برّان برس:
قال الفريق علي محسن الأحمر نائب رئيس الجمهورية اليمنية السابق، الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول، إنه نفذ “مهمةً عسكرية وطنية”، في العام 2014م، بمن تبقّى من الفرقة الأولى مدرع بعد اعتزاله العمل العسكري لعام ونصف، في “معركةٍ وحيدة للدفاع عن صنعاء”، وقف معه حينها “كوكبةٌ من خيرة شباب اليمن وأطهرهم وبعضاً من رجال البلاد ورفاق السلاح".
جاء ذلك في تدوينة نشرتها صفحته الرسمية على منصة “إكس”، بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة الـ26 من سبتمبر، رصدها “برّان برس”، قال فيها: “واجهنا المخاطر التي طالما واجهتْنا في معارك الفداء الوطني، واستشهد 274 شاباً من خيرة أبناء اليمن وجنوده وضباطه، في معركة الدفاع عن الوطن وفي عمق العاصمة صنعاء”.
وأشار إلى أن معركة الفرقة الأولى مدرع والمنطقة العسكرية الشمالية الغربية والوحدات المساندة لها من الجيش والأمن “لم تكن في جولات المواجهة مع هذه العصابة في صعدة وغيرها، معارك تخص شخصٍ بعينه أو فئة بعينها، أو خصومات وملفات للاستغلال، كما روّج لذلك المُبْطلون.
وأردف: “كانت المواجهة والإقدام والتضحية لأجل أحلام الأمة اليمنية وخوفاً من مصير مجهول يرتقبها إذا انكسرت سارية العلم الجمهوري واستُهدفت ثورة سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وأهدافها الغالية”.
ولفت إلى أنه “رغم مرور 62عاماً من عمر ثورة 26 سبتمبر، إلا أن هذا الحدث التاريخي واللحظة الفارقة تترسخ كل يوم في ذاكرة ووجدان اليمنيين الأحرار، باعتبارها لحظة مجد وشموخ أعادت لليمني اعتباره واعتزازه بنفسه وحضوره بين الأمم".
وأشار إلى مصادفة احتفالات الشعب بهذه الذكرى مع مرور عشر سنوات، وصفها بـ “كئيبةٍ ومظلمة” على يمن الإيمان والحكمة، منذ سقوط وتسليم العاصمة صنعاء لـ“عصابة التدمير والدجل الحوثية في يوم الانتكاسة يوم 21 سبتمبر 2014م”، وفي لحظة غفلة وتغافل من قوى اليمن الحاكمة والمعارضة، حد قوله.
وأضاف: “كم سخر البعض وكاد البعض الآخر، حين كنا نحذر ونُنذر بأن الإمامة تريد العاصمة صنعاء، وتريد إعادة حكم الإمامة العنصرية البائدة بعد أن تحرّر الشعب منها، وبعد عقود من العيش في ظلال الحرية والجمهورية والديمقراطية، وبشّر الكثير من المخدوعين بالمستقبل الواعد لحكم هذه العصابة الإجرامية الزاخر بالعدالة والمساواة والاستقلال الموهوم والعيش الرغيد”.
واكد الفريق الأحمر أنه تم “تمكين جماعة الحوثي من العاصمة صنعاء بإمضاء مختلف القوى والمكونات، بحيادٍ أو ضعفٍ أو انحيازٍ أو صمتٍ واضح، وبعد عقد من الزمن، ها هي الشعارات المكذوبة التي روّجت لها هذه العصابة وبائعي الوهم والمخدوعين بها، تتساقط واحدة تلو الأخرى في ظل ما تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرتها”.
وأضاف: “لم يصل اليمنيين إلى حالةٍ من البؤس والبطالة والحرمان مثل التي وصلوا إليها اليوم، سوى في فترتي الإمامة البائدة والحالية اللتان جُبلَتا على أكل السحت ونهب أموال الناس وحقوقهم”.
وأردف: “لم تُنتهك السيادة اليمنية في تأريخ الجمهورية مثلما انتُهكت اليوم، حيث باتت الطاعة العمياء لملالي طهران هي السائدة، وحيث أصبحت صنعاء حوزةً إيرانية، شعاراً وممارسة ووجوداً حقيقياً ومعنوياً، ووصولاً إلى عربدة طائرات الكيان الصهيوني في الأجواء اليمنية، وهو مالم يحصل عبر تأريخ اليمن سوى في مرحلتي الإمامة السابقة واللاحقة أيضاً.”
وأشار إلى أن “الأمل يلوح في الأفق مع الوعي الكبير الذي يتخلق لدى شباب اليمن وشاباته بثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر والـ22 من مايو، وماذا تعنيه هذه الثورات والمحطات لحرية اليمني وازدهار وبناء اليمن” .
وتطرق “محسن”، إلى “احتشاد اليمنيين في مقاومة الحوثيين عقب انتكاسة صنعاء وكيف شكلت بارقة أمل بدءاً من تأسيس مطارح مأرب عقب انتكاسة صنعاء والمقاومة الشعبية في تعز وعدن والساحل الغربي ولحج والضالع والجوف وشبوة وأبين والبيضاء وبقية المحافظات والمناطق الأبية، وبدعم من تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية”.
ودعا لأن تكون المرحلة الحالية والمستقبلية مرحلة تعزيز للحمة الوطنية ووحدة الصف، والتسامي على الجراح ونسيان الخلافات التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه.
وأشار النائب السابق، إلى أن “الإستهداف الحوثي الإمامي لسبتمبر وأكتوبر سيظل قائماً، وبالتالي فإن الحل الوحيد يكمن في سبتمبر وأكتوبر أيضاً، في مقاومة محاولات إلغاء وتشويه أهداف الثورة اليمنية الشماء”.
وشدد على ضرورة “العمل على تعزيز مكانتها وغرس قيمها في نفوس النشء والجيل في المدارس والمعسكرات وكل المحاضن التربوية والتعليمية، بما يعيد لليمن سعادته وسيادته واستقراره، ويغسل ما ألحقته هذه الحقبة من تشوهات وأمراضٍ أليمة على كل فئات أبناء الشعب وفي مختلف مناحي الحياة”.
ويحتفل اليمنيون، غدا الخميس، بالعيد الـ61 لقيام الجمهورية وسقوط النظام الامامي في اليمن في 26 سبتمبر/أيلول 1962. ومع دخول أول أيام شهر سبتمبر/أيلول، سارع اليمنيون إلى تزيين صفحاتهم على مختلف منصات التواصل الإجتماعي، بشعارات وأهازيج ثورة 26 سبتمبر.
ومنذ الانقلاب على الشرعية، تحولت الذكرى السنوية لثورة 26 سبتمبر إلى مناسبة يعبر من خلالها اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين عن رفضهم للانقلاب وحكم الجماعة، ومطالباتهم بإسقاطه واستعادة النظام الجمهوري، ويتهمون هذه الجماعة “بالعمل على طمس معالم هذه الثورة وحضورها في مناهج التعليم، وفي مختلف وسائل الإعلام".
ويعتقد يمنيون أن جماعة الحوثي تعيش رعباً حقيقياً؛ لأنها تعلم أن غالبية كبيرة من اليمنيين تنبذ أفكارها وطريقتها في الحكم؛ ولذا قامت برفع العلم اليمني في ميدان السبعين الشهير في صنعاء، إلى جانب اللوحات التي تحمل شعار “الثورة الخمينية” بغرض امتصاص النقمة الشعبية؛ لكن الجماعة عادت ومنعت بيع العلم من محال الخياطة، كما نفَّذت حملة ملاحقة للنشطاء الذين يدعون للاحتفال بهذه المناسبة.