|    English   |    [email protected]

سارية العلم

الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 |منذ شهر
يحيى الثلايا

يحيى الثلايا

لقد كان عبدالرب الشدادي هو سارية العلم الجمهوري التي لم تسقط ولم تنتكس رايتها حين سقطت كل الرايات. 

حارس البن في وادي سبأ، التبع والمكرب والقيل السبأي الذي كانت بحة صوته وقسمات وجهه تشبه اليمن في أبهى صورتها وأنقى لقطاتها.

الفريق الركن عبدالرب بن قاسم الشدادي، الذي لا زالت مارب تتنفس من رئتيه وستظل اليمن كلهل تنبض بحب الفارس الشهيد.

منذ استشهاده ومع حلول كل ذكرى،  تتوشح مارب صورة إبنها وحارسها وبطلها كل مرة وتتردد في ارجائها أصداء صوت حارسها الفذ في ذكرى رحيله.

حيث تمر اليوم في مارب، تواجهك صورة حارس الجمهورية وقائد جيش الجمهورية الجديدة عبدالرب بن قاسم الشدادي.
لم يكن عبدالرب مجرد ضابط ولا قائد منطقة او مؤسس جيش.

استشهد عبدالرب .. بعد طول انتظار ..
لقد ظل طويلا حاملا منيته على راحتيه يطارد الشهادة حتى نالها.

وما كان لعبد الرب الشدادي ان يموت الا شهيدا، فالاشجار تموت واقفة ..

انتمى عبدالرب الشدادي في بداياته العسكرية إلى مدرسة ووحدة قائده البطل الشهيد العميد حميد القشيبي في عمران، وهناك تزاملا في كل جبهات الفداء والبطولة والتأهيل.

كان العميد القشيبي هو سور صنعاء وحين سقطت عكازه شهدنا سقوط البلاد وارتباك القادة.
أما عبدالرب فقد اختار المجد كل المجد، وكانت مارب محرابه ومعراجه التي تفوق فيها التلميذ على كل معلميه وقادته.

في العام 2016 وفي ذكرى الثورة المجيدة كان عبدالرب الشدادي هو أول من أوقد شعلة الثورة المجيدة التي أطفأتها السلالة في صنعاء، قبل أن يؤول قداح سبتمبر إلى المكرب اليماني سلطان بن علي العرادة الذي صار يشعلها ويمنحها زيت الخلود في كل موسم.

ومنذ ذلك الحين ظلت ولازالت شعلة مارب تتوهج لتنير كل البلاد.

مات الشدادي شهيدا بعد ان اختار لنفسه صفة "بطل الجمهورية الثانية"
لقد اوقد الشدادي شعلة النصر بيده وبندقيته ..
واوقدها بدمه الزكية الطاهرة ..
ولم يكن عبدالرب الا سليل اسرة بطولة واستشهاد، ابتداء بشقيقه ومعلمه الفذ والبطل سالم بن قاسم الشدادي، وليس انتهاء بولده النجيب سيف بن عبدالرب.

السلام عليك يا ابا سيف وعلى العبدية وبني شداد وكل مارب واحرار اليمن الاشاوس.