السفارة الأمريكية تسخر من ”مزاعم” زعيم الحوثيين بـ”الانتصار” ودعوته أنصاره للاحتفال

سخرت السفار الأمريكية لدى اليمن من مزاعم جماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب بانتصارها في مواجهة الولايات المتحدة، ودعوات زعيمها أنصاره للتظاهر احتفالاً بما وصفه بـ"الفشل الأميركي"، وذلك بعد يومين من توقف حملة ترمب ضد الجماعة بناءً على وساطة عمانية.

ونشرت السفارة الأمريكية رسماً كاريكاتيرياً يظهر سيارة علقت في الوحل، وشخصاً يرتدي الزي اليمني (يُقصد به الحوثيين)، يسأل سائقها عما إذا كانت سيارته عالقة، فيرد السائق بالقول "مدري".

و"مدري" (لا أدري)، هي كلمة عممتها الجماعة على السكان في مناطق سيطرتها أيام الضربات الأمريكية على مواقعها ومخابئها ومنازل قياداتها، وذلك في إطار سياسة التعتيم التي انتهجتها الجماعة لإخفاء خسائرها.

وفي التدوينة التي نشرها حساب السفارة على منصة "إكس"، رصدها "بران برس"، علّقت السفارة تحت الرسم الكاريكاتيري بالقول: "في بعض الأحيان تكون الحقيقة واضحة جداً، ولا يمكن إخفاؤها".

وجاءت التدوينة الأمريكية الساخرة، عقب خطاب متلفز لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، نفى فيه الاستسلام للولايات المتحدة، داعياً أنصاره للتظاهر احتفالاً بما وصفه بـ"الفشل الأميركي".

وأمس الأول الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي في تصريحات ساخرة، ترجمها إلى العربية "بران برس": "لقد ضربنا الحوثيين بقوة شديدة، لقد تحملوا عقاباً هائلاً، وكانت نتيجة ذلك جيدة جداً مع الحوثيين، حيث قدموا التزاماً، وأعطونا كلمتهم بأنهم لن يطلقوا النار على السفن بعد الآن".

وبعد نحو 8 أسابيع من الضربات، وعلى نحو مفاجئ، أعلن ترمب، الثلاثاء الماضي، استسلام الحوثيين، ووقف الضربات عليهم، وقال: "تلقينا أخباراً جيدة جداً الليلة الماضية. أعلن الحوثيون أنهم لم يعودوا يريدون القتال أو على الأقل أعلنوا لنا أنهم لا يريدون القتال بعد الآن".

وأضاف الرئيس الأمريكي: "سنوقف القصف، وقد استسلموا. والأهم من ذلك أننا سنصدق كلمتهم، وهم يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن، وهذا هو الهدف الذي نريده مما كنا نفعله".

وعلى أثر تصريحات ترمب، أعلنت وزارة الخارجية العمانية، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة، وجماعة الحوثي، قالت إنه وبموجبه "لن يستهدف أي من الطرفين الآخر في المستقبل بما في ذلك السفن في البحر الأحمر"، كما أنه "يضمن حرية الملاحة وتدفق حركة الشحن التجاري الدولي".

ومنذ 15 مارس/آذار الماضي، شنّ الطيران الأمريكي أكثر من 800 غارة استهدفت مواقع ومخابئ ومخازن أسلحة ومقرات وغرف عمليات تابعة للحوثيين في ست محافظات خاضعة لسيطرة الجماعة بقوة السلاح، وذلك ردًا على استهدافهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي.