برّان برس:
أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الأحد 14 يوليو/تموز 2024م، تمديد عقد تنفيذ مشروع "مسام" لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام لمدة عام، وذلك بمبلغ 35,998,500 دولار.
وطبقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس” (رسمية)، قال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، إن تجديد العقد مع الشريك المنفذ يأتي نظراً لما يمثله هذا المشروع النوعي من أهمية حيوية في استكمال تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي تمت زراعتها بطريقة عشوائية وبأشكال وتمويهات مختلفة في أماكن تستهدف المدنيين العزل.
وذكر “الربيعة” أن تلك الألغام تسببت في “إصابات مستديمة وإعاقات مزمنة وخسائر بشرية عديدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن، وغير ذلك من أعمال مهددة للأمن والحياة”، مشيرًا إلى أن المشروع تمكن حتى اليوم من انتزاع 450.919 من الألغام والقذائف المتنوعة.
وينفذ المشروع كوادر سعودية، وخبرات عالمية من خلال فرق يمنية دُرّبت لإزالة الألغام بجميع أشكالها وصورها المزورعة بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية بهدف تطهيرها من مخاطر الألغام عبر التصدي للتهديدات المباشرة لحياة الأبرياء جراء التعرض للأخطار الناجمة عن انتشار تلك الألغام.
بدوره، عبر أسامة القصيبي مدير عام مشروع "مسام" لنزع الألغام - اليمن عن شكره للقيادة السعودية على ما قدمته وتقدمه من دعم ومساندة لليمن في سبيل تخليصه من خطر الألغام والمواد المتفجرة.
وقال “القصيبي” في بيان له بمناسبة إعلان تجديد عقد المشروع للسنة السابعة على التوالي، إن المشروع “نجح خلال السنوات الست الماضية في تنفيذ عملياته الإنسانية على الأراضي اليمنية، محققاً معدلات أداء مرتفعة في كافة عملياته الميدانية".
وأشار في بيانه الذي وصل “برّان برس”، نسخة منه، إلى أن ذلك “يعد رقماً صعباً بالمعايير الدولية، حيث بلغ إجمالي عمليات النزع منذ اليوم الأول للمشروع وحتى نهاية الأسبوع الماضي من نزع 450.919 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة”.
وأوضح مدير عام مشروع "مسام" أن استراتيجة العمل في المشروع “قامت على أسس واضحة جاءت بعد دراسات مستفيضة لطبيعة التهديد الذي تمثله الألغام بكافة أنواعها وأشكالها، وما تختصة به الحالة في اليمن من تضاربس معقدة تستوجب مضاعفة الجهود البشرية والمادية”.
ونوه إلى أهمية “الأخذ بعين الاعتبار استمرار العمليات العسكرية وتواصل مسلسل زراعة الألغام وتفخيخ الأراضي والمنشآت المدنية بكافة أشكال العبوات الناسفة من قبل الميليشيات الحوثية”.
وقال إن أعمال السنة السابعة تأتي استكمالاً لما بدأه المشروع منذ منتصف يونيو 2018م، مع التركيز على أعمال التوطين من خلال تكثيف أعمال التدريب والدعم اللوجستي.
واعتبر “القصيبي” ما يواجهه اليمن في مجال الألغام “كارثة حقيقية تهدد حاضر ومستقبل الإنسان اليمني”، مشيراً إلى أن قرار تمديد عمل "مسام" يأتي إيماناً من المملكة بضرورة مساعدة الأشقاء في هذا الشأن.
ودعا إلى “تظافر كافة الجهود وفتح قنوات التواصل والتعاون وتبادل المعلومات بين كافة البرامج الدولية المعنية بنزع الألغام العاملة في اليمن"، منوها بالشراكة الاستراتيجة مع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن (يماك)، والتي أثمرت ما تحقق من أهداف في أداء المهام الموكلة لكل من المشروع والبرنامج.
وفي العام 2018، انطلق مشروع “مسام” لتطهير اليمن من الألغام، كمبادرة إنسانية ضمن جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن، ويضم حاليًا 32 فريقاً لإزالة الألغام تعمل في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، قرارين بمنح مشروع "مسام" والبرنامج الوطني لنزع الألغام وسام الشجاعة، اعتزازاً وعرفاناً بدورهما في تطهير الأراضي اليمنية من الألغام والمواد والذخائر غير المنفجرة التي زرعتها جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب.
وتقول تقارير أممية إن نحو مليوني لغم زرعتها جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب بمختلف المناطق التي سيطرت عليها، أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 20 ألف مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي حين تتهم تقارير حقوقية الحوثيين بـ“تحويل اليمن إلى أكبر حقل ألغام على الإطلاق، بعد قيامها بزراعة أكثر من مليوني لغم”، تطالب منظمات حقوقية، الجماعة الحوثية، مرارًا بتسليم خرائط الألغام الأرضية التي زرعتها، للمنظمات العاملة في مجال نزع الألغام.