"قصر طائر".. هدية قطرية للرئيس الأمريكي تثير جدلاً في الولايات المتحدة و"ترامب" يتباهى

الاثنين 12 مايو 2025 |منذ 8 ساعات
هدية قطر لترامب - طائرة بوينغ 747-8

برّان برس: وكالات

أثار تقديم دولة قطر، طائرة رئاسية بوينغ فاخرة لتستخدم كـ”اير فورس وان”، كهدية للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" جدلاً في الولايات المتحدة، خصوصًا بعد حديث "ترمب" عن خططه لقبولها رغم القوانين الصارمة التي تنظم منح الهدايا لرؤساء الولايات المتحدة.

وذكرت شبكة "آيه بي سي نيوز"، أن الطائرة وهي من طراز بوينغ 8-747 جامبو، تعد أثمن هدية تتلقاها الحكومة الأميركية على الإطلاق، حيث وصفتها بأنها "قصر طائر".

ويأتي الجدل بشأن الطائرة وتباهي ترامب بأنها “مجّانية” على وقع أسئلة يواجهها الرئيس الأميركي بشأن احتمالات تضارب المصالح مع الأعمال التجارية التابعة لعائلته واستغلال منصبه.

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر الأحد، لم يشر فيه إلى قطر، شن ترامب هجوما حادا مدعيا أن الطائرة “هدية” مؤقتة ستذهب إلى وزارة الدفاع وستحل مكان طائرة عمرها اربعة عقود.  

وقال ترامب (78 عاما) إن العملية “شفافة”، موجها سهام النقد إلى الديموقراطيين الذين يرغبون في انفاق المال على طائرة رئاسية جديدة دون داع.

قطر بدورها، سارعت للتقليل من حجم الضجة التي أثارها التقرير، قائلة إن وصف الطائرة بالهدية "غير دقيق". 

وقال علي الأنصاري، الملحق الإعلامي في سفارة دولة قطر في واشنطن إن "النقل المحتمل لطائرة للاستخدام المؤقت كطائرة +اير فورس وان+ قيد الدراسة حاليا بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأميركية"، مؤكدًا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد. 

ويحظر الدستور الأميركي تحت بند المكافآت، على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا “من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية”. لكن ترامب يسعى للالتفاف على القانون عبر تسليم الطائرة إلى مكتبته الرئاسية عقب مغادرته المنصب.

وسيتم الإعلان عن الخطة بالتزامن مع زيارة ترامب ثلاثة بلدان خليجية هذا الأسبوع، بينها قطر، بحسب ما ذكرت “إيه بي سي” و”نيويورك تايمز”.

وأثار قبول الهدية تساؤلات أخلاقية من الحزبين الجمهوري والديموقراطي إذ إنه يخرق على ما يبدو القوانين القائمة لمنع الفساد الحكومي.

وقالت حليفة ترامب اليمينية المتشددة "لورا لومر"، إن قبول الطائرة القطرية سيكون “وصمة عار” على الإدارة، وأضافت على منصة "اكس": "لا يمكننا القبول بهدية، قيمتها 400 مليون دولار من جهاديين ببزات رسمية، متهمة القطريين بأنهم يموّلون عملاء إيران الذين قتلوا جنودا أميركيين.

في المقابل تعد الهدية قانونية لدى البيت الأبيض ووزارة العدل، لأنه لم يتم منحها مقابل أي خدمة أو إجراء معين، ما يعني بالتالي أنها ليست رشوة، وفق ما أبلغت مصادر شبكة “آيه بي سي”.

كما أن الخطوة غير منافية للدستور، على حد قولهما، لأن سلاح الجو الأميركي سيتسلمها أولا قبل تسليمها إلى مكتب ترامب الرئاسية، وبالتالي لن تُمنح لأي شخص. 

غير قانونية إطلاقا

من جانبها، اعتبرت اللجنة الوطنية الديموقراطية بأن الخطوة دليل على أن ترامب يستغل البيت الأبيض لتحقيق مكاسب مالية شخصية.

وقالت اللجنة في رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلتها إلى أنصار الحزب الديموقراطي "بينما تستعد العائلات العاملة للتعامل مع ارتفاع التكاليف والرفوف الفارغة، ما زال ترامب يركّز على إثراء نفسه وداعميه من أصحاب المليارات".

وندد عدد من الديموقراطيين بالخطة إذ وصفها السناتور كريس مورفي بأنها "غير قانونية إطلاقا"، بينما اعتبرت النائبة كيلي موريسون بأن هدية من هذا النوع ترقى إلى “فساد سافر” و”رشوة” غير أخلاقية ولا دستورية.

ويشعر الرئيس الأميركي منذ فترة طويلة بعدم الرضا عن طائرتي الرئاسة من طراز بوينغ 747-200B واللتين تم إدخال تعديلات كبيرة عليهما. وأعلن في وقت سابق من هذا العام أن إدارته “تبحث عن بدائل” لشركة بوينغ بعد تأخرها في تسليم طائرتين جديدتين.

ووافقت شركة الطيران الأميركية العملاقة عام 2018 على تسليم طائرتين رئاسيتين من طراز 747-8 بحلول نهاية عام 2024 مقابل 3,9 مليار دولار. لكن إفلاس أحد المتعهدين وتعطل الانتاج بسبب وباء كوفيد أجبرا شركة بوينغ على تأجيل التسليم إلى عامي 2027 و2028.

ورغم أن الطائرة التي يعرضها القطريون يقال إن عمرها أكثر من عشر سنوات، إلا أن طائرة بوينغ 747-8 الجديدة يبلغ ثمنها نحو 400 مليون دولار، بحسب خبراء. ويتعين أيضا تجهيز الطائرة بوسائل اتصالات وتحديثات أمنية واسعة النطاق قبل أن تصبح طائرة رئاسية.

هدية قطرية دونالد ترامب
https://barran.press/news/topic/9303