
بران برس - وحدة الرصد:
بعد حصارٍ متواصل استمر لساعات، واستهدافه بمختلف أنواع الأسلحة من قِبل عناصر تابعة لجماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، أفادت مصادر محلية في محافظة ريمة (غربي اليمن)، أمس الثلاثاء، بمقتل مدير دار تحفيظ القرآن بمديرية السلفية، الشيخ صالح حنتوس.
ووفقًا للمصادر التي تحدثت لـ"بران برس"، فإن مقتل الشيخ حنتوس جاء بعد مقاومته لحملة حوثية، أعقبها وصول تعزيزات كبيرة تضم عشرات الأطقم المدججة بالمسلحين. كما أُصيبت زوجته بجروح خطيرة، ولم يتسنّ التأكد من وفاتها حتى لحظة إعداد التقرير.
وقبيل إعلان مقتله، ظهر الشيخ حنتوس في تسجيل صوتي اطّلعت عليه "بران برس"، مرحّبًا بالشهادة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "من قُتل دون ماله وعرضه فهو شهيد"، مؤكدًا تعرضه للظلم والاستهداف الممنهج من قِبل الحوثيين.
الواقعة أثارت موجة استنكار عارم، وسط إدانات متوالية من الحكومة الشرعية، والأحزاب السياسية، والهيئات الدينية، التي وصفت الجريمة بـ"الوحشية"، معتبرة إياها شاهدًا جديدًا على الطابع الدموي والطائفي للجماعة الحوثية، وسعيها لتكميم الأفواه وفرض مشروعها بالقوة.
ووفقًا لرصد أعده "بران برس"، حمّلت جهات حكومية ومسؤولون يمنيون جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن ما تعرض له الشيخ حنتوس، مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل العاجل لوقف جرائم الحوثيين بحق المدنيين والشخصيات الدينية والاجتماعية في مناطق سيطرتهم.
وقوداً لمعركة اليمنيين
الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أدانت بأشد العبارات الجريمة التي ارتكبتها جماعة الحوثي الإرهابية، بحق الشيخ صالح حنتوس وحفيده حمزة، عقب محاصرة منزلهما واستهدافه في مديرية السلفية بمحافظة ريمة.
وأشارت الحكومة إلى أن هذه الجريمة البشعة تضاف إلى السجل الأسود للانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي بحق المواطنين، في سياق سياسة ممنهجة للتنكيل والانتقام، تعكس نهجاً طائفياً وإرهابياً متجذراً في مشروعها الإمامي الكهنوتي.
وأكد مجلس الوزراء خلال اجتماعه الدوري في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، برئاسة "سالم صالح بن بريك"، رئيس الحكومة، أن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق اليمنيين الرافضين لمشروعها القمعي لن" تمر دون عقاب".
من جانبه، أكد وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الايرياني، أن الشعب اليمني لن يقف صامتاً أمام هذه الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الحوثيين بحق أبنائه، وأن دماء الأبرياء لن تذهب هدراً، بل ستزيد اليمنيين إصراراً على مواجهة هذه الجماعة وإسقاطها.
وأعرب الأرياني في تصريح صحفي عن ادانته بأشد العبارات الجريمة الوحشية التي ارتكبتها جماعة الحوثي الإرهابية بحق الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في محافظة ريمة، وأسرته.
وأوضح أن هذه الجريمة جاءت بعد قيام الجماعة بإغلاق دار القرآن الكريم في مديرية السلفية، الذي كان الشيخ حنتوس يديره منذ ثلاثة عقود، وإحراق محتوياته من الكتب، في محاولة لطمس الهوية الدينية الوسطية للمجتمع اليمني وفرض مشروعها الطائفي المستورد من إيران.
وشدد على أن هذه الجريمة تعكس التناقض الصارخ في سلوك جماعة الحوثي التي تتاجر بالقضية الفلسطينية وتزايد بشعارات "نصرة غزة"، بينما تمارس القتل والإرهاب بحق اليمنيين، وتواصل تدمير حياة المواطنين ومصادرة حقوقهم، خدمة لمشروع إيراني توسعي يستهدف أمن اليمن واستقراره وهويته الوطنية والدينية.
ودعا وزير الإعلام اليمني، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة هذه الجريمة، واتخاذ مواقف واضحة وحازمة تجاه هذه الانتهاكات، والتحرك العاجل لتصنيف الحوثي منظمة إرهابية عالمية، وتجفيف منابع تمويلها، ودعم جهود الحكومة الشرعية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الذي يقف خلف معاناة الشعب اليمني.
وفي السياق ذاته أكد التكتل الوطني للأحزاب و المكونات السياسية اليمنية، أن هذه الجريمة تُجسد النمط المتوحش الذي تنتهجه جماعة الحوثي في استهداف الأبرياء، وتفجير المنازل، وترويع المجتمعات المحلية، في تحدٍّ صارخ لكل القوانين الدولية والقيم الإنسانية.
وطالب التكتل المنظمات الحقوقية، والأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك العاجل لتصنيف الجماعة كـ" منظمة إرهابية"، وفرض عقوبات رادعة على قياداتها، والتدخل الفوري لإنقاذ المصابين ورفع الحصار عن المنطقة.
وحمل التكتل جماعة الحوثي وداعميها المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، مؤكداً أن دماء الشيخ صالح حنتوس وسائر الشهداء ستظل وقودًا لمعركة اليمنيين الكبرى من أجل إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وبناء يمن العدل والمواطنة.
حرمة الدين والعلماء
وفي بيان لها، نعت وزارة الأوقاف والإرشاد، الشيخ صالح حنتوس، والذي قتل في جريمة وصفتها بـ"الغادرة والبشعة"، بعد أن تعرّض منزله ومسجده في مديرية السلفية لحصار وهجوم مسلح نفذته جماعة الحوثي.
وقالت الوزارة في بيان النعي إن الشيخ حنتوس، وهو رجل في السبعين من عمره، أمضى حياته في خدمة كتاب الله، وتعليم الأجيال، والإصلاح بين الناس، وكان مثالًا للعلم والخير والتقوى، لكنه لم يسلم من مضايقات وتضييق الحوثيين الذين أمعنوا في استهدافه حتى اغتالوه بدم بارد، في جريمةٍ راح ضحيتها أيضًا عدد من أفراد أسرته، وسط حالة من الذعر والرعب سادت المنطقة.
وأضاف البيان أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق العلماء والدعاة، مؤكدة أن الجماعة "لا تراعي حرمة لدين ولا توقيرًا لعلماء"، وتسعى لإسكات الأصوات الحرة وبثّ الخوف بين الناس، ضمن مشروع طائفي دخيل يستهدف تفريغ المجتمع من المصلحين.
وحملت الوزارة جماعة الحوثي كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية عن هذه الجريمة، مشيرةً إلى أن "مثل هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم"، وأنها دليل جديد على الطابع الإرهابي والعدواني لهذه الجماعة.
وختمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن استهداف العلماء والدعاة لن يثنيهم عن أداء رسالتهم، بل سيزيدهم إصرارًا على مواجهة المشروع الحوثي المتطرف، سائلةً الله عز وجل أن يتقبل الشيخ حنتوس في عداد الشهداء، وأن يلهم أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.
وحشية الاحتلال
وفي سياق الموضوع، أكد مجلس المقاومة الشعبية في محافظة ريمة، أن دم الشيخ "صالح حنتوس"، أستاذ القرآن الكريم في مديرية السلفية، لن يذهب هدرًا، وهو في ذمة كل يمني، وأن الحساب على هذه الجريمة الحوثية قادمٌ لا محالة.
وقال المجلس في بيان، إن الشيخ حنتوس ارتقى شهيدًا، وهو يدافع عن نفسه وعِرضه وكرامته ومنزله، في وجه ترسانة حوثية مدججة بالسلاح والجبن، حاصرته في منزله وقصفته بوحشية لا تشبهها إلا وحشية الاحتلال الصهيوني.
وأضاف البيان أن الشيخ حنتوس قاوم المعتدين الحوثيين ببسالة نادرة، ورفض الاستسلام رغم الحصار المحكم والقصف العنيف الذي طال منزله، لأنه كان يعلم أن الجماعة الإجرامية لا تأتي إلا للقتل، فقاتل حتى آخر طلقة، وارتقى كما يُحب الأحرار أن يرتقوا: شامخًا، عزيزًا، منتصرًا لكرامته
وأشار البيان إلى أن زوجة الشهيد شاركته الصمود، وأُصيبت وهي تعبئ له الذخيرة، في مشهد بطولي سيتناقله الأحرار طويلًا، وستخلّده الذاكرة الوطنية.
ودعا مجلس المقاومة الشعبية إلى النفير العام والاصطفاف الشعبي في محافظة ريمة، ردًا على الجريمة النكراء، التي تؤكد أن المشروع الحوثي يستهدف كل صوت حر، وكل بيت عزيز، وكل إنسان يأبى الخضوع والانبطاح.
كما طالب القوى الوطنية الجمهورية كافة بتحمل مسؤولياتها، والمضي نحو معركة وطنية شاملة ضد هذا المشروع الإمامي الدموي، الذي يُعيد استنساخ الاحتلال بأقنعة دينية وخطابات زائفة.
كما حث البيان الإعلاميين ونشطاء الرأي على توثيق الجريمة وفضح ممارسات جماعة الحوثي التي "تستتر خلف شعارات فلسطين بينما تمارس في ريمة وغيرها نفس الجرائم التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في غزة.
وفي السياق نعت قيادة السلطة المحلية بمحافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس، مشيرةً إلى أن جماعة الحوثي حاصرت منزله وأفراد أسرته منذ ساعات الصباح الأولى، قبل أن تشرع في قصفه بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأوضحت السلطة المحلية في بيان لها أن الشيخ السبعيني، الذي كرّس حياته لتحفيظ القرآن الكريم، واجه المهاجمين بسلاحه الشخصي ببسالة نادرة، حتى لحظة استشهاده، مسطراً موقفاً بطولياً سيبقى محفوراً في ذاكرة أبناء المنطقة.
وعدد البيان مناقب الفقيد، مشيراً إلى أنه عاش حراً كريماً ووقف بشجاعة في وجه الأفكار المتطرفة والدعوات الهدامة التي تتبناها جماعة الحوثي، وظل مدافعاً عن قيم الدين وحرمة بيوت الله ومكانة القرآن الكريم حتى لحظة استشهاده.
وحملت السلطة المحلية في ريمة، جماعة الحوثي الإرهابية كامل المسؤولية عن جريمة اغتيال الشيخ حنتوس، وسلامة أفراد أسرته، إلى جانب ما وصفته بـ"الانتهاكات الوحشية" التي رافقت الجريمة، من حصار وترويع للسكان، واستهداف لدار تحفيظ القرآن الكريم.
وأكد البيان أن ما جرى جريمة نكراء تضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات بحق الأبرياء، وتكشف عن طابعها العدواني تجاه الرموز الدينية والاجتماعية في اليمن.
جوهر الفكرة الجمهورية
ومن جانبه قال، حزب التجمع اليمني للإصلاح إن مقتل الشيخ "صالح حنتوس"، أحد أبرز أعمدة تعليم القرآن في محافظة ريمة، يكشف "هشاشة مشروع جماعة الحوثيين" ويعكس خوفها من "جوهر الفكرة الجمهورية" التي يمثلها الشيخ.
وذكر نائب رئيس دائرة الإعلام والثقافة في الحزب "عدنان العديني"، في تدوينة على اكس، أن "كتيبة مهام خاصة بكامل عتادها خرجت من صعدة إلى ريمة فقط لمداهمة بيت ريفي يقطنه شيخ مسن تجاوز السبعين مع نسائه وأحفاده"،
وشدد العديني على أن "هذه ليست مجرد جريمة بل مشهد صادم يفضح اختلال ميزان القوة بين حشد مسلح ورجل أعزل لا يحمل إلا وصيته"، مضيفاً أن الشيخ حنتوس "لم يكن منخرطاً في العمل السياسي بشكل مباشر، لكنه ظل يعمل في قلب الفكرة الجمهورية، معلماً للناس وصاحب رسالة تربّى على يديه أجيال من اليمنيين المؤمنين بأن الإنسان يولد حراً".
ووصف المتحدث باسم الإصلاح الشيخ صالح حنتوس بأنه "شهيد موقف"، مؤكداً أن استهدافه "رسالة اعتراف ضمنية من الكهنوت بأنه ما يزال مهزوماً أمام فكرة الجمهورية، وأن صوت الشيخ الحر أقوى من كتيبة كاملة".
جريمة بشعة
وفي سياق متصل، أدانت هيئة علماء اليمن، في بيان رسمي، الجريمة التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق الشيخ صالح حنتوس، واصفةً إياها بـ"الجريمة البشعة" التي تعكس عداء الجماعة الواضح للعلماء والدعاة وبيوت الله.
وأكدت الهيئة، أن هذه الجريمة تأتي ضمن "مخطط ممنهج" تنفّذه الجماعة الحوثية لاستهداف الهوية الدينية للشعب اليمني، عبر إسكات صوت العلماء والدعاة وبث الرعب في أوساط المجتمع، خدمةً لمشروعها الطائفي الدخيل.
وحملت الهيئة جماعة الحوثي "المسؤولية الشرعية والجنائية الكاملة" عن الجريمة، داعيةً إلى محاسبة المتورطين فيها، ومطالبةً القيادة الشرعية ومؤسسات الدولة ببذل المزيد من الجهود لحماية العلماء والدفاع عنهم.
كما طالبت الهيئة أبناء الشعب اليمني إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة هذا "العدوان الحوثي الغادر"، والعمل على تحرير ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، وإنقاذ المواطنين من ظلمها وبطشها.
رجل القرآن
بدوره، نعى البرلماني ورجل الأعمال اليمني، الشيخ" حميد الأحمر"، الشيخ صالح حنتوس، الذي استشهد عقب اقتحام جماعة الحوثي منزله في محافظة ريمة، واصفًا إياه بـ"الشهيد البطل ورجل القرآن".
وقال الأحمر في بيان له، إن "الجريمة الجبانة التي ارتكبتها عصابة الحوثي الإرهابية بحق الشيخ حنتوس وأسرته ليست سوى دليل إضافي على مدى إجرام هذه الجماعة، وتجردها من كل القيم الدينية والأخلاقية، وانتهاجها للطائفية البغيضة، وسلوكياتها الدخيلة على المجتمع اليمني".
وأكد أن هذه الجريمة تمثل برهانًا كافيًا على أن الحديث عن أي سلام مع هذه الجماعة لم يعد مقبولًا، مشددًا على أن "لا خيار أمام اليمنيين سوى تطهير البلاد من رجسها وفكرها المقيت".
سلوك اجرامي متأصل
أما عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي، قال إن الجريمة "النكراء" التي ارتكبتها الحوثيين بحق الشيخ صالح حنتوس، تعكس "السلوك الإجرامي" المتأصل في نهج الجماعة، وتكشف في الوقت ذاته عن حالة الخوف المتصاعدة التي باتت تعيشها الجماعة من الشعب اليمني.
وذكر العليمي في منشور له، إن حالة الهلع والهستيريا التي تدفع الحوثيين لملاحقة واعتقال الأحرار من أبناء اليمن، تكشف هشاشة الجماعة التي تتمترس خلف ترسانة من السلاح في مواجهة مواطن لا يملك سوى "المصحف والموقف".
وأضاف أن هذا التصعيد الجنوني في الاعتقالات والانتهاكات خلال الآونة الأخيرة يعكس "حالة انتقامية" تمارسها الجماعة بحق كل يمني حر يرفض الخضوع والخنوع.
وتابع: "رحم الله الشيخ صالح حنتوس وذويه الشجعان. لقد عاش معلماً حراً، ومات بطلاً شامخاً، ليؤكد لنا جميعاً أن الشعب اليمني لا يموت، وأن البطولة ما زالت تنبض في وجدانه".