برّان برس:
تحتفي مؤسسة "بران" الإعلامية، اليوم الأحد، بالذكرى الأولى لانطلاق موقعها الإخباري "بران برس"، الذي أُطلق رسميًا في 25 مايو/أيار 2024م، من مدينة مأرب، تحت شعار "ويستمر النبأ اليقين"، باللغتين العربية والإنجليزية، بسياسة تحريرية مرتكزة على محددات واضحة تتمثل في (الدقة، الوضوح، المهنية، التوازن، الموضوعية، والرصانة في التناول)، ليكون واحدًا من أهم مصادر الأخبار والمعلومات في اليمن.
وخلال عامٍ من انطلاقه، حرص "بران برس" على تقديم نموذج لما يجب أن يكون عليه الإعلام، مؤسّس على القيم المهنية، برؤية واضحة ووعي بمكانة الصحافة. عمل على تقديم رسالة صحفية مواكبة للشأن اليمني، تتحلى بالموضوعية والمسؤولية، حريصة على إعطاء الحقيقة بعدها من مختلف الزوايا، متجاوزًا التغطيات السطحية، للغوص في عمق القضايا وخلفياتها عبر التقارير، والتحليلات، والتحقيقات، والحوارات، في مسعى منه ليكون ركيزة مهمة في مشهد صحفي حديث ومتطور.
قدّم الموقع، خلال عامٍ مضى، محتوى صحفيًا يُعيد الاعتبار للصحافة المهنية في بيئة مضطربة؛ محتوى متزن بعيدًا عن لغة الإثارة التي طغت على الصحافة اليمنية، في قوالب متنوعة وجذابة تمنح المادة الإعلامية حضورًا بصريًا مميزًا. تجاوز "بران برس" كونه موقعًا إلكترونيًا إلى إعلام وسائط ومنصات رقمية فاعلة بالصوت والصورة، مستفيدًا من أحدث التقنيات في عالم الميديا والاتصال، متسلّحًا بقيم مهنية رفيعة تتوخى المصداقية والموضوعية.
طوال هذا العام، لم يكن هدف الموقع البحث عن عدد مشاهدات، بل عن أثر حقيقي. لم يُرضِ طرفًا سياسيًا، ولم يسعَ لمجاملة سلطة، بل آمن أن الخبر الحقيقي لا يحتاج إلى بهرجة، بل إلى مهنية وشجاعة. غيّرنا مفاهيم الصحافة اليمنية، وتركّزت سياستنا على محددات واضحة: الدقة، الوضوح، المهنية، التوازن، الموضوعية، والرصانة. أعدنا تعريف التغطية الصحفية، فكنا في قلب القضايا السياسية دون انحياز، وتناولنا الوضع الاقتصادي بعدسة الناس لا الأرقام، واقتربنا من هموم الإنسان اليمني لا من البيانات الرسمية فقط.
انطلق "بران برس" مازجًا بين الإرث الأصيل وأدوات الحاضر والمستقبل. فـ"بران" ليس مجرد اسم، بل هو امتداد لتاريخ ضارب في الجذور، مقتبس من اسم معبد برّان، أحد أبرز معالم الحضارة السبئية في اليمن القديم، الذي كان شاهدًا على قوة وعظمة الإنسان اليمني في البناء والاستقرار والتقدم. من هذا الإرث العريق، استُلهم اسم المؤسسة وموقعها الإخباري، لتقدّم رسالة إعلامية ضاربة في عمق التاريخ، تطلّ إلى المستقبل بثقة ويقين. فالإعلام ليس حاضرًا متفاعلًا فحسب، بل هو صلة وصوت بين الماضي العريق والمستقبل الواعد.
ومواكبةً للتطورات الرقمية في عالم الصحافة، وحرصًا على إيصال الرسالة الصحفية بسلاسة إلى القارئ، خصّص الموقع أقسامًا للتقارير المصوّرة، والأفلام الوثائقية، والموشن جرافيك، والإنفو جرافيك، والتصاميم. كما أخذ في الاعتبار طبيعة الحياة المليئة بالأنشطة والانشغالات، فخصّص قسمًا لـ"البودكاست"، ليكون بوابة المتابعين السمعية نحو عوالم السياسة، والتكنولوجيا، والتنمية الذاتية، وسرد القصص، والحكايات الملهمة. كما حرص على إطلاع الجمهور بما تتحدّث به الصحافة العربية والعالمية عن اليمن، فخصّص قسمًا للترجمات، ونقل مئات المواد الصحفية من اللغة الإنجليزية إلى العربية، واعتمد موجزًا يوميًا يتناول فيه أبرز ما تناولته الصحافة العربية عن اليمن.
وخلال هذا العام، لم يقف "بران" عند حدود أو جغرافيا، فحيثما كان الحدث، أعطاه ما يستحقه من خبر مفصّل، وصورة، وفيديو، وتصميم، ولقاءات. في مخيمات النزوح، كانت عدسة "بران" وطاقمه في شدة البرد تنقل احتياجات النازحين، وتكشف واقع المخيمات وحالة البؤس. فتح ملفات السجون والجرائم والانتهاكات، وناقش قضايا بمهنية وجرأة. في كل ميدان، كان لـ"بران" السبق وليس السباق، دون أن تتغيّر قيمه الصحفية والمهنية. استطاع الموقع تغطية القضايا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية الرئيسية في اليمن والمنطقة العربية، وتميّز بتحليل معمّق، وصولًا إلى الحوارات مع المثقفين والمحللين اليمنيين والعرب، وحتى الغربيين، والمقابلات مع شخصيات سياسية بارزة.
نشر الموقع خلال العام الأول من انطلاقته أكثر من ٢٢,٠٩٤ محتوى تحريري (مقروء) ومرئي (بصري) موزعة على 17 حلقة بودكاست، و18 حلقة من ميكرفون بران، و225 فيلم وثائقي وتقرير تلفزيوني وفيديو موشن جرافيك، و248 تحقيق وتقرير وقصة صحفية، و26 حوار صحفي وتلفزيوني، و6591 خبر عربي، و٣,7٦٠ مادة صحفية باللغة الإنجليزية، و460 مقال وتحليل لنخبة من الكتاب اليمنيين والعرب، بالإضافة إلى أكثر من 8200 إنفو جرافيك وتصميم بورتريه للتواصل الاجتماعي، وأكثر من 1700 فيديو خبري وتغطيات مصورة.
وخلال العام الأول من انطلاقه، حقق محتوى الموقع 75417608 مشاهدة في موقعه الإخباري بشقيه العربي والإنجليزي وصفحاته على منصات التواصل الإجتماعي، في حين حقق 119287متابع ومشترك على منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، إكس، تيليجرام، واتساب، تيك توك، إنستغرام، يوتيوب).
هذا الإنجاز، والوصول الكبير للجمهور، يجسد روح الابتكار والعمل الجماعي التي ينفرد بها فريقنا التحريري، الذي لا يكتفي بتطوير شكل الصحافة اليمنية، بل يعيد صياغة مضمونها برؤية عصرية، واعية بصريًا، تحمل طابعًا أصيلًا وتترك أثرًا حقيقيًا في تجربة المتلقي. كما يعكس تطوّر المؤسسة ضمن مسار التحوّل الرقمي، حيث يجتمع الابتكار مع المحتوى القوي، لإعادة تقديم الصحافة بشكل أكثر تفاعلًا واستمرارية.
هيئة تحرير "بران برس" وقيادة مؤسسة بران الإعلامية، إذ تنتهز هذه المناسبة لتجديد العهد بالالتزام بتقديم رسالة إعلامية "مهنية ودقيقة" بأشكال وقوالب عصرية، فإنها في ذات الوقت، تقول كلمة الشكر لمن يستحقها وهي تحتفي بعام من النجاح.. كلمة شكر للجنود المجهولين الذين يعملون بصمت، فخلف كل خبر دقيق، وكل تقرير مهني، وكل تغطية استثنائية، كان هناك فريق رائع يستحق كل الثناء؛ صحفيون، محررون، مصممون، إداريون، ومراسلون، كلهم كانوا خيوطًا في نسيج النجاح الذي تفخر به المؤسسة اليوم.