فنتازيا البحر الأحمر
يحيى محمد الموشكي
في حلقة الوهم والفنتازيا التي "تخوضها" المليشيات الحوثية بصواريخها "المناسبة" التي لم يجد المخرج لها تسمية بعد!!! ضد اهداف السراب الأسطورية.
تطل المليشيات على العالم في ما يسمى "الحرب على مصالح العدوان الاسرائيلي". او بالأصح فنتازيا البحر الأحمر او كما يسميه البعض مسرحية.
"الحرب" التي لم ترهق الا المتحدث باسم الانقلابيين.. ومبتدئي برامج الفبركه خاصتهم.. لااا اكثر.
"الحرب" التي بمجرد الحديث عنها وما تتضمنه من الاستعباط والاستهتار بعقل المشاهد.. تجعلك تعيد التفكير عن مدى الاستخفاف - بالناس وعقولهم وارائهم - الذي وصل اليه الانقلابيين.. واي مراحل التبلد وصل اليه حال من قد يصدق تلك السخافات وتلك الاعمال الهزلية.. ولكنها لم تكن وليدة اللحظه فهي عملية تراكمية من الدجل والتزييف والاستخفاف بعقول الناس وارائهم..
ومن خلال بحثنا مع مجموعه من الباحثين والناشطين في تاريخ المليشيات الإيرانية سواء في العراق ولبنان واليمن وسوريا.. فان من اساليبها ووسائلها في قمع الشعوب واهم الركائز القائمة عليها تلك الجماعات هي التضليل الممنهج الذي يهدف الى الغاء العقل والمنطق.. والتصديق المطلق والثقه العمياء لمجموعة من السفهاء الذين رأوا في انفسهم الطبقه الاسمى وما دونهم مجرد رعاع لا يجوز لهم حتى التفكير فضلا عن التقرير..
وذلك التضليل الممنهج يطبقوه على مناحي الحياه اقتصاديا وعسكريا وعقائديا..
فقد راينا كيف تمت مصادرة ثروات البلاد والاحتياطي النقدي ورواتب الموظفين وصولا الى مشاركة أصحاب رؤوس الأموال أموالهم تحت مسمى مجهود حربي اوالبلاد في حرب.. وللمواطن ان يصدق او ان تلفق له الف تهمه وتهمه حيث لا مجال لتأفف والتضجر..
وراينا كيف تنتصر المليشيات على شاشتها وبين اتباعها في اليوم الواحد الاف الانتصارات وفي ساعه إخبارية واحده ترى العجاب.. اقتحامهم الرياض، ومحاصرتهم لبايدن، واستهداف تل ابيب ووضعهم للبيت الأبيض تحت المراقبه.. وتدمير الاسطول الأمريكي الخامس..
وللمشاهد ان يصدق او يصمت او ان تلفق له الف تهمه وتهمه حيث لا مجال للاستغراب والتكذيب..
وفي مجالسهم يلتقي بعض أئمتهم مع علي بن ابي طالب رضي الله عنه ويسرد لهم القصص والحكايا وما كان وما يكون وما سيكون..
ويلتقي اخرون ببعض الأنبياء..
فيما ينشغل البعض بمراجعة القران الكريم من اجل التفسير وفي تفسير الشيعه للقران الكريم ما يندى له الجبين..
واما السنه فلا وجود لها عندهم وقد استبدلها ائمتهم بهرطقاتهم وخرافاتهم وملازمهم.
وعلى اتبعاهم والمواطنين تحت سيطرتهم تجاه ذلك واجب اليقين او الصمت.. او تلفق له الف تهمه وتهمه حيث لا مجال للشك او التأويل.
وقد ساعد المليشيات ويساعدها (الجهل والوضع المعيشي الصعب) الثنائي اللذان يشكلان بيئة خصبة لعمل تلك الجماعات ونشر افكارها وخرافاتها حيث يدفع البعض بأبنائهم الى براثن الدجل والهلاك املا في تحسين أوضاعهم التي صارت يرثى لها لا سيما بعد انقطاع المرتبات ومعها شحة فرص العمل.
وعلاوة على ذلك فقد سعت الى زيادة الاستقطاب ولكن الان لصنع ارقام حقيقية عبر اعداد جيل ناشئ لم يتعلم الا من ملازمهم وفي دوراتهم الثقافية ومراكزهم الصيفية.. وهذا الجيل هو ما يراهن عليه الانقلابيين وهو قنبله موقوته بكل المقايسس..
جيل مجرد من أي هوية وطنية.. جيل ولائه لطهران ولملالي طهران واذنابهم في المنطقه..
جيل مؤمن بكل فطرته البريئة بما تم ادلجته وتعبئته من خرافات واباطيل وحقد وكراهية لابناء جلدته ولاخوانه في الدين والوطن والهويه..
ولا شك ان اليمن ينحدر ولا زال بكل مكوناته ومقوماته في مستنقع التجهيل والتضليل الممنهج ومعه الى التخلف والفقر والامراض والاوبئه وصدامات باقية بقاء الانقلاب وتجار الحروب.
وكم اشعر بالاسى عندما اجد من يصدق كوميديا الحوثيين في البحر الأحمر.
وعندما اجد أحدا يصدق ان الحوثيين يهتمون لاطفال غزه او فلسطين. وأطفال اليمن يموتون جوعا.
وعندما اجد أحدا يصدق ان إيرادات المناطق التي تسيطر عليها المليشيات لا تغطي رواتب الموظفين البائسين.
وكم اشعر بالاسى عندما اجد أحدا يصدق ان المليشيات الحوثية يهمها الدين او الوطن او المواطن.