|    English   |    [email protected]

مأرب.. قلعة الصمود تفضح أكاذيب المعتدين وتكتب تاريخًا جديدًا

الأربعاء 18 سبتمبر 2024 |منذ شهرين
جميل عزالدين

جميل عزالدين

في خضم الحرب الحوثية الانقلابية على الدولة، برزت مأرب كرمز للصمود والتحدي، حيث تصدت وتتصدى بشجاعة وبسالة لمحاولات مليشيا الحوثي المتكررة للسيطرة عليها،  رغم الادعاءات المتكررة من قبل إعلام المليشيات المزيف، بأنهم سيطروا على مأرب أو اقتربوا من ذلك، بيد أن  الحقيقة على الأرض تقول غير ذلك؛ فمأرب تواصل دحر المعتدين وتحقق الانتصارات. 

الأكاذيب والواقع

منذ بدء الحرب الانقلابية في العام 2014، سارع إعلام المليشيات الإرهابية، إلى  الترويج لسقوط مأرب، وتصوير انتصارات وهمية، لا وجود لها إلا في أحلامها، ففي كل مرة تحشد فيها المليشيات، وتسعى للهجوم على مأرب، محاولة السيطرة على قلعة اليمنيين العتيدة، كانت تنتهي معاركها العبثية بهزيمة نكراء، وخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفي كل مرة تعود عناصرها من على تخوم المدينة جثثًا هامدة داخل صناديق الموت، تاركين وراءهم أوهام السيطرة والهيمنة ليكونوا عبرة لمن يعقل .. وعلى الرغم من كل خسائر المليشيات، تواصل التلاعب ونشر الأكاذيب لنصر لم ولن يتحقق، لأن الحقيقة الواضحة كالشمس هي أن مأرب بلدة طيبة، لا تقبل الخبائث، ولن يدخلها يومًا شذاذ الآفاق وعديمو الأخلاق من عبيد فارس وأذيالها، فكل ما فيها ومن فيها عربي يمني أصيل يأبى المذلة ولا يركع لغير الله، ورجالها أولو قوة وبأس شديد، رجال رحماء فيما بينهم أشداء على المرتزقة، والعملاء، رجال طلقوا الدنيا ثلاثًا واشتروا بدمائهم الآخرة، رجال هجروا ملذات الدنيا الفانية دفاعًا عن دينهم وأرضهم وأعراضهم، رجال افترشوا الصحاري، والتحفوا البرد كي ننعم وأولادنا بدفء الوطن. جاعوا هم وأولادهم، لنشبع نحن وأولادنا، ضحوا بحياتهم كي لا نركع إلا لله، ولا نخضع لمتسيد يرى في نفسه ابن الإله .. نعم إنهم رجال يسعون للشهادة، ليعيش الشعب حرًا أبيًا، يقدمون أرواحهم فداءً للجمهورية، وسقوط أحفاد الإمامة الجدد، يسقون بدمائهم الزكية تربة الوطن لتثمر ديمقراطية وعدالة، يعبدون بجماجم الأعداء دروب العودة لكل نازح ومعتقل ومشرد، ولذلك لن تطأ أقدام المليشيات أرض مأرب، ولو جاؤوا بفارس كلها، معممين بعمائم وهم الاصطفاء؛ بل ستطهر صنعاء وكل شبر من يمن العروبة من رجسهم. 

مأرب: رمز الصمود الوطني

مأرب الحصن المنيع للجمهورية اليمنية، والدرع الذي يحمي البلاد من السقوط في يد المشروع الحوثي المدعوم إيرانيًا.. هذه المدينة التي تجمع بين تاريخ حضاري تليد، وموقع استراتيجي مهم، أضحت اليوم، قبلة الأحرار والثوار والجمهوريين، ومأوى النازحين، وملاذ المشردين، الذين يرفضون الخضوع للهيمنة والتبعية.. 

مأرب .. معركة الهوية والمستقبل

المعركة في مأرب ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي جزء من صراع أكبر على هوية ومستقبل اليمن، في ظل مساعي مليشيا الحوثي المرتهنة للأجندة الإيرانية، تحويل البلاد إلى ولاية تابعة لطهران، بينما يقف المدافعون عن مأرب في وجه هذا المشروع، مؤكدين أن اليمن لن يكون إلا لأبنائه الأحرار.

دعوة للصمود والثبات 

في مرحلة استثنائية تمر بها بلادنا، تتوجه أنظار الشعب نحو الأبطال والجيش الوطني  في مأرب، ورغم التحديات، فإن عدالة القضية التي يحملونها تجعل النصر حتميًا،  فيا رجال الجيش الوطني، ويا أبناء مأرب العظماء، يا أحرار اليمن الشرفاء، أيها الجمهوريون أيها الشامخون شموخ جبال هيلان اصبروا وصابروا وثبوا وثابروا، فعلى صخرة صمودكم ستتحطم أحلام الملالي وأذنابهم من بقايا الأبناء، وثقوا أن النصر حليفكم فأنتم العدل، وهم الظلم، أنتم الخير وهم الشر، أنتم الحرية وهم الاستعباد والاستبداد، أنتم الحق وهم الباطل، ولا يمكن للباطل أن يهزم الحق، أنتم أمل الجمهورية والجمهوريين، والفجر المنتظر لكل المقهورين، والمنفيين والمشردين والنازحين والمعتقلين، وأنتم المستقبل المرجو لشعب ينتظر الفرج والخروج من ظلمات الإمامة إلى نور الجمهورية والحرية .. 

فيا أشرف من أقلت الصحراء وأظلت السماء يا جبالًا تقف على الجبال ، بكم تشمخ الرؤوس، وعن بطولاتكم تحكى الملاحم  والدروس، ومن أيديكم فليشرب الغزاة المنايا كؤوس، مرغوا أنفوهم بتراب الوطن الذي خانوه ولا تلتفتوا، لأقوال المرجفين، ولا يهزنكم تقاعس المتخاذلين، الذين تناسوا أو نسوا واجباتهم تجاهكم ولهثوا وراء مصالحهم وإرضاء سدنتهم، وأرباب نعمتهم، وثقوا بالله وحده وبشعب يقف معكم في السراء والضراء، ويرى فيكم صمام أمنه وأمانه، وعزته وكرامته، فأنتم حاضره وكل مستقبله.