برّان برس - وحدة التقارير:
أفادت مصادر يمنية رسمية، الجمعة 5 يوليو/تموز 2024م، بأن “جهود للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وبدعم من المملكة العربية السعودية، أجبرت جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب على الرضوخ وإنهاء أزمة الطائرات”، التي اندلعت عقب احتجاز الجماعة لـ4 من طائرات كانت تنقل الحجاج إلى مطار صنعاء.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت مصادر ملاحية، بمغادرة أولى طائرات الخطوط الجوية اليمنية المحتجزة من قبل جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، من مطار صنعاء الدولي متوجهة إلى مطار جدة السعودي.
وقالت المصادر لـ“برّان برس”، إن الطائرة غادرت مطار صنعاء الدولي صوب جدة، لنقل الدفعة الأولى من الحجاج العالقين منذ احتجاز الحوثيين لـ4 من طائرات اليمنية كانت تنقل الحجاج إلى صنعاء.
ويأتي مغادرة الطائرة بعد تفاهمات قادتها وساطة عمانية قضت بإطلاق الحوثيين الطائرات الـ4 المختطفة في مطار صنعاء مقابل معاودة تشغيل الخط الملاحي صنعاء- عمّان.
ومساء أمس الخميس، أبلغت وزارة الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وكالات الحج باستئناف الخطوط اليمنية نقل الحجاج العالقين من مطار جدة إلى مطار صنعاء خلال رحلتين.
ومن المقرر، وفق بلاغ وزارة الأوقاف، أن تنطلق الرحلة الأولى اليوم الجمعة 5 يوليو/تموز 2024، الساعة 04:30 عصراً"، فيما تنطلق الرحلة الثانية السبت) 6 يوليو/تموز 2024، الساعة 08:30 صباحاً.
ضربة أخضعت الحوثي
وتعليقًا على انفراجة أزمة الطائرات، قال رئيس مركز البلاد للدراسات، “حسين الصوفي”، إن احتجاز الحوثيبن للطائرات “لم يكن نتيجة لأزمة متعلقة باليمنية، بل هي إحدى المحاولات اليائسة التي تقوم بها الجماعة بعد قرارت البنك المركزي”.
وفي حديث لـ“برّان برس”، اعتبر “الصوفي” إن “معركة البنك المركزي”، بأنها “المعركة الحقيقية والخانقة، باعتبار أن البنك في اجراءاته المستمرة وخطواته التصعيدية والمرحلية يتجه فعليا إلى انتزاع رئة الحوثيين اقتصاديا، وقطع كل المنافذ التي يستغلونها لتمويل جرائمهم وبقاء سلطاتهم”.
وأردف: “وبالتالي فمحاولة اختطاف الطائرات والادعاء بأنها قضية منفصلة ومشكلة خاصة بالطيران، يريد الحوثي أن يقدم لأنصاره أنه يتمتع بذات التحدي والمواجهة، وفي حقيقة الأمر أنها ضربة إضافية أخضعت الجماعة، تشبه التصرفات العنجهية التي حاولت عرقلة توحيد العملة عبر صك المائة الريال المعدنية وفشلت، ثم منعت تداول العملات واعتبرتها مزورة والان تتسابق على التعامل بها، ثم منعت تبديل العملة القديمة، ورضخت إلى تبديلها، وغيرها من الاجراءات التي لا تملك من خيارات مطلقا أمام الإنصياع لقرارات البنك المركزي”.
وعن تهديدات الحوثيين المزمنة بـ3 أيام وتحميلها السعودية مسؤولية احتجاز الحجاج، يجزم “الصوفي”، أنها تأتي “ضمن محاولة دعائية تسعى الجماعة من خلاله لتسويق انتصار وهمي أمام أنصارها، من خلال تصوير الأمر أنه أزمة مع اليمنية، وهذا ما ظهر بداية الأزمة”.
وأضاف: “عندما أصدرت اليمنية بيان فندت فيه ادعاءات المليشيا، وحين وجدت نفسها مكشوفة، قفزت إلى شماعة السعودية وهي الشماعة التي يعلقون عليها كل دعاياتهم، ومن أجل مزيد من الحبكة لهذه الرواية الرومانسية ربطوا الأمر مع أزمة الحجاج، لكن كعادتهم بعدما وصل وفدهم قاموا بحماقاتهم للضغط باليمنيين”.
جهود حكومية سعودية
وبحسب تقرير نشره موقع صحيفة الثورة (رسمية)، فإن جهود الحكومة اليمنية وبدعم من المملكة “أثمرت في إجبار الحوثيين على الرضوخ وإنهاء أزمة الطائرات المحتجزة في صنعاء، وسيتم إعادة من بقي من الحجاج اليمنيين على متن هذه الطائرات إلى صنعاء”.
واعتبر التقرير أن احتجاز الحوثيين لطائرات الخطوط الجوية اليمنية كان “محاولة يائسة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي تسببت بها في اليمن وتحقيق انتصارات وهمية لتسويقها على الشعب اليمني”.
واتهم الحوثيين بـ“السعي لنهب قيمة تذاكر سفر الحجاج، ومنع تحويلها إلى حسابات شركة الخطوط اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، ومنعت الخطوط اليمنية من الصرف من مبالغ حساباتها في العاصمة صنعاء، في محاولة للتصدي لتبعات قرار البنك المركزي اليمني إيقاف التعامل مع البنوك والمصارف في مناطق سيطرة الحوثيين".
وقال إن الجماعة “عمدت إلى الكذب والتدليس لتبرير ما نفذته من أعمال نهب وقرصنة، واتهمت المملكة بإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات اليمنية لعرقلة عودتهم إلى صنعاء، وأطلقت تهديدات إعلامية جوفاء ضد المملكة تعلم يقيناً أنها لا تملك قرار تنفيذها دون أخذ الإذن من إيران”.
وبحسب الموقع، فإن التهديدات الحوثية المزمنة بثلاثة أيام “تشير الى أن الجماعة تبحث عن انتصار وهمي تروج له أمام أنصارها لتظهر أنها اعادت الحجاج اليمنيين من خلال الاستجابة لمطالبها، في حين أنها رضخت لمطالب الحكومة الشرعية بعد عودة معظم الحجاج اليمنيين لليمن براً أو عبر رحلات الخطوط اليمنية إلى مطار عدن”.
وفي 26 يونيو/حزيران 2024، اعتذرت شركة الخطوط الجوية اليمنية لحجاج بيت الله الحرام لعدم استطاعتها نقلهم إلى العاصمة اليمنية صنعاء، بسبب احتجاز الحوثيين لأربع من طائراتها.
وأكدت الشركة، في بيان عن الاحتجاز للطائرات، اطلع عليه “بران برس” أن جماعة الحوثي المصنفة عالميًا على قوائم الإرهاب، احتجزت “4 من طائرات اليمنية في مطار صنعاء الدولي”. معتبراً هذا الأمر تهديدًا لسلامة الملاحة الجوية في البلاد”، وقالت إنه “يعزز من صعوبة تشغيل الرحلات الجوية من وإلى داخل البلاد”.
ولاحقاً شكل مجلس القيادة الرئاسي في 28 يونيو/حزيران، لجنة حكومية برئاسة رئيس مجلس الوزراء، أحمد بن مبارك، لإدارة أزمة احتجاز الحوثيين لطائرات الخطوط الجوية اليمنية، التي كانت تنقل الحجاج إلى مطار صنعاء الدولي.
وبحسب وكالة سبأ الرسمية، تشمل مهمة اللجنة الحكومية “تقييد استخدام الجماعة للطائرات المختطفة حتى اشعار اخر، ليشمل ذلك أيضا الإفراج عن الطائرة المحتجزة منذ شهرين، ورفع الحظر عن أرصدة الشركة المجمدة التي تزيد عن 100 مليون دولار”.