بران برس:
أقر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بصعوبة إحراز تقدم لحل الأزمة اليمنية، والمضي قدمًا في خارطة الطريق الأممية، التي وقعتها الأطراف اليمنية في أواخر عام ٢٠٢٣م، مؤكداً أنه “لا يوجد هناك حل سريع”.
وفي حوار أجرته معه جريدة “الدستور” المصرية، قال “غروندبرغ” إن الوصول إلى عملية سياسية جامعة في اليمن تتيح لليمنيين من مختلف الخلفيات والمناطق والهويات فرصة حقيقية لتشكيل مستقبلهم، قد تبدوا هدف بعيد المنال، لكنه فى الواقع ممكن وواقعى تمامًا”.
وأضاف: “اليمنيون الذين أتحدث معهم لا يطلبون المعجزات؛ إنهم يطلبون سلامًا يمكنهم الوثوق به، ومستقبلًا يستطيعون من خلاله إعادة بناء حياتهم بكرامة، وللوصول إلى ذلك، علينا أن نكون صريحين: لا يوجد هناك حل سريع”.
“رغم الجهود المختلفة المبذولة لإحلال السلام فى اليمن، لماذا لا نرى أى تقدم ملموس؟..”، سؤال وجهته الجريدة المصرية للمبعوث الأممي الذي رد بالقول: “الحقيقة هى أنه لا يزال هناك انعدام ثقة متجذر بين الأطراف، وتصاعد الخطاب العدائى، ودوامات متكررة من الهجمات والردود، إلى جانب التوترات الإقليمية المتزايدة، أضف إلى ذلك اقتصادًا على حافة الانهيار”.
وعن مستجدات خريطة الطريق التى ترعاها الأمم المتحدة، أكد “غروندبرغ” أن البيئة منذ توافق الأطراف الأممية عليها في آواخر 2023، قد تغيرت، وأصبح الوضع الإقليمى أكثر توترًا، لا سيما فى البحر الأحمر، ما صعب إحراز التقدم، لكنه فى الوقت ذاته، أكد بشكل واضح مدى الحاجة الملحّة للعودة إلى مسار سياسى يشمل وقف إطلاق نار مستدام، واقتصاد فعال، وعملية سياسية تجمع اليمنيين معًا ليقرروا مستقبلهم بأنفسهم.
وقلل المبعوث الأممي من تداعيات تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين منظمة إرهابية على الوضع فى اليمن، حيث اعتبرها “إجراءات أحادية”. وقال: “ التصنيف الأمريكى هو فى نهاية المطاف قرار سيادى، لكن ما يمكننى قوله بكل وضوح هو أن النزاع فى اليمن لا يمكن أن يحسم عبر إجراءات أحادية، أيًا كان الطرف الذى يتخذها”.
وأردف: “ما نحتاج إليه هو حل سياسى يأتى نتيجة مفاوضات جادة وبحسن نية، وبدعم من جهد دولى منسّق، وبينما يمكن للدول الأعضاء اتخاذ إجراءات أحادية، لا نزال بحاجة إلى تضافر جهود جميع الأطراف الفاعلة لدعم عملية السلام التى تقودها الأمم المتحدة”.
وعن “الحل الأمثل لإنهاء الحرب في اليمن”، قال “غروندبرغ”: “نحن بحاجة إلى عملية سياسية جامعة، تتيح لليمنيين من مختلف الخلفيات والمناطق والهويات فرصة حقيقية لتشكيل مستقبلهم. فهكذا يبنى السلام المستدام. لكن لا يمكن لأى من ذلك أن ينجح دون دعم قوى من الأطراف الإقليمية والدولية. كما أن وحدة مجلس الأمن تظل أمرًا جوهريًا”.