الحفاظ على بيضة اللاأخلاق.. من لم تٌقذف بالفسق وصفت ضمنياً بالجارية!
همدان الصيري
تداول الكثير مشهداً مسجلاً لأحدهم يقدم نفسه على أنه دكتور وعضو رابطة علماء اليمن، وينقل من كتابه المعنون "الهادي إلى الحق/ المُضل إلى العكفوية"، يتحدث أن بعض أجزاء أرض سبأ وحِميّر كانت وكراً للدعارة، ومرتعاً للفسق، ومقراً للدياثة، وان الجَدَّات والأمهات الأوائل كن من المومسات، أي ممن يُجاهرن بأفعالهن المشينة المحرمة، ويتعاطين بالفجور جهاراً، وبذلك إشارة ضمنية إلى وضعية الأحفاد والحفيدات اليوم!.
كما أن غلاف الكتاب تضمن أسماء كهنة الآل من القاسم والعلوي وغيرهم، وذُيل في أسفله بأنه ناتج عن مركز شهارة للدراسات والبحوث، ومدعوماً عبر مؤسسة الشعب الاجتماعية التنموية!. حيث أصبحت الدراسات الكهنوتية تركز على تجديد الطعن في أعراض أبناء الشعب، وصارت بحوث السلالية تعمل على استمرارية قدح إكليلات الأرض، بينما أضحت جهة الدعم مصدراً لسحق الذات المجتمعية، وهز الهوية اليمنية، ومنبعاً لتنمية رذيلة الكهنة!.
وجميع تلك الخطابات اللادينية واللا اجتماعية واللا أخلاقية ليست جديدة أو وليدة اللحظة، بل مستمدة من بطون كتبهم، ومستخرجة من عمق موروثهم، ومؤطرة بمحددات منظورهم، وفيها الكثير من أقذع الألفاظ وقبيح الأوصاف!. كما أن كتبهم مستقاة من مؤلفيهم، ومأخوذة من مُنظريهم، وسطور ومفردات كتبهم نابعة من بنات أفكارهم، وأفكارهم مستقرة في رؤوسهم الخبيثة النتنة.
حاول كهنة الآل -سابقاً وحالياً- تمجيد أطروحاتهم، وتقديس كتبهم في قعر أنفس العكفة الخانعين لهم، والدعوة إلى عدم الانحراف عن علوم كهنة الآل كونه "العلم اللدني" الناتج عن أهل العصمة، حتى أنه قيل "إنا نهاب نصوص يحيى (أي المُضل إلى العكفوية) كما نهاب نصوص القرآن"، وقد كان رد الحِميّري نشوان تعجباً وتهكماََ من ذلك، بالقول "إذا جادلت بالقرآن خصمي***أجاب مجادلاً بكلام يحيى"!.
ولا غرابة بذلك، فـ منهجهم قائم على الطعن في نساء الرسول (عائشة وحفصة)، ونشأتهم الإمامية مرتكزة على توصيف أبناء الأرض بالتحلل والانحراف والفساد الأخلاقي، ونظرة أئمتهم البغيضة منطلقة بأنهم أوعية لحفظ بيضة الدين والأخلاق، وبأن كافة الأقطار والشعوب المحيطة في حالة تفسخ ورذيلة، وبأن الخروج من العزلة ومغادرة بوتقة الجهل تعتبر تهديداً للدين والهوية وإباحة للمجتمع. كما أن تلك الشناعة ليست فقط في أطراف مستنقعات كتبهم المنتنة، بل ان جزء من منشوراتهم وأدبياتهم (منتدى الشباب المؤمن)، تشير إلى أن سموم الشيطان تسري في أوساط المجتمع اليمني، ورياح الرذيلة والميوعة تهب في أرجائه. إضافة إلى ذلك، عندما تهرب أبو صريعهم من لقاء رئيس الدولة -حينها- وغادر إلى نشور، صرح ابنه في إحدى الصحف المناصرة إن سبب ذلك "الفساد والرذيلة المنتشرة في العاصمة السياسية وما حولها"!. أما خطابهم اللا ديني في نشراتهم وكتيباتهم، فإنها تنص على "أن من لم يولد عكفياً متشيعاً لكهنة الآل، فهو يولد مأبوناً كون الشيطان يدخل إصبعه في ..."!.
ولا دهشة من ذلك، فـ نظرتهم الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية، وصولاً لأمثالهم الشعبية الدارجة، جلها موجهة ضد أبناء الشعب اليمني، وتسعى إلى التقليل من شأنهم، والانتقاص من منزلتهم، والطعن في أعراضهم، والنيل من أمجادهم، وسحق ذواتهم؛ بل إنها تُستخدم كذلك في تصفية الأبطال الأحرار المناوئين المجابهين لمكرهم وخبثهم وخداعهم!.
والمفاجئة ليست بذلك، فهم معروفين بسفاهتهم وبذاءتهم ورداءتهم ودناءتهم؛ ولكن المعضلة تتمثل بحجم الصدمة المتداولة، وردة الفعل الكبيرة التي كشفت بأن الكثير- من العكفة - في حالة تنويم "كهنوسلالي"، لا يعرفون ما في بطون كتب الكهنة، ولا يدركون أدبيات السلالية، ولا يفطنون منهجيات الكهنوتية، ولا يفقهون وسائل وأدوات القفازات القذرة. أما اللامنطقي واللاعقلاني (والجنوني)، أن تجد من طُعن في شرف أعراضهم يعملون عبيدا لدى أسيادهم الطاعنين لهم، ويعتبرون بيادق بأيدي الكهنة لمحاربة إخوانهم من أبناء جلدتهم.
قبل الختام، نود تذكير من يُطلق على نفسه دكتورًا وعضو رابطة علماء اليمن، بأن حَمِيّة العكفة (الذي تطعنون بعفة وحرية جداتهم)، جعلتهم يتطايرون في شوارع إيطاليا لملاحقة المصور؛ وذلك غَيْرَة على نساء ومحظيات الإمام البغيض، والتي خرجت الصحف الإيطالية تصفهن بـ "أنهن من أظرف نساء الدنيا وأكثر اتقاناً لفن المغازلة، وأنهن يفقن فتيات باريس، وأنهن يغازلن الشبان الإيطاليين من النوافذ كما يغازلن العكفة"، وذلك كلام مشيناً ومعيباً لا يرتضيه ولا يقبله نهائياً أي يمني من أحفاد سبأ وحِميّر!
ختاماً، تُعرف الأشياء بالمغاير لها، وتُفسر الكلمات بأضدادها، فـ "الشريفة" تضاد بـ الساقطة، و"الحرة" تضاد بـ الجارية التي تم عتقها. وقد خرج البعض ينادي بحرق تلك الكتب، والأولى أن يضرم بالأفكار، ويشعل بالموروث، ويكوى المنظور، ويلفح المستقر الأساسي لكل تلك (الرؤوس الخبيثة النتنة). لذا، أمام أحفاد سبأ وحِميّر إرث كبير وحمل ثقيل؛ لمراجعة وفحص وتبيين مستنقع الموروث الفاسد المتعفن، -ولا بد- من حل كافة تلك الإشكاليات والمعضلات من جذورها!.