برّان برس - وحدة التقارير:
أواخر 2014، وبينما كانت جماعة الحوثي تزحف لاجتياح العاصمة صنعاء، وتسيطر على المدن تباعًا، كان الشاب علي العقبي، الشغوف بالإعلام، يتابع الأحداث باهتمام، ويشعر بالمسؤولية تجاه إيصال صوت الناس.
ومع وصول الحوثيين إلى مسقط رأسه بمحافظة المحويت، بدأ “العقبي”، بتوثيق انتهاكاتهم ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، قبل أن يتعرض للاختطاف في مارس/آذار 2015.
أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2015، تمكّن من الفرار إلى مدينة مأرب، ليلتحق هناك بصفوف المقاومة الشعبية، ويشارك في مواجهة الجماعة الحوثية بقلمه وسلاحه.
عشرات الصحفيين والإعلاميين وجدوا في مارب، التي قاومت هجوم الحوثيين ملاذًا آمنًا نسبيًا، حيث توافدوا إليها تباعًا من مختلف المحافظات، ومنها استأنفوا حياتهم ونشاطهم.
البيئة الصحفية المتنامية بمارب، أتاحت للعقبي، وغيره من الشباب، مساحة واسعة للعمل وتطوير مهاراتهم وقدراتهم الصحفية، حيث عمل ضمن طاقم المركز الإعلام لمقاومة تهامة، ومركز المحويت الإعلامي.
في حديث لـ“بران برس”، تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، قال “العقبي”، إنه منذ وصوله مدينة مارب، حرص على بناء علاقات قوية مع الوسط الصحفي، والجلوس مع الصحفيين، سعيًا للاستفادة من خبراتهم.
مع تأسيس جامعة إقليم سبأ عام 2016، التحق بقسم الإعلام فيها، وتخرج ضمن الدفعة الأولى عام 2021. وأثناء دراسته شارك بإصدار صحيفة “صوت الجامعة” كمدير للتحرير. كما عمل مع عدّة مواقع إخبارية محلية.
وفي العام 2019، التحق بمؤسسة الثورة للصحافة (رسمية) كمحرر، ويشغل اليوم منصب مدير الأخبار فيها. وطوال العقد الماضي، قال إنه حصل على العديد من فرص العمل والتدريب، مرجعًا ذلك إلى علاقاته وشغفه تجاه مهنة الصحافة.
إضافة لذلك، قال إن “وجود مؤسسات إعلامية بمأرب، مثّل نقطة تحول كبيرة ساهمت في تشجيع الصحفيين الشباب، وأكسبتنا مهارات ميدانية واحترافية، وعززت معركة الوعي الوطني”.
مؤخرًا، نال “العقبي”، عضوية نقابة الصحفيين اليمنيين، واتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين. ويعمل لتطوير قدراته انطلاقًا من إيمانه بأن “الصحافة مسؤولية ومهنة نبيلة تستحق أن نبذل لأجلها كل الجهد”.
تحولات كبيرة
عن البيئة الصحفية بمارب خلال العقد الأخير، قال رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى)، يوسف حازب، إن “مأرب كمحافظة شهدت تحولات كبيرة، وأبرز ما حققته على مستوى الحريات الإعلامية احتضانها مئات الصحفيين النازحين”. كما “شهدت ظهور عشرات الصحفيين والناشطين الفاعلين إعلاميًا من أبناء المحافظة”.
واعتبر “افتتاح قسم الاعلام في جامعة إقليم سبأ فرصة مهمة للإعلام، وإن كان ما يزال بدون تخصص صحافة، آملًا أن يتم اعتماده خلال العام الجامعي القادم”.
وبالنسبة للبنية التحتية الإعلامية، قال إن “مارب شهدت إنشاء وتدشين العديد من وسائل الإعلام، وبالأخص الإذاعات والمنصات الصحفية كإذاعات: الاتحادية والجوف و٢٦ سبتمبر والأولى، ومنصة يمن ديلي نيوز، وبران برس، والعاصمة أونلاين، والعرش نيوز وغيرها. كما انتقلت إليها وسائل إعلام كصحيفة أخبار اليوم، ومأرب برس، وصحيفة وموقع ٢٦ سبتمبر.
ولفت إلى التطور والاهتمام “غير المسبوق” الذي شهدته إذاعة مارب الرسمية خلال السنوات الماضية، وكذا تم إنشاء وتأسيس مقر واستوديوهات قناة سبأ الفضائية، ويجري العمل لتدشينها كأول قناة فضائية ستبث من مارب.
كما أن “عددًا من المراكز والمنظمات والمؤسسات الإعلامية دشنت أعمالها من مارب ولديها مكاتب مسجلة رسميًا، ومنها المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى)”.
ووفقًا لحازب، فإن هذه البنية التحتية “تشكل أرضية مهمة يمكن الاعتماد عليها في تطوير وبناء قدرات الصحفيين والإعلامين، وأيضًا يمكن استخدامها كمؤشرات لدراسة حالة الصحافة والإعلام في المحافظة”.
قفزات نوعية
من جانبه، قال وليد الجبر، مدير تحرير موقع محافظة مأرب (رسمي)، إن البيئة الإعلامية بمأرب، شهدت خلال العشر السنوات الأخيرة، “تحوّلات جذرية وقفزات نوعية غير مسبوقة، حولتها من محافظة معزولة ذات تأثير إعلامي محدود إلى قاعدة رئيسية تقود الخطاب الإعلامي الوطني المناهض لانقلاب جماعة الحوثي”.
وأضاف الجبر، لـ“بر برس”: “في الوقت الذي، انتهجت جماعة الحوثي سياسة عدوانية ممنهجة ضد الصحافة والصحفيين... فتحت مأرب أبوابها لعشرات المؤسسات الإعلامية ومئات الصحفيين الذين فروا إليها هربًا من بطش الجماعة، ووفّرت لهم بيئة مناسبة لاستئناف عملهم، بل وساعدت في تأسيس منصات إعلامية جديدة”.
وفقًا للصحفي الجبر، فإن هذا التحول “ما كان ليحدث لولا التسهيلات التي قدّمتها السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية للصحافة والصحفيين في المحافظة، حيث تعاملت معهم كشركاء في معركة الوعي، وليس خصوم”.
وقال إن “هذا المناخ الإعلامي أتاح نسبياً حرية ممارسة العمل الصحفي، ومكّن الإعلاميين بمأرب من لعب دور محوري في قيادة الرأي العام، وتشكيل وعي جمعي متقدم، وكشف مواطن الخلل والفساد، وتسلط الضوء على معاناة المواطن”.
وبهذا، قال إن الصحافة اكتسبت ”بعدًا نضاليًا إضافيًا جعلها جزءًا من معركة الشعب اليمني من أجل الحرية والكرامة”.
نقطة تحوّل
المذيعة ومقدمة البرامج التلفزيونية، عبير الحميدي، قالت إن وجودها بمأرب “كان بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسيرتي الإعلامية. وجدت نفسي في بيئة غنية بالأحداث ومتسارعة الإيقاع جعلت من المحافظة ساحة خصبة للإعلاميين الراغبين في صناعة الفرق”.
وأضافت في حديث لـ“بران برس”، أن “مأرب كانت– ولا تزال– في قلب المشهد اليمني من معارك عسكرية إلى أزمات إنسانية وموجات نزوح وهذا وفر مادة دسمة للتقارير والتغطيات الإعلامية.
عن التحاقها بسوق العمل، أوضحت أنه “مع استمرار الحرب توافدت منظمات محلية ودولية وقنوات ومؤسسات إعلامية إلى مأرب، وبدأت تبحث عن كوادر صحفية. ومن خلالها حصلت على عدّة فرص مهنية، حيث التحقت بإذاعة “ناس إف إم”، ثم “صوت الوطن”، وأيضًا قناة “سهيل الفضائية”.
كما أتيحت لها فرص تدريبية مكثفة في الصحافة الإنسانية والأمن الرقمي، وشاركت بكتابة تقارير ومقالات لعدد من المنصات الرقمية.
ولهذا، تقول إن “مأرب كانت مدرسة إعلامية حقيقية، ولو كنت في مدينة أخرى ربما لم أحصل على هذه الفرص، ولا تعلمت بهذه السرعة، وفي ظل ظروف غير تقليدية”. وبالنسبة لها، فإن “مأرب لم تكن محطة عابرة، بل المنصة التي أطلقتني بثقة نحو العمل الإعلامي المهني”.
الأفضل للصحفيين
يصف محمد الأشول، مدير إذاعة “الأولى إف إم”، التي أطلقت مؤخرًا بمدينة مأرب، البيئة الإعلامية بمارب بأنها “الأفضل للصحفيين مقارنة بما يحدث لهم من انتهاكات وتعسفات تصل للسجن والإخفاء والتعذيب لسنوات بمناطق سيطرة الحوثي”. مضيفًا لـ“بران برس”: “أجزم أن مارب هي أأمن مكان للصحفي اليمني والإعلام”.
وأضاف: “من يلاحظ مارب قبل سنوات، كان يندر أن تجد فيها وسيلة إعلامية أو منبرًا إعلاميًا، وفي كل فترة كان يظهر مصباح إعلامي، وأصبحت محضن لعشرات الإعلامين والصحفيين والمنصات الإعلامية البارزة”.
على مستوى الإذاعات، قال إن مأرب أصبحت تحتضن خمس إذاعات محلية، إذاعتان منها خاصة.
من جانبه، أشاد نايف القداسي، سكرتير تحرير موقع “المصدر أونلاين”، بالتطور الذي تشهده البيئة الإعلامية بمأرب، وبهامش الحرية الذي يميز العمل الصحفي فيها.
وقال لـ“بران برس”: “عندما اخترنا مأرب كمقر للعيش والعمل لم يكن ذلك قراراً عشوائيًا، بل نابع من قناعة بأنها البيئة الأنسب، مع الأخذ بالحسبان واقع المحافظة القلق نتيجة الحرب”.
ورغم التحديات، يرى أن “مأرب لا تزال تحتفظ بأفضليتها من حيث حرية التعبير والعمل الصحفي والإعلامي”.
بينما يصف العقبي، مارب، بأنها “الحضن الآمن للصحفيين، وأكثر محافظة تتمتع بقدر من حرية الصحافة يستحق الاحترام”. وقال: “كنا نكتب، ونغطي الأحداث، ونتفاعل مع قضايا الناس دون مضايقات ما منحنا مساحة للعمل”.
الأنسب للمشاريع الإعلامية
عن الدافع الأساسي لتأسيس إذاعته “الأولى إف إم”، أرجع الأشول، ذلك إلى الرغبة في الاستقلالية في إنتاج محتوى مجتمعي، وإضافة منبر يقدم رسالة تدمج بين الصوت والإعلام الجديد.
وقال إن “مارب بالذات هي المكان الأنسب لهذا المشروع لعدة أسباب أهما: الجانب الأمني. وكذا المجتمع الماربي الذي وصفه بأنه “إذاعي فريد وشغوف”، حيث اكتشفه خلال تجربته السابقة في العمل الإذاعي بمارب. إضافة إلى رغبته بأن “نكون أول إذاعة خاصة يملكها صحفي أو إعلامي بمارب”.
رغم تحديات المكان، والمقومات التشغيلية، والمنافسين الذين يمتد تاريخهم الإذاعي من 5 إلى 10 سنوات، قال: “استطعنا من خلال الإعلانات التجارية تجاوز عام على التأسيس وأصبحنا الأكثر استماعًا بشهادة المنافسين”.
وعن المحتوى، قال: ركزنا على إنتاج محتويين رئيسين هما: محتوى اجتماعي، ومحتوى وطني بهدف لترسيخ مبادئ الجمهورية والثورة والحرية ومقارعة الفكر الظلامي الكهنوتي الحوثي القائم على القمع والموت والسلالية.
بشأن تعاون السلطة المحلية مع الصحفيين ووسائل الاعلام، قال الأشول، إنه “جيد جدًا، وخصوصًا توفير الحرية والأمن والدعم المعنوي”. في حين يطمح الأشول، لتوسيع نطاق بث إذاعته ليشمل كل مارب، وكذا إنشاء أكثر من نسخة لها في عدن وتعز، وأيضًا في صنعاء بعد تحريرها.
تطوّر واضح
أكثر ما يشدّ الصحفي القداسي، في المشهد الإعلامي بمأرب هو “التطور الواضح في الجانب المرئي، وخاصة في التصوير”. معتبرًا “الصورة القادمة من مأرب اليوم أكثر احترافية وجاذبية، بفضل جهود شباب موهوبين في هذا المجال. ولا يخفى أيضًا الجهد الصحفي الكبير الذي رجح مكانة مارب في الإعلام الوطني”.
رغم هذا، قال إن “هناك تراجع في تأسيس جيل جديد من الصحفيين”، ويرجع هذا برأيه “لعدّة أسباب منها: غياب المؤسسات التي تتولى هذه المهمة الكبيرة، إضافة لسعي الشباب وراء الشهرة السريعة، وهو مطلب توفره وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الصحافة المهنية”.
وبالنسبة لوجود مؤسسات إعلامية جديدة بمأرب، يرى القداسي، أن “هذا ليس ترفاً، بل ضرورة مهنية ومجتمعية”. موضحًا أن “هذه المؤسسات تهيّئ بيئة عمل تحترم الصحفي وتحميه، وتوفر فرصاً للتدريب والنشر، وتسهم في تعزيز حضور مأرب في الإعلام الوطني“.
وقال إن “غياب هذه المؤسسات يجعلنا نعتمد على جهود فردية، قد تكون جيدة لكنها لا تضمن استمرارية أو تأثيراً طويل الأمد”.
في هذا السياق، هنّأ طاقم مؤسسة بران الإعلامية، بمناسبة اقتراب الذكرى الأولى لتأسيسها، وقال إن هذه المؤسسة “مثلت إضافة مهمة للصحافة المهنية في البلاد، وقفزت بشكل نوعي وحققت في عام واحد الكثير”.
بالنسبة لعبير الحميدي، فإن “وجود مؤسسات إعلامية جديدة بمأرب يمثل نقلة نوعية لنا كصحفيين وإعلاميين لأسباب عديدة أولًا: توفر فرص عمل في بيئة تشهد نموًا سكانيًا ونزوحًا مستمرًا، ثانيًا: تخلق حالة من التنافس المهني، والذي ينعكس إيجابًا على جودة المحتوى الإعلامي”.
كما أنها تعطي صوتًا للمجتمع المحلي خصوصًا في ظل غياب التغطية المتوازنة من وسائل الإعلام المركزية، وتدعم الاستقرار المهني للصحفيين النازحين الذين فقدوا أعمالهم في مدنهم الأصلية. وأيضًا وجود هذه المؤسسات يساهم في بناء إعلام محلي قادر على التعبير عن هموم الناس وتمثيلهم بواقعية، وفق الحميدي.
بدوره، دعا حازب، “وسائل الإعلام الموجودة بمأرب لفتح أبوابها أمام طلاب وخريجي الإعلام”، معتبرًا هذا “مهمة مقدسة من أجل رفد الصحافة بدماء جديدة متمكنة، وأكثر قدرة على الصمود في مواجهة التحديات”.
أثر بالغ
عن دور الإعلام بمارب، قال الإعلامية الحميدي، إنه “ساعد في كشف المعاناة الإنسانية للنازحين والمدنيين، وساهم في لفت أنظار المنظمات الإنسانية الدولية، مما دفعها لتوفير بعض المساعدات والإغاثة.
كما أن التغطيات الإعلامية ساعدت في توثيق انتهاكات الحرب خاصة في المناطق الحدودية وأسهمت في توعية المجتمع بقضايا الفساد وسوء الخدمات الأمر الذي شكل ضغطًا شعبيًا على بعض الجهات المعنية.
والأهم، برأيها، “هو أن الإعلام بمأرب لعب دورًا محوريًا في التصدي للدعاية الحوثية من خلال تقديم رواية محلية واقعية ومتوازنة”.
الصحفي القداسي، قال إن “للعمل الصحفي أثر بالغ في حياة الناس. وقد لمست هذا التأثير شخصياً من خلال تغطيات إعلامية كانت سبباً في تحريك قضايا إنسانية أو سياسية أو لفت انتباه المسؤولين إلى ملفات منسية”.
وأضاف أن “الإعلام يسهم في رفع وعي المجتمع، ويخلق نوعاً من الرقابة الشعبية، لكنه لا يستطيع تحقيق أثر مستدام دون منظومة مهنية داعمة”.
دور محوري
منذ اللحظة الأولى لانقلاب الحوثيين، قال الصحفي الجبر، إن مأرب لعبت “دوراً إعلاميًا محورياً في فضح الجرائم والانتهاكات الحوثية المروعة بحق أبناء الشعب اليمني، وفي مقدمتهم الصحفيين”.
وإلى جانب دورها العسكري في الدفاع عن الجمهورية، قال إن مأرب مثّلت “رأس حربة في معركة الوعي الوطني والتنوير الفكري لمجابهة الخطاب الحوثي الطائفي والفكر العنصري الذي استهدف هوية اليمنيين، ومكتسباتهم الوطنية”.
وأضاف: “تصدى الإعلام المأربي الوليد لهذا الخطاب العنصري بوعي ومسؤولية، وكان له دوراً بارزاً في ترسيخ مفاهيم المواطنة، والعدالة، وحقوق الإنسان”.
وبرأيه، فإن “ذلك لم يكن ممكناً لولا الدور الحيوي الذي لعبه الإعلام المحلي في تغطية المعركة الوطنية التي انطلقت شراتها الأولى من مأرب، بعد صد العدوان الحوثي على المحافظة حينها. وقد رافق الإعلام هذه المعركة لحظة بلحظة، وقدم كوكبة من الزملاء الإعلاميين الذين ارتقوا شهداء وهم يؤدون رسالتهم الإعلامية السامية.
فجوة
يتأسف القداسي، لأن “فرص التدريب في مارب محدودة”، مضيفًا: قد أكون محظوظًا أن شاركت في نشاطين تدريبين. معتبرًا “هذه الفجوة واحدة من أسباب غياب جيل جديد من الصحفيين، وخلط مفاهيم الصحافة بالتدوين الرقمي”.
مع ذلك، لا يعتبر هذا عذراً مع إمكانية التعلّم من مصادر عالمية لمن يرغب في التطور ويملك الإرادة لذلك. وهو ما تتفق بشأنه الإعلامية الحميدي، التي ترى أن هذا النوع من الفرص بمأرب “محدودة جدًا، رغم تنامي الحاجة لها خاصة في ظل تطور المشهد الإعلامي وتعقيده”.
وقالت إن “أغلب البرامج التدريبية تأتي عبر منظمات دولية لكنها غير منتظمة وغالبًا تقتصر على أوقات الأزمات. كما أنها لا تغطي الاحتياجات الأساسية للصحفيين كمهارات الصحافة الاستقصائية أو تحليل البيانات”.
الأفضل
عن حرية الصحافة بمارب، قالت الحميدي، إنها “ليست مثالية، لكنها تبقى أفضل نسبيًا مقارنة بمناطق أخرى، وبالخص الواقعة تحت سيطرة الحوثيين”. مضيفة أن “التهديدات الأكبر تواجهنا بسبب غياب الحماية القانونية للصحفيين، ووجود مخاطر أمنية حقيقية خاصة مع استهداف الحوثيين لبعض الوسائل الإعلامية والصحفيين، إضافة إلى تقييد حرية التنقل أحيانًا”.
يتفق الجبر، بأن “حرية الصحافة في مأرب ليست مثالية”، لكنها برأيه “تظل الأفضل على المستوى الوطني مقارنة ببقية المحافظات، وتوفر حدًا أدنى من الأمان المهني والمعنوي يسمح للصحفي بممارسة دوره الطبيعي في الإصلاح والتغيير”.
مع ذلك، يقول: “تظل مأرب نقطة ضوء تستحق الإشادة، ونموذجًا يمكن البناء عليه لاستعادة الإعلام الوطني لدوره الحقيقي في بناء الدولة والدفاع عن القيم الديمقراطية”.