مأرب.. ألق سبتمبر
وليد الراجحي
تعيش مأرب عرساً وطنياً بزخم يتصاعد كل عام، يأخذك عنوة نحو الثورة السبتمبرية الأم.
مدينة تنفث روح سبتمبر من جديد،وتصنع زخمه الثوري.
كل شيء في مأرب يأخذك نحو سبتمبر الثورة، زخم المظاهر السبتمبرية، الممزوج بجمال المدينة، رونقها، نهضتها، تقاليدها الرسمية والشعبية.
هناك اغاني أيوب الوطنية"دمت ياسبتمبر التحرير " تملاء الأثير، تصدح في أرجاء المدينة.
يحيط بك سبتمبر يطوقك، في البيت والمدرسة، في الوجدان، إنه في كل مكان، وكأن سبتمبر بعث من جديد.
هناك في قلب برآن تجد روح الفضول، تردد " هذه الأرض التي سرنا على
صهوات العز فيها وأتينا
وملكنا فوقها أقدارنا
ونواصيها فشئنا وأبينا
أبدًا لن تنتهي فيها انتصاراتنا
إلا إذا نحن انتهينا"
تقف هذه المدينة بحلتها الزاهية تستقبل العيد الوطني٢٦سبتمبر ،١٤أكتوبرو٣٠نوفمبر بإصرار عظيم وعزيمة لا تلين، يرفرف العلم الجمهوري في كل ربوعها لا شريك له.
تعكس المدينة ألق ٢٦سبتمبر في نفوس الشعب.
هذا البهاء السبتمبري، هو روح ثورتنا، وصورة من صورها، انها صورة التحرر والانعتاق من ظلمات الإمامة والكهنوت، التي خضبت الشعب بالقطران قديما،وتخضبه باللون الأخضر لترى عبوديته لها.
في هذه المدينة ترى الصورة الجمعية للوطن، في كل بقاعها، يتشاركون النضال، والتضحية، واحياء المناسبات الوطنية، كما تشاركوا الدفاع عن الجمهورية والكرامة، كما يجسد الاحياء خارطة اليمن، ايضا هناك تجسد خارطة اليمن وتفاصيل الجغرافيا، مقبرة الشهداء.
لا تمثل مارب اليوم جغرافيا معينة أو تيار بذاته إنها مزيج من كل شيء جمهوري وحدوي وطني، عروبي، كما تمثل أهمية لليمن ايضا تمثل أهمية في كونها بوابة الجزيرة العربية.
إنها مأرب ذاكرتنا التاريخية،وكما احتفظت بهذه الذاكرة لالاف السنين، ايضا هي تحتفظ بكل جميل ومعروف ودور شاركها هذا الصمود الأسطوري لتصبح مدينة الجمهورية والاحرار والثوار.
لا تنسى دماء النجدة العربية التي امتزجت بالدم اليمني.
وكأني بعملاق الفن الحضرمي كرامة مرسال يطربنا على شاطئ الذكريات التقينا.. لنحكي حكايات شعـبٍ مجـيد.
فاصبحَ كُل الذي قـد حـكيـنـا ..عهوداً على صدر عهدٍ جديد.
هـنـا فـي بـلادي أرى وحــدة ً
على نورِها يهتدي السائرون
لتـجـعـلَ من حـاضـري جـنـة ً
على ارضِها يُسعَدُ الكادِحون
و ترُسمَ في مبسمي فـرحـة ً
بها ينتشي كـل قلبٍ حـنـون
فإن!
بادروني..
بـــهــــذا الســــؤال:
لمن قد وهبت الحياةَ ! لمن؟
لـقـلـتُ بــصــوتٍ..يـهــزُّ الـجبـــــال..
لـــــهــــــا
القلب و الروح
أرضــي الــيــمــن.
يرقد على مقربة سد مأرب الشهيد البطل السبتمبري علي عبدالمغني، وعلى امتداد الطريق الواصل بين الضريح والمدينة، تجد صور الشهداء متصلة لتعانق ارواح شهداء معركتنا اليوم، روح الشهيد، لتؤكد واحدية المعركة.
الحضور السبتمبري في المظهر والجوهر، والعزيمة والإصرار في هذه المدينة، يقول على لسان محمد مرشد ناجي
أنا الشّعبُ زلزلة ٌعاتية
ستُخمِد نيرانَهمْ غضبتي
أنا النّصرُ لأحراري، غداة الحشرِ في أرضي.. أنا الشعب.
أنا الماضي، تيقظت أرى مصرع آلامي.
أنا الحاضر، أحلامي على مفرق أيامي.
أنا المستقبل الزَّاحف في أرضي.. أنا الشعب.
يقف خلف كل تلك الصورة الثورية والجمالية والنضالية روح سبتمبر وابطالها المخلصين.
لقد صنعت هذه الصورة وهذا الحضور لمأرب الأيادي البيضاء التي عملت في احلك الظروف تحت نيران المدافع وقذائف الدبابات، واستهداف الطيران المسير.
انها جهود العيون الساهرة التي تحفظ أمنها واستقرارها في اقسى الظروف.
إنها شهادة صدق القائد، وصورة حنكته، التي تمكنت من العبور في زمن التعثر والشتات،والدمار
السلام على مأرب، وعلى أهلها ،وسلطانها وسلطتها وكل من فيها.
سبتمبر مجيد أيها الاحرار يا من اعدتم وهج الثورة وحفظتم الجمهورية.
سبتمبر مجيد