|    English   |    [email protected]

قائد الشرطة العسكرية بمأرب لـ“برّان برس”: الشدادي واجه الحوثيين مبكّرًا برفقة القشيبي وعرف غدرهم وأحبط محاولاتهم للسيطرة على مأرب

الاثنين 14 أكتوبر 2024 |منذ ساعتين

برّان برس - خاص:

قال قائد الشرطة العسكرية مأرب، العميد الركن ناجي علي منيف، إن الفريق الركن عبدالرب الشدادي، واجه تمرّد جماعة الحوثي على الدولة منذ وقت مبكّر إلى جانب قائد اللواء 310 مدرع، وأحبط محاولاتها للسيطرة على محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن).

جاء ذلك في تصريح مصوّر لـ“بران برس”، تزامنًا مع الذكرى الثامنة لاستشهاد الفريق الشدادي، الذي قضى وهو يقود المعارك ضد جماعة الحوثي في مديرية صرواح غربي مأرب، بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016. 

وقال إن “الشدادي”، كان له “دور في قتال الحوثي والدفاع عن الجمهورية منذ وقت مبكر عندما كان قائد كتيبة في اللواء 310 مدرع بقيادة العميد الركن حميد القشيبي”، موضحًا أن شارك في القتال ضد التمرد الحوثي بعدة جبهات في محافظة صعدة، وجرح عدّة مرات.

وبعدها، قال إنه “تم تعيينه أركان حرب لواء في قوات الحرس الجمهوري، وقاتل ضد توسّع الحوثيين في مديرية حرف سفيان شمالي محافظة عمران، قبل أن ينضم لحماية المعتصمين السلميين في الثورة الشبابية عام 2011.

وفي العام 2012، قال إنه تم تعيينه قائداً للواء 312 في منطقة كوفل بمديرية صرواح، والذي وصفه بأنه كان حائط الصد الأول للدفاع عن محافظة مأرب، والتصدي للانقلاب الحوثي. موضحًا أن اللواء بقيادة الشدادي، واجه مليشيا الحوثي في فرضة نهم (شرق صنعاء)، وتصدى لها بعد محاولتها السيطرة على مديرية صرواح.

وحينها، قال إن الحوثيين تحججوا بأنهم لا يريدون اللواء 312، ولا يسعون للسيطرة على مديرية صرواح، وإنما يريدون إزاحة الشدادي من قيادة اللواء.

وبناء على رغبة جماعة الحوثي، قال العميد ناجي منيف، إن اللجنة الأمنية في صنعاء اجتمعت حينها وقررت إعفاء الشدادي من قيادة اللواء، وتم منحه إجازة مفتوحة. مضيفًا أن اللجنة الأمنية طلبت من الشدادي، “مغادرة اللواء وتركه”.

وقال إن الشدادي، غادر اللواء، وأكد للجنة الأمنية أن هدف الحوثي ليس الشدادي، وإنما السيطرة على اللواء وعلى مديرية، صرواح. كما أكد لهم حينها أن الحوثي لن يتوقف عن قتال الجيش والزحف على المحافظات اليمنية.

وبعدها، قال إن الشدادي، “غادر إلى مدينة مأرب، ولم يذهب بيته بل استأجر له بيت في المدينة، وظل يلتقي بالقيادات الأمنية والعسكرية والسياسية في المحافظة”. 

وحينها، قال: “كان يحث على الاستعداد لمواجهة الحوثي، وكان مستعداً، وأحبط كل محاولات الحوثيين الهادفة إلى السيطرة على مأرب”. موضحًا “أنه كان يعرف الحوثيين وغدرهم ومكرهم وأساليبهم في القتال”.

وتأكيدًا سبق وتحدث عنه “الشدادي”، قال “منيف”، إن الحوثيين بدأوا ذلك الوقت بالهجوم على اللواء 312 وسيطروا على مديرية صرواح”.

نهاية العام 2014، كان العميد منيف، مسافرًا، وحينها اتصل به “الشدادي”، وطلب منه “سرعة الحضور إلى مأرب”. وحينها قال “منيف”: “حضرت أنا والعميد عبدالغني شعلان، والعقيد الركن يحيى البحري، واجتمعنا به في بيته، وقال: أريد تأمين محافظة مأرب.

وأضاف: “أطلعنا على الخرائط والخطط العسكرية والأمنية التي أعدها، وقدم لنا شرحًا مفصلًا عنها، وكلفنا بتأمين المحافظة، ووزع المهام والخطط علينا”. موضحًا أن هذا كان “وهو لا يزال قائد اللواء 312 مشاة قبل تعيينه قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة” مطلع العام 2015.

وعن وضع المنطقة أثناء تولي الشدادي قيادتها، قال ناجي منيف إنها كانت “مفكفكة”، مضيفًا أن “اللواء 13 مشاة الذي يعد أحد أهم ركائز المنطقة كلف بمهمة في مفرق الجوف وانضمت كتائب منه إلى الحوثي بأسلحتهم وعتادهم”. وأيضاً اللواء 14 مدرع، قال إن “بعض منتسبيه انضموا إلى الحوثي، لكن قائده محسن الداعري، وقف إلى جانب الشدادي.

وحينها، قال “ناجي منيف”، كان “يتحتم على الشدادي، القيام بدور مهم، وهو إعادة بناء المؤسسة العسكرية التي أصبحت شبه خاوية، وكان له دور بارز في عملية إعادة البناء من خلال التنسيق بين القبائل والمقاومة الشعبية وبين بناء المؤسسة العسكرية وبين القتال في الجبهات”.

وقال إن الفريق الشدادي، “قاد معركة الدفاع عن مأرب من داخل المنطقة، ثم قاد معركة التحرير”، واصفًا إياه بأنه “مهندس التحرير”. مضيفًا أنه “هو من هندس معركة البلق، فقد كان يعرف مفتاح صرواح. وكان يقود المعركة بنفسه”. مضيفًا أنه “كان أول من اقتحم الطلعة الحمراء، واستمر يتقدم الصفوف إلى صرواح”.

وإضافة لذلك، قال إنه “شارك في معركة نصر3، وكان له دور بارز في تحرير فرضة نهم، التي كانت البوابة لدخول صنعاء من جهتها الشرقية”.

وميدانيًا، قال إن الشدادي، كان “يقوم بعملياته القتالية إلى جانب الجندي في الصف الأول”. وقبلها: “كان يشارك الأفراد في التخطيط للمعركة، وأحيانًا مع قادة السرايا والفصائل. يعد الخطط القتالية مع من هم في الميدان، ومن سيقومون بتنفيذها وينفذها معهم”.

وفي كل هذا، قال إنه “كان يركز على معرفة تضاريس أرض المعركة، ويدرسها بعناية دقيقة، ويستخدم ذكائه وخبرته المتراكمة في قتال الحوثي ويسخرها في خدمة المعركة”.

ومما تميّز به، وفق منيف، أنه كان يمتلك “تكتيكًا عسكريًا نادراً ما يستخدمه الآخرون، وهو الدفاع والتحول إلى الهجوم مباشرة. يستعد للمعركة ثم يظل يصد الهجوم أكثر حتى يظن العدو أنه منهك فيبدأ بالانقضاض على عدوه، ويحقق الانتصارات”، معتبرًا “هذا من حنكته ودهاءه”.

يحتفظ العميد ناجي منيف، بمواقف “كثيرة جداً”، مع الفريق الشدادي، كانت معه “منذ بداية دخولي إلى الكلية العسكرية”. فقد “كان أحد القادة العسكريين الذين استندنا عليهم في دخولنا إلى الكلية، وكنا نزوره كل خميس وجمعة، وكان يعزز من معنويتنا، ونعود إلى الكلية بهمة عالية”.

إضافة إلى “مواقف كثيرة في حماية الشباب في ساحة الحرية، ومواقف كثيرة في الأعوام 2014 و2015 و2016”. مضيفًا أنه “كان أب حنون وقائد محنك”.

وعن جوانب الاستفادة من الفريق الشدادي، قال العميد منيف: “استفدنا منه الكثير من الخبرات العسكرية والأخلاق الحميدة، وتعلمنا منه التخطيط للمعارك، وقيادتها، والاستفادة من الظروف والتضاريس في خدمة المعركة”. وإلى جانب ذلك قال: “تعلمنا منه الزهد والتقشف”.

وقال إن “الشدادي كان إنسان قبل أن يكون قائد”. مدللاً على هذا بقوله: “كنا نزوره في أشد المعارك ونجده يتكلم معنا في كل مجالات الحياة، وكأنه لا يمر بشيء”. 

وإضافة إلى ذلك قال: “كنت أزوره في بيته وأجده يداعب الأطفال أحفاده ويمازحهم، ولا كأنه ذلك القائد الذي يحمل هموم الجبهات والمعركة”. وكذا “عندما يجد المعاق كان يقف له في عرض الطريق وينزل إليه. أتذكر أنه كان يجلس معهم أمام بوابة المنطقة العسكرية، ويقضي حاجاتهم ويفتح مكتبه أمامهم”.

مواضيع ذات صلة