على هامش دعوة مشاركة من جامعة أقليم سبأ
حسين الصادر
اليوم حضرت بدعوة كريمة من مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية من جامعة إقليم سبأ لحضور ورشة عمل أقامتها الجامعة وبالأخص قسمي العلوم السياسية والإعلام وتهدف الورشة الى ردم الهوة بين الواقع النظري المعرفي والتأثير المباشر للمخرجات في الواقع العملي..
أولاً لابد من الإشادة بمثل هذه الخطوة، من قبل الجامعة والقيادات الأكاديمية وهي تعبر عن بناء جسور التواصل بين النظريات التي تدرس كمواد معرفية نظرية في قسمي العلوم السياسية والإعلام وبين الواقع العملي التطبيقي حيث ضمت الورشة قيادات العمل الإعلامي في وسائل الإعلام المحلية وقيادات سياسية وقيادات من مراكز الدراسات التي تتخذ من مارب مقراً لها ومنها مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية.
ومن المؤكد أن فكرة هذه الورشة جاءت عن إدراك ووعي بضرورة بناء جسور التواصل بين المعرفة النظرية وواقع التطبيق، وفكرة الورشة مميزة كونها تعالج واقع موجود ويتكرر في مجال العلوم الإنسانية
ويمكن أن نطلق عليه " محدودية فعالية المعرفة " وتأثيرها على المجتمع ان هذه الهوة قائمة بشكل واضح ، ولردم هذه المسافة وبناء الجسور نحتاج إلىى إستمرار هذه الندوات بين منتجي المعرفة ومستهلكيها ونحتاج قياس جودة المنتج وكذلك البيئة المحيطة بهذا المنتج " المعرفي " اثناء عملية الإنتاج وتوفر الظروف الموضوعية ومنها مساحة الحرية الذي تتطلبه المعرفة وكذلك القبول بالتنوع النظري للمدارس المختلفة..
في العلوم الأنسانية يوجد تشابك كبير ولايمكن فصلها عن بعضها .. لايمكن فصل النظريات المعرفية للسياسة والإعلام. عن الفلسفة وعلم الإجتماع والأدب بكل صنوفه رواية مسرح سينما.... الخ.
أقصد لايمكن لعلم من العلوم أن يشق طريقه في بيئة بكر إن صح التعبير دون خلق بيئة ومناخ ثقافي يسمح بالتفاعلات التي يقتضيها نمو المعرفة وجماهيريتها.
ونحن نتحدث عن ضرورة جماهيرية المعرفة لكي تصبح فعالة فلابد من بناء بيئة ومناخ ثقافي ملائم يساعد على انتشار المعرفة ، لتنتقل الى خطوة اخرى وهي ان تصبح سلوك قيمي لايمكن أن يتجاوزه الفاعلون في الشأن السياسي والإعلامي.. ..
في زيارتي المتكررة لجامعة إقليم سبأ أشعر دوماً بحجم التحول الكبير الذين تمر به مارب ، وهي الجامعة التي نمت بسرعة في ظروف إستثنائية ، وجامعة إقليم سبأ تتجاوز كونها جامعة لقد عكست قدرة، الإنسان اليمني على مواجهة التحديات فهي الجامعة الوحيدة في الساحة الوطنية التي نمت وتكونت على خطوط المواجهة وخطوط النار، وكانت رسالة إنسانية في وجه الموت والدمار والجهل وسمحت لعشرات الالاف من الشباب والشابات بتحقيق أحلامهم في ظروف صعبة وسجلت هذه الجامعة أعلى نسبة إستقبال للطلاب العام الماضي على المستوى الوطني والذي بلغ 20 الف طالب وطالبه ،،
إن نجاح هذه الجامعة وإستمرارها وتقديم الدعم لها من كافة الجهات يجب أن يستمر ..
في العالم العربي نهتم بالعلوم التطبيقية " طب هندسة زراعة الخ ولا نهتم بالعلوم الأنسانية وقد تكون هناك أسباب غير معروفة وبالنظر إلى ما جرى من أحداث خلال العقد الماضي يتطلب إعادة النظر في درجة الإهتمام بالعلوم الإنسانية..
جامعة إقليم سبأ والظروف التي نشأت فيها وتموضعها الجغرافي يجب أن يدفعها بضرورة الإهتمام بالعلوم الإنسانية، ويجب أن يسود مناخ التعدد المعرفي .
وأعتقد أنه حان الوقت لهذه الجامعة أن تخرج المعرفة من قاعات الدرس والمحاضرات وأن تشارك بفعالية في قيادة النهضة والتحول، المحلي، وأن تقدم الرؤي والمعالجات المعرفية في محيطها المحلي. ومثل ما كان ميلاد جامعة إقليم سبأ تحدي،، نراهن على أن هذه الجامعة سوف تواجه التحديات المعرفية في محيطها المحلي...
* كاتب صحفي ونائب رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمني
ة