البحث عن الحصانة الأيدلوجية من خلال المراكز الصيفية

يحيى محمد الموشكي
بين تجريف الهوية والتشكيك في ثوابت الدين وسلامة المعتقد، تسابق المليشيات الزمن من خلال ما يُسمى بالمراكز الصيفية لخلق جيلٍ مجردٍ من الإنسانية والقيم السوية.
ولطالما كانت هذه البؤر مصدرا لرفد الجبهات الحوثية بهؤلاء المُغرر بهم، بعد تغييبهم عن الواقع جراء التلقين المغلوط الذي تلقوه في هذه المراكز الطائفية.
وفيما تسعى آلة الإعلام الحوثية للرفع من أهمية تلك المراكز وفضلها تحت مسوغ العلم والتعلم واوهام يزينونها للعامة.. فهي تضرب بسوط التجويع والتضييق على الناس في ارزاقهم، ليدفعوا بأبنائهم إلى تلك المستنقعات -التي تعج بالجهل والتخلف- هربا من الفقر والحاجة.
ولم تتردد المليشيات في الاستيلاء على المساعدات الإنسانية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي، مستخدمة إياها وسيلة للابتزاز، حيث جعلت الحصول على الغذاء مشروطاً بالانخراط في القتال، كما اعترف بذلك العديد من أسرى الحوثيين، وهو ما كشفت عنه وسائل الإعلام المختلفة.
والحقيقة أن المليشيات تستخدم كل الوسائل مهما بلغت دناءتها، لفرض النموذج الراديكالي الإيراني على اليمنيين، مع تركيزها على الأطفال كهدف رئيسي في هذه الحملات المنظمة.
لماذا يستهدفون الأطفال؟
تشير الدراسات إلى أن "زمن الحصانة الايدلوجية والثقافية، لا تتعدى العشر سنوات.. وتأخذ ابعادها كاملة اذا كان الهدف اقل من عمر خمسة عشر سنة.. ولا تتغير الا بتغيير البيئة المحيطة".
أي أن محاولة تصحيح أفكار هذا الجيل بعد اكتمال تشكيله العقائدي تصبح مهمة شبه مستحيلة، مما يجعل قطع مصدر التلقين هو الحل الأمثل لوقف هذه الآفة وحماية النشء.
وما الزيادة الملحوظة في عدد الأطفال المجندين في صفوف المليشيات الحوثية الا نتيجة لأعوام من التلقين المستمر لأفكار ومعتقدات وولاءات استفرغت فيها المليشيات اعتم صور الطائفية والكراهية وحقد الحوزات المجوسية.
المراكز الصيفية.. خطر يهدد الأمن الوطني والإقليمي
لا يقتصر خطر هذه المراكز الطائفية على اليمن فحسب، فهي لا تستهدف فئة محددة أو منطقة معينة، بل تمتد تبعاتها الخطيرة لتشمل دول الجوار، خاصة في ظل غياب قيم التسامح والتعايش في خطابها التحريضي.
سيما واهداف - ايران- الراعي لتلك الجماعة الإرهابية واضحة، وأن اليمن ليس إلا محطة انطلاق لمشاريعها التوسعية في المنطقة. أانها من خلال تحوير النشء لضمان ولائهم وتبعيتهم.. فإنها تسعى لإنشاء جيل عقائدي.. معركته مع كل من يخالف ولائه وتعبئته التي سبق وان خضع لها.
وبمعنى آخر فإن ساحة معركة ذلك الجيل العقائدي ستكون عابرة للحدود.. وليست دول الجوار بمنأى عنها. الأمر الذي يُحتَم على الإدارة السياسية والعسكرية للبلاد ومعها دول التحالف الى سرعة الحسم.. لمنع ما يسمى الحصانة الايدلوجية. والقضاء على مكنة التفريخ الطائفي والجبهة المتقدمة للحوزات والعتبات الإيرانية في اليمن.