بران برس:
نشرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين 21 أبريل/نيسان 2025، بيان نفت فيه ما تم تداوله بشأن تورط وزير الدفاع "بيت هيغسيث" للمرة الثانية في مشاركة خطط مفصلة حول الضربات الأميركية على جماعة الحوثي المصنّفة دولياً في قوائم الإرهاب، وذلك خلال محادثة عبر تطبيق “سيغنال” ضمت أفراداً من عائلته.
وفي البيان الذي نشر على منصة "إكس"، اطلع عليه "بران برس"، قال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، "إن ما أشيع مجرد أخبار كاذبة رُوِّج لها من قِبل إعلام معادٍ لترامب وموظفين سابقين ساخطين"، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الروايات هو "تشويه وزير الدفاع وإفشال أجندة الرئيس".
واعتبر بارنيل تلك الاتهامات "هراء"، موضحاً أن وسائل الإعلام التي روّجت هذه الإشاعات استندت إلى "أقوال موظفين سابقين ساخطين وأشخاص فُصلوا من مناصبهم هذا الأسبوع"، على حد تعبيره.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن تلك المحادثات لم تتضمن أي معلومات سرية، قائلاً: "لم تتضمن المحادثة عبر سيغنال معلومات حول اليمن.. وزير الدفاع يزداد قوة وكفاءة في تنفيذ أجندة ترامب".
ومن جهته، قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد أن أشارت تقارير إلى أنه شارك تفاصيل هجوم نُفّذ في مارس/آذار الماضي على جماعة الحوثي في اليمن.
وقال هيغسيث، لدى وصوله إلى البيت الأبيض لحضور الاحتفال السنوي بعيد القيامة: "سنواصل القتال مهما تطلّب الأمر".
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أميركية عدّة أن وزير الدفاع، بيت هيغسيث، شارك معلومات حول ضربات جوية أميركية على اليمن في مجموعة دردشة ثانية عبر تطبيق "سيغنال"، ضمّت كلاً من زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ومحطة "سي إن إن" أن هيغسيث شارك في اليوم نفسه أيضاً في محادثة على مجموعة أخرى عبر "سيغنال" بمشاركة زوجته وشقيقه ومحاميه، بالإضافة إلى نحو عشرة أشخاص من دائرته الشخصية والمهنية.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن أربعة أشخاص مطّلعين على المحادثة، أن وزير الدفاع نشر جداول رحلات دقيقة للطائرات التي كان من المقرّر أن تضرب أهدافاً للمتمردين الحوثيين في اليمن، وهي نفس الخطط التي شاركها في اليوم نفسه عبر مجموعة "سيغنال" أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن زوجة الوزير، وهي صحفية وموظفة سابقة في محطة "فوكس نيوز"، لا تعمل في وزارة الدفاع، بينما يشغل شقيق هيغسيث ومحاميه مناصب فيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في البنتاغون كانوا قد حذّروا الوزير قبل أيام قليلة من عدم مناقشة معلومات متعلقة بالضربات في اليمن عبر "سيغنال"، وهي خدمة رسائل مشفّرة تُعتبر أقل أماناً من القنوات الرسمية المخصصة للمعلومات الحساسة.
وفي 24 مارس/آذار الماضي، تحدّث صحفي أميركي عن "معلومات حساسة" قال إنه تلقاها "عن طريق الخطأ" من مسؤولين كبار في إدارة ترامب عبر تطبيق "سيغنال"، تضمنت تفاصيل دقيقة حول العملية العسكرية ضد جماعة الحوثي، بما في ذلك أنواع الأسلحة المستخدمة والأهداف المحددة.
وقال رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، الصحفي جيفري غولدبرغ، في مقال ترجمه إلى العربية "بران برس"، إن قادة الأمن القومي الأميركي أضافوه عن طريق الخطأ إلى محادثة جماعية تضمنت مناقشات حول الضربات العسكرية ضد الحوثيين.
ووفقاً لغولدبرغ، أرسل وزير الدفاع الأميركي رسالة نصية ضمن المحادثة التي ضمّت 18 شخصاً، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جاي دي فانس، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف، تحتوي على خطة الحرب، ومعلومات دقيقة حول حزم الأسلحة والأهداف والتوقيت.
وفي 25 مارس/آذار، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن الخطأ الذي ارتكبه مستشاره للأمن القومي، مايكل والتز، بإشراك صحفي في محادثات سرّية تضمنت معلومات حساسة حول الخطط العسكرية في اليمن، "كان الخلل الوحيد خلال شهرين، ولم يكن خطأً جسيماً"، مؤكداً أن ذلك لم يؤثر على سير العملية العسكرية.
ومنذ مساء السبت، 15 مارس/آذار، تشن القوات الأميركية غارات وُصفت في معظمها بـ"العنيفة"، استهدفت مواقع ومعسكرات ومقرات تابعة لجماعة الحوثي في عدد من المحافظات التي تسيطر عليها، منها صنعاء وصعدة وذمار والبيضاء ومأرب وحجة.
وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات العسكرية التي تنفذها بلادهم ضد جماعة الحوثي "ستستمر لأيام وربما أسابيع"، مؤكدين أن الرئيس دونالد ترامب "أذن باتباع نهج أكثر عدوانية من الإدارة السابقة تجاه الحوثيين"، وفقاً لوكالة رويترز.
المصدر: بران برس + وكالات