تقرير | الأسعار تسلب اليمنيين فرحة العيد.. الأضاحي حلم بعيد المنال لكثير من الأسر والملابس لمن استطاع إليها سبيلا

الاثنين 2 يونيو 2025 |منذ 3 أيام
تقرير | الأسعار تسلب اليمنيين فرحة العيد.. الأضاحي حلم بعيد المنال لكثير من الأسر والملابس لمن استطاع إليها سبيلا

أعد التقرير لـ"بران برس" - موسى المليكي:

وسط سوق الحوطة بمدينة لحج، جنوبي اليمن، يقف "مجاهد" الستيني الذي أرهقه السنين، متأملًا أسعار الأضاحي التي تجاوزت حدود المعقول، مداريًا حزنه وعجزه عن الشراء.

هذا المشهد القاسي، يعكس الواقع المؤلم الذي تعيشه آلاف الأسر بمحافظة لحج، بل وفي اليمن عمومًا، حيث تحوّلت مناسبة العيد من فرحة إلى عبء ثقيل وسط الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة.

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد الأسواق اليمنية موجة غلاء غير مسبوقة، تجعل شراء مستلزمات العيد، وفي مقدمتها “الأضحية”، حلمًا بعيد المنال لمعظم اليمنيين، وترفًا لا يقدر عليه إلا القليل منهم.

فقد أدى الانهيار الحاد للعملة المحلية، والغياب شبه الكلي للرقابة الحكومية على الأسوق، إلى رفع أسعار الأضاحي بشكل “جنوني“، ما حرم آلاف العائلات من إحياء شعيرة العيد، وسلبها الفرحة التي تنتظرها كل عام.

ارتفاع قياسي

أكد تجار مواشي لـ“بران برس”، أن أسعار المواشي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق هذا العام، موضحين أن سعر الخروف الواحد يتراوح بين 130-170 دولار (ما يعادل 328,900- 430,100 ريال يمني في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد)، وقد يتجاوز سعر الماعز 200 دولار (أكثر من 500 ألف ريال يمني).

أسعار المواشي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق هذا العام، حيث يتراوح سعر الخروف الواحد بين 130-170 دولار في مدينة عدن، وقد يتجاوز سعر الماعز 200 دولار

أرجع أحمد سالم كرد، وهو أحد تجار المواشي في "طور الباحة" بلحج، هذا الارتفاع في أسعار المواشي إلى انهيار قيمة الريال اليمني، وارتفاع تكاليف النقل، مضيفًا أن هذا أدى إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.

ووفق التاجر كرد، فإن الطلب على المواشي ضعيف جدًا هذا العام. وقال إن التجار يضطرون لبيعها بالخسارة لتغطية تكاليف النقل الباهظة التي قال إنها ارتفعت من 300 ألف إلى 800 ألف ريال (ما يعادل 118.58-316.20 دولار).

العجز سيد الموقف

هذا الوضع “القاسي” أجبر العديد من الأسر على التخلي عن شعيرة الأضحية رغم أهميتها الدينية بالنسبة لليمنيين، ومن هؤلاء أم عبدالله هزاع، وهي أرملة تعول سبعة أطفال.

عبّرت أم عبدالله، لـ“بران برس”، عن حزنها الشديد لعدم قدرتها على شراء أضحية هذا العام، مضيفة أنها ستكتفي بشراء ما يسد حاجة أطفالها من الطعام.

من جانبه، أشار الناشط الإعلامي حسام البوري، وهو من أبناء منطقة طور الباحة لـ“بران برس”، إلى أن العيد سيكون باهتًا هذا العام، خاصة مع توقف الرواتب، وتدهور الوضع الاقتصادي. مؤكدًا أن “ثمن الأضحية بات يفوق القدرة الشرائية لكثير من الناس”.

جانب آخر من المعاناة

لم يقتصر غلاء الأسعار على الأضاحي، بل شمل أيضًا الملبوسات، وبالأخص ملابس الأطفال، والتي ارتفعت أسعارها بنسبة تتجاوز 150% مقارنة بالعام الماضي، وفق ما قاله تجّار لـ“بران برس”.

الموظف الحكومي إسماعيل محمد كرد، يقول لـ“بران برس”، إن راتبه لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية لأسرته، متسائلًا كيف له أن يوفر ملابس جديدة لأطفاله في ظل هذا الوضع. فيما قالت نعمة سعيد، إنها غير قادرة على شراء ملابس العيد أو الحلويات لأطفالها، داعية بالفرج لجميع اليمنيين.

 غلاء الأسعار شمل أيضًا الملبوسات، وبالأخص ملابس الأطفال، في حين قال خبراء اقتصاد إن ما يحدث اليوم هو "انعكاس لانهيار شامل في بنية الاقتصاد اليمني، وأن القادم سيكون أسوأ في ظل غياب التدخلات الفعّالة

من جهتهم، قال تجّار في سوق الملابس بمحافظة لحج، لـ“بران برس”، إن الإقبال على الشراء هذا العام ضعيف جدًا، مضيفين أن كثيرًا من العائلات تتجه نحو شراء الملابس المستعملة أو الرخيصة لإرضاء أطفالها.

مؤشر أزمة عميقة

في حديثه لـ“بران برس”، قال سالم أحمد المفلحي، إن الأعياد أصبحت مؤشرًا على عمق الأزمة، حيث تتزامن مع تفاقم أزمات المياه والغاز وارتفاع الأسعار. مضيفًا أن هذا الوضع المأساوي جعلنا لا نحتفل بالعيد ونتمنى فقط حياة كريمة.

بدوره، يرى الباحث الاقتصادي نجيب الصبيحي، أن ما يحدث اليوم هو انعكاس لانهيار شامل في بنية الاقتصاد اليمني، محذرًا من أن القادم سيكون أسوأ في ظل غياب التدخلات الفعّالة.

العيد عيد الأضحى الأضاحي ارتفاع الاسعار العيد في اليمن
https://barran.press/news/topic/9694