بران برس:
وجّه رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها أحمد عوض بن مبارك، الأربعاء 30 أبريل/نيسان 2025، باتخاذ عدد من الحلول الإسعافية العاجلة لمعالجة انقطاعات الكهرباء في مدينة عدن، المُعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، وتحديد المسؤوليات بوضوح، ومحاسبة أي جهة قصّرت في أداء واجبها.
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعًا مشتركًا لقيادات وزارتي النفط والمالية، والمؤسسة العامة للكهرباء، وكهرباء عدن، في مقر محطة الرئيس لتوليد الكهرباء بمديرية البريقة، عقب زيارة ميدانية إلى المحطة للاطلاع على سير عملها والصعوبات التي تواجهها، وتوزيع الطاقة الكهربائية، وإمدادات الوقود إليها.
وخلال الاجتماع، أقرّ رئيس الحكومة عددًا من الإجراءات العاجلة لتزويد محطات التوليد في عدن باحتياجاتها من الوقود، وزيادة الكميات، وضمان استمرارية النقل، وتنفيذ أعمال الصيانة، والبدء الفوري بتنفيذ التفاهمات التي أُبرمت بين الوزارات والشركات والجهات المعنية لحل الإشكالات القائمة.
وأكد بن مبارك على أهمية بذل أقصى الجهود الممكنة والعمل بروح الفريق الواحد للتعامل مع مشكلة الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين، مشددًا على ضرورة تحمّل الجميع لمسؤولياتهم والقيام بواجباتهم.
وأشار إلى أن معاناة المواطنين لا يجب أن تُستغل سياسيًا بعيدًا عن الواقع الحقيقي، مؤكدًا أن الوقت لم يعد مناسبًا لتبادل الاتهامات، بل يتطلب الوقوف الجاد لوضع وتنفيذ حلول عاجلة وبدائل سريعة.
وشدّد على أهمية استشعار المسؤولين لحجم معاناة المواطنين، وأداء واجباتهم بأمانة وضمير، وبذل جهود استثنائية لتقليص العجز القائم في توليد الطاقة، مجددًا التزام الحكومة بإيفاء بواجباتها وفق الموارد المتاحة لتحسين خدمة الكهرباء في المحافظات المحررة.
وأبدى بن مبارك تفهّمه الكامل لمعاناة وغضب المواطنين جراء الانقطاعات الطويلة في خدمة الكهرباء، الناتجة عن تراكمات امتدت لسنوات طويلة نتيجة عدم معالجة هذا الملف بالشكل الصحيح.
وتعهّد بمواصلة الإصلاحات التي بدأ بتنفيذها في قطاع الكهرباء لضمان استدامة الخدمة وفق خطط استراتيجية، لا حلول مؤقتة تُثقل كاهل الدولة.
ونوّه إلى أن الحكومة اليمنية على تواصل مع تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية لتقديم دعم عاجل من المشتقات النفطية، مشيدًا بدعمهم المستمر لليمن وشعبه في مختلف الظروف وتفهّمهم للمعاناة القائمة.
وخلال الأيام الماضية، شهدت مدينة عدن احتجاجات غاضبة في عدد من شوارع مدينتي كريتر وخور مكسر، حيث قطع المحتجون شوارع رئيسية وأشعلوا الإطارات تعبيرًا عن غضبهم من انقطاع الكهرباء الذي تجاوز في بعض الأيام 20 ساعة.
وردّد المحتجون هتافات مناوئة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وللمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على المحافظة، متهمين إياه بالفشل في إدارة ملف الطاقة وعدم اتخاذ خطوات جادة لتفادي الأزمة.
وفي يوم الأحد الماضي، أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن أن محطة الرئيس "بترو مسيلة" عادت إلى الخدمة بعد تزويدها بالنفط الخام القادم من منشأة صافر بمحافظة مأرب لمدة ثلاثة أيام.
وأوضحت المؤسسة في بيان اطّلع عليه "بران برس"، أن كمية النفط الخام القادمة من مأرب والمقدّرة بـ900 برميل، تمثّل نصف الكمية المطلوبة، مشيرة إلى أن استمرارية تشغيل محطة الرئيس بالحد الأدنى من القدرة الإنتاجية مرهونة بتدفق النفط الخام من حضرموت بمعدل أربع ناقلات.
وتُعد محطة "بترو مسيلة" من أكبر محطات إنتاج الكهرباء في عدن، وقد دخلت الخدمة عام 2021 بقدرة 264 ميجاوات، إلا أنها لا تنتج حاليًا سوى 65 ميجاوات فقط.
وتشهد عدن تدهورًا كبيرًا في خدمة الكهرباء، وسط وعود حكومية متكررة بالإصلاح، دون إعلان رسمي حتى الآن عن خطة طارئة لمعالجة الاختلالات في التوليد والوقود، ما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة ساعات الانقطاع.