بران برس ـ ترجمة خاصة:
نفت شركة "تشانغ غوانغ" الصينية لتكنولوجيا الأقمار الصناعية، السبت 19 أبريل/نيسان 2025م، الاتهامات الأمريكية لها بمساعدتها جماعة الحوثي المصنّفة دوليًا في قوائم الإرهاب، في مهاجمة السفن الأمريكية في المنطقة، معتبرة هذه الاتهامات "ملفقة بالكامل ولا أساس لها من الصحة".
وأكدت شركة "تشانغ غوانغ"، في تصريح نشرته صحيفة "جلوبال تايمز"، نقله إلى العربية "بران برس"، أنها ترفض بشدة الاتهام الأمريكي الذي وصفته بـ"الباطل"، مشيرة إلى أن مثل هذه الادعاءات "ملفقة تمامًا وتشهيرية بشكل خبيث".
وبحسب الشركة، فإن تعاملها مع إيران أو جماعة الحوثي هو تعامل تجاري بحت، مشيرة إلى أنها تسعى جاهدة لتسخير بيانات الاستشعار عن بُعد لدفع عجلة التنمية عالية الجودة في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة، والغابات، وحماية البيئة، والتمويل.
وشددت الشركة على التزامها التام بالقوانين واللوائح ومعايير الصناعة ذات الصلة، في جميع عملياتها العالمية، سواءً داخل الصين أو على الصعيد الدولي، مبينة أنها بفضل نموذج أعمالها الراسخ وخدماتها عالية الجودة، تلتزم بالمساهمة بالخبرة والحلول الصينية في تطوير صناعة الاستشعار عن بُعد عالميًا.
من جهته، قال مدير مبادرة استقصاء الوضع الاستراتيجي في بحر الصين الجنوبي "هو بو"، إن الاتهام الأمريكي الجوهري هو أن قمر "تشانغ غوانغ" الصناعي تعقّب السفن الحربية والتجارية الأمريكية عن بُعد لتوجيه ضربات الحوثيين، وهو أمر غير ممكن من الناحية الفنية.
وأوضح أنه، بحسب المعلومات العامة المتوفرة حاليًا، من الصعب فنيًا على أي كوكبة أقمار صناعية تجارية عالمية للاستشعار عن بُعد – بما في ذلك قمر "تشانغ غوانغ" – تحقيق هذه القدرة.
ونوّه إلى أن محدودية الجدول الفلكي، ودورات إعادة الزيارة لأقمار الاستشعار عن بُعد، وضعف قدرة تقنيات الاستشعار الحالية على تتبع الأهداف المتحركة، تعني أن هذه الأقمار لا تستطيع توفير معلومات آنية دقيقة لإحداثيات أهداف متحركة، مثل السفن الحربية والتجارية.
وأردف: "حتى شركة ’بلانيت لابس‘ الأمريكية، التي تمتلك أكبر عدد من أقمار الاستشعار عن بُعد التجارية في العالم، لا يمكنها تحقيق أكثر من زيارة واحدة يوميًا في المتوسط لأي موقع على الأرض".
إلى ذلك، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، "لين جيان"، في تصريح صحفي حول الاتهام الأمريكي: "لست على دراية بالتفاصيل التي ذُكرت. منذ تصاعد الوضع في البحر الأحمر، تلعب الصين دورًا إيجابيًا في تخفيف التوترات".
وتابع: "من يُشجع على محادثات السلام وتهدئة الوضع؟ ومن يُفاقم التوترات بالعقوبات والضغوط؟ الإجابة واضحة للعالم. الصين تحثّ الدول المعنية على بذل الجهود اللازمة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمي، لا غير ذلك"، قال "لين".
وفي 17 أبريل/نيسان الجاري، قال مسؤولون أمريكيون إن شركة أقمار صناعية صينية مرتبطة بالجيش الصيني تزود جماعة الحوثي، المصنفة دوليًا على قوائم الإرهاب، بصور أقمار صناعية تُستخدم في استهداف السفن الحربية الأمريكية والسفن الدولية في البحر الأحمر.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية قولهم إن الولايات المتحدة أثارت هذه المخاوف مرارًا مع الحكومة الصينية، بشأن دور شركة "تشانغ غوانغ" في دعم الحوثيين، في محاولة لدفع بكين إلى اتخاذ إجراءات.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" قد حذّرت بكين مرارًا من أن شركة "تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية المحدودة" (CGSTL)، وهي مجموعة تجارية مرتبطة بجيش التحرير الشعبي، تقدم معلومات استخباراتية للحوثيين، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
وتأتي هذه المخاوف المتعلقة بـ CGSTL في ظل تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بعد أن فرض الرئيس ترامب رسومًا جمركية جديدة ضخمة على الواردات الصينية، التي أصبحت تخضع الآن لضريبة بنسبة 145%.
وكانت شركة CGSTL قد خضعت سابقًا لتدقيق أمريكي، وكانت من بين الشركات التي فُرضت عليها عقوبات في عام 2023، بتهمة توفير صور أقمار صناعية عالية الدقة لمجموعة "فاغنر"، الجيش الخاص الروسي الذي دعم الرئيس فلاديمير بوتين في غزو أوكرانيا.
وتأسست الشركة الصينية في عام 2014 كمشروع مشترك بين حكومة مقاطعة جيلين وفرع من الأكاديمية الصينية للعلوم في مدينة "تشانغتشون"، عاصمة المقاطعة.
ومنذ 15 مارس/آذار، تشنّ القوات الأمريكية غارات متواصلة، وُصفت معظمها بـ "العنيفة"، استهدفت مواقع ومعسكرات ومقرات تابعة لجماعة الحوثي في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، ردًا على هجماتها ضد الملاحة الدولية المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024م.