برّان برس- وحدة التقارير:
مساء الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول 2024، تلقى الطالب عبدالكريم مفلح الحاضري، اتصالاً هاتفياً من وزير التربية والتعليم في الحكومة اليمنية المعترف بها، طارق سالم العكبري، هنأه خلاله بحصوله على المركز الرابع على مستوى الجمهورية والأول على مستوى محافظة مأرب، في اختبارات الشهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2023– 2024.
كان الوزير العكبري، يريد خلال الاتصال، أن يتحدث إلى والد الطالب عبدالكريم، ليثني عليه على جهوده في تعليم ابنه، ووقوفه خلف هذا التفوق، إلا أنه تفاجأ بأن والد عبدالكريم توفي قبل 7 سنوات.
برّان برس في ضيافة التفوق
“برّان برس”، زار الطالب “عبدالكريم”، إلى منزله في مدينة حريب (جنوبي محافظة مأرب)، وهنأه بتفوقه، وأجرى معه لقاءًا صحفيًا، عن شعوره بالتفوق، وكيف حققه، ودور أسرته، ورسالته لكل من تعاون معه في مسيرته التعليمية.
بسعادة غامرة وابتسامة تعلو محياه، عبر “عبدالكريم” عن سعادته لحصوله على المركز الأول على مستوى محافظة مأرب، والرابع على مستوى الجمهورية اليمنية في القسم العلمي بمعدل 99,38%. معتبرًا هذا “انجاز عظيم بالنسبة لي”.
منذ بداية الثانوية العامة، قال عبدالكريم إنه سخّر جميع قدراته ووقته في التعليم، واصفًا لتك الأيام بأنها كانت “مليئة بالجد والاجتهاد”.
وهو يقوم بذلك، كان يؤمن أن “مرحلة الثانوية العامة هي مرحلة البناء والعطاء”، ويدرك أنها “مرحلة بناء الشاب علمياً”، ولهذا كان يعتقد أن عليه “عند دخوله الثانوية أن يكون مستعد، وأن يكثف جهوده وأن يجتهد ويثابر”.
مسيرة تفوق
تفوق “عبدالكريم” ليس جديدًا، فمنذ التحاقه بالمدرسة من الصف الأول ابتدائي وحتى الثالث الثانوي لم يتنازل عن المركز الأول، ولهذا يقول عبدالكريم، لـ“بران برس”: “كنت أحصل على الدرجة النهائية لدرجة أني عندما أبشر أسرتي بتفوقي لا يكون مستغربًا لديهم، ويبدو شيء مألوف ولا يحتاج إلى تكريم واحتفال”.
هذا التوفق، لم يكن مفاجئًا حتى لعبدالكريم نفسه، فقد كان واثقًا من نجاحه لأنه وفق قوله “دخلت الاختبارات الوزارية وخرجت منها بتاريخ 18 يوليو، وأنا أعرف مستواي”.
لم يتوقف الأمر عند ثقة “عبدالكريم” في التفوق، بل كان يعرف حتى الخطأ البسيط في إجابته على أحد الأسئلة، والذي كلّفة نصف درجة من الدرجة الكاملة، لتأتي النتيجة النهائية كما توقعه، يقول لـ“بران برس”: “كنت أتوقع أن أحصل على 99,25 وجاءت النتيجة أفضل مما توقعت”، وهذا برأيه “يدل على دقة ومصداقية وزارة التربية في النتائج وجودة معايير التصحيح”.
جوائز
شارك “عبدالكريم” في العديد من المسابقات، وحصل على المركز الأول في الدورة الثانية من مسابقة جائزة محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة، عام 2020، والمركز الأول في مسابقة مادة الكيمياء للصف الثاني ثانوي على مستوى المحافظة، وعدد من المسابقات العملية الأخرى وحصل فيها على المركز الأول.
وبفضل نبوغه كانت مدرسته تحصد المركز الأول في كل المسابقات التي يشارك فيها، باستثناء مسابقة الملتقى العلمي في العام 2023 حصلت على المركز الثاني على مستوى المحافظة.
الله ثم الأم
وراء كل نجاح داعم ومساند، ويعود الفضل “بعد الله سبحانه وتعالى” في نجاح “عبدالكريم” وتفوقه إلى والدته، فهي وفق قوله “السند الأول لي بعد وفاة أبي رحمه الله”.
كانت أم عبدالكريم، “تبذل كل جهدها وطاقتها ووقتها، وسخرت كل ما لديها في سبيل تعلمي وتفوقي”، يقول الطالب المتفوق، مضيفًا لـ“بران برس”، أنها كانت تهتم بتعليمه “اهتمامًا كبيرًا جداً”.
“الأم هي الأساس وهي صانعة الرجال”، يقول “عبدالكريم” في حديثه لـ“بران برس”، مستدركًا: “رغم أن أمي كانت أمية، إلا أنها كانت تهتم بالتعليم، وتدرك أهميته، وكان لها الدور الأول والأكبر والأبرز في نجاحي وتفوقي”.
أسرة محبّة للعلم
يعيش “عبدالكريم”، في أسرة تحب التعليم، وتشجع عليه، وتسخر كل قدراتها في دعم التعليم، وفوق هذا يقول: “أنا الأمل الوحيد لأسرتي، كون أبي وإخواني حرموا من التعليم، ولم يكملوا دراستهم بسبب اغترابهم خارج الوطن”، ورغم هذا يضيف أنهم “أدركوا أهمية التعليم، واهتموا بي اهتمامًا كبيرًا”.
وقبل كل هؤلاء، يقول عبدالكريم: “أبي رحمه الله كان مهتم جداً بتعليمي”، وبعد وفاته في العام 2017، أهتم بتعليمه “جميع أفراد أسرتي أمي وأخواني وأخواتي وأقاربي وأخوالي أيضاً وعلى رأسهم خالي حسين المسلماني، وأمي تقوم بمثابة الأب والأم والأخ”.
الحرب والتعليم
لم تكن مديرية حريب، بمعزل عن الحرب المدمّرة التي شهدتها البلاد، وفي القلب منها محافظة مأرب، فقد كانت جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب قد سيطرة على المدنية بعد اجتياحها للعاصمة صنعاء أواخر 2014.
في مارس/آذار 2016، استطاعت قوات الجيش تحرير حريب من قبضة الحوثيين، قبل أن يعاودوا السيطرة عليها في العام 2021، ومن ثم يتم استعادتها مطلع العام 2022، وهو ما أثّر على العملية التعليمة بالمديرية.
هذه الأحداث دفعت الكثير من المعلمين ذوي الخبرة والكفاءة إلى النزوح، وفقدت المدارس العديد من الكوادر الإدارية المتميزة، وهذا ألقى بظلاله على الطلاب خصوصاً في المرحلة الثانوية، وبرأي الطالب عبدالكريم، فإن “النقص في الكادر التدريسي يؤثر جداً على العملية التعليمية”.
ورغم أن “التقويم الدراسي الطويل متعب جداً”، وفق الطالب عبدالكريم، إلا أنه برأيه “مهم ومفيد للتعلم واستكمال المنهج”.
تهنئة لشركاء النجاح
لا تقتصر الفرحة على “عبدالكريم”، بل شملت شركاء نجاحه وتفوقه، والذين وجّه لهم تهنئة عبر “بران برس”، وهم: “أسرتي أولاً وفي مقدمتهم أمي، سندي الأول وأساس نجاحي، وثانياً معلميني في مدرسة الثورة شركاء النجاح وصناع المستقبل، وهم: مدير مدرسة الثورة الدكتور أحمد عطية حسين، ومعلم القرآن الكريم والتربية الإسلامية خالد عبدربه عذبان، واللغة العربية علي بن علي الحداد، واللغة الانجليزية مهيب المقطري، والرياضيات عمر محمد عبدالله الحاج، والفيزياء عايد عبدالعزيز الصلوي، والكيمياء اكرم المشولي، والأحياء محمد الراجحي”.
وضمن المعلمين الذين لم يدرسوا عبدالكريم بغرفة الصف، ولكن كان لهم فضل في نجاحه، وفق قوله، ذكر “معلم مادة الأحياء سالم خميس النجار، وموجه مادة الكيمياء بمكتب التربية والتعليم بمأرب إبراهيم دينيش، ومعلم مادة الرياضيات حمود عبدالله شارد، شاكرًا المدير السابق للثانوية علي عبدربه عويضان.
معلمون عبر الويب، كان لهم بصمات في تفوق “عبدالكريم، الذي أهدى عبر “بران برس” تفوقه إلى أستاذ يعيش خارج محافظة مأرب، وهو الأستاذ محمد الدوكري، والذي يقدم دروسًا علمية لمادتي الفيزياء والرياضيات عبر قناته على يوتيوب (قناة صديق الطالب)، والتي قال إن الطلاب يستفيدون منها، موجهًا لنصح طلاب الثانوية بمتابعتها.
شكر لداعمي
في حديثه لـ“بران برس”، توجه الطالب المتفوق عبدالكريم، بالشكر والتقدير لمحافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة، على “دعمه واهتمامه بالتعليم”، شاكرًا وزير التربية والتعليم، طارق العكبري، ونائبه الدكتور علي العباب، ومدير مكتب التربية والتعليم السابق في حريب الأستاذ سالم بن صالح العقيلي، ومدير مدرسة الثورة الدكتور أحمد عطية حسين، والأستاذ عبدالله بن صالح الأكسر.
وتوجه بالتقدير والعرفان “لكل من يدعم التعليم، ويشجع عليه، وله بصمات في نجاحه”.
احتفاء شعبي
منذ إعلان النتيجة، تلقى الطالب عبدالكريم الحاضري، سيلاً من التهاني والتبريكات من داخل الوطن وخارجه، بمناسبة تفوقه. كما استقبل هدايا رمزية من عدد من الوجهاء والشركات التجارية والمصرفية.
لحظة اجراء وزير التربية مكالمة مع الطالب الحاضري الأول علي مستوي الجمهورية قسم علمي #اليمن#بران_برس #مأرب #اليمن #yemen #marib pic.twitter.com/d9E1m3291U
— بران برس (@brranpress) September 8, 2024
وعبر “بران برس”، توجه “عبدالكريم”، بالشكر لكل من هنأه وبارك له “سواء باتصال أو تقديم هدية وعلى رأسهم وزير التربية والتعليم الأستاذ طارق سالم العكبري، ووكيل أول وزارة الداخلية اللواء سالم عبود، والقائم بأعمال مدير عام مديرية حريب الأستاذ مسفر صالح الصادر العقيلي، والشيخ عبدالله ناصر الخراز، ورجل الأعمال محسن الخضر، والأخ محمد صالح ناجي مهدي واخوانه، ومدراء المدارس وكل الأهل والأساتذة”.
بطاقة تعريفية:
- الطالب عبدالكريم مفلح عبدالله عمر الحاضري، من أبناء مديرية حريب محافظة مأرب، من مواليد 10 أكتوبر 2005.
- تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة 30 نوفمبر بمدينة حريب، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدرسة الثورة بالمدينة ذاتها. حاز المركز الأول في جميع مراحله التعليمية منذ دخوله المدرسة في العام 2012.
- حصل على المركز الأول على مستوى محافظة مأرب والمركز الرابع على مستوى الجمهورية اليمنية في امتحانات شهادة الثانوية العامة القسم العلمي بمعدل 99,38%.
- نشأ في بيئة تدعم التعليم وتشجع عليه وترعرع في أسرة تهتم بالتعليم كثيراً وتسخر طاقاتها في سبيله رغم حرمانها منه.
- رغم فقدانه لوالده في العام 2017، وعمره 12 ربيعاً، والفجوة الكبيرة التي تركها، إلا أن عبدالكريم، ظل حاضراً في المركز الأول، فقد قامت والدته بمقام الأم والأب ولم تدخر جهدًا للحفاظ على مستواه الدراسي في عهد والده.