع العسكري لها، بما يشير إلى تطرقها لملفَّي اليمن وأمن الخليج (وهو ما تناولته تصريحات الطرفين)، وربما بترتيبات استراتيجية أوسع تتعلق بسوريا والعراق ولبنان.
وإذا تأكدت التقارير التي تداولتها مراكز أبحاث غربية، والتي تشير إلى أن طهران قررت تقليص تدخلها العسكري المباشر في الملف اليمني، وصدقت توقعات المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بوجود فرصة تاريخية لإنهاء النزاع اليمني نتيجة حصول "توافق إقليمي غير مسبوق"، فإن التحركات الدبلوماسية الإقليمية، التي تشارك فيها الأمم المتحدة والسعودية وإيران وسلطنة عُمان، قد تؤدي إلى مشهد يمني جديد.
وربطت الصحيفة هذا الأمر أيضاً بتطورات المفاوضات الأمريكية ـ الإيرانية، وبالمحاولات الإسرائيلية المستمرة لإفشال هذه المفاوضات وترجيح خيار العمل العسكري ضد إيران، وهو أمر يُفترض أن تعمل دول الخليج العربي، بقدر ما تستطيع، على تجنبه. وقد رأينا حتى الآن، فيما يتعلق بجنون القوة الإسرائيلي، نماذج كافية عن قدرته على تجاوز كل الحدود، في فلسطين وسوريا ولبنان.