|    English   |    [email protected]

الجيش اليمني يتراجع إلى المرتبة الـ10 عربيًا.. ودراسة حديثة تحذر من محاولة دمج "المليشيات" ضمن قوامه

الجمعة 1 نوفمبر 2024 |منذ شهر
عرض عسكري للجيش اليمني - أرشيفية عرض عسكري للجيش اليمني - أرشيفية

بران برس:

أفادت دراسة حديثة، بأن الجيش اليمني تراجع إلى المرتبة العاشرة عربياً، بعد أن كان في المرتبة الرابعة قبل 10 سنوات، مشيرة إلى أنه اليوم يواجه تهديدات على صـعيد بنيتـه الداخليـة إضافة إلى مـخاطر خارجـية.

وبيّنت الدراسة الصادرة عن مركز المخأ للدرسات الاستراتيجية، اطلع عليها "برّان برس" بأن المؤسسة العسكرية تعيش حالــة من الانقســام والنزاع والانخراط فــي صراعــات داخليــة، يمنيــة يمنيــة، فضلاً عن تعرضهــا لعمليــة تحييد وتدمير ممنــهج من قبل أطراف خارجــية.

الدراسة، التي حملت عنوان "قلعة الوطن المتصدعة.. دراسة حول المؤسسة العسكرية في اليمن" أشارت إلى عدد من المخاطر والتحديات التي تؤثر علـى المؤسسة العسكرية اليمنية ورسالتها ومهامها ووظائفها وسلامتها ونجاح أدائها وخططها. 

وصنفت تلك المخاطر، بحسب الأهمية والحجم والانتشار والتأثير السلبي والانعكاسات المستقبلية، فكلما كانت تلك المخاطر ذات أهمية بالغـة، وذات حجم كبير، وانتشـار واسـع، وتـأثير سـلبي عميق، وانعكاسات مستقبلية ممتدة، كان معدل الخطورة عالياً جدا، وكلما انخفض مقياس هذه المعـايير أو معظمهـا أو بعضــها انخفض معدل الخطورة.

وأشارت أن من بين تلك المخاطر، اغتيـال القيـادات العسكريـة والأمنيـة، وإقالـة واستبعـاد عدد من القيادات مـا يـفرغ المؤسسـة العسكريـة والأمنية من القيـادات المؤهلـة والكـفؤة لصالح قـيادات يتم تسكينـها بديلاً عنـها وفق ضغوط أو مقايـضات سياسـية.

أما على مستوى الجنود، فهنـاك استـهداف لـلجنود كمـا أن هناك حرمـاناً لهم في الرواتب والأجور والمستحقات، فضلاً عن ضآلة رواتب وأجور الجنود، وإهمال أسر الشـهداء والمعـاقين من منتسبـي الجيش والأمن، وإهمـال معالجـة وعنايـة المصـابين والمعـاقين، وهو ما يزهد الكثير من الكوادر والكـفاءات من الانتـساب للجيش والأمن.

وفي موضوع الـقدرات والتسـليح والمعلومـات، أفادت ورقة مركز المخأ، بأن مـا جرى من تدمير لمـقدرات الجيش وبنـاه العسكريـة، وأسـلحته من طيران ودبابـات ومدرعـات ومدافـع وصواريـخ، وقواعده ومعسكراتـه، وأجهزتـه وراداراتـه المختلفـة، ومخـازن الأسـلحة والصواريـخ، مـع منـع وزارة الدفـاع ووزارة الداخليـة من شراء الأسـلحة والأجـهزة الحربيـة والقتاليـة والعسكريـة والأمنيـة، سـاهم فـي تـآكل حجم الــقدرات والإمكانــات والأســلحة والذخــائر.

وقالت إن ذلك يعد تــهديًدًا علــى قدرات الجيش العسكريــة وتمكنـه من حمايــة الوطن والدفــاع عنــه إزاء أي عدوان خارجــي أو احتلال أجنبـي، فضلاً عن أن هنـاك انكشـافاً لمعلومـات وبيانـات ومواقـع ومـعسكرات وقدرات ومخـازن وأسرار المؤسستين العسكرية والأمنــية.

وحذرت من الكيانات البديلة والمساعي في إيجـاد قوى موازيـة للجيش وللأجــهزة الأمنيــة ومناهضــة لوجودهمــا فــي المحافظــات المحررة، فضلاً عن محاولــة إدمــاج المليشيــات والمجاميــع المتمردة ضمن مؤسستــي الجيش والأمن، تــعد تــهديًدًا للمؤسســة العسكريـة والجيش، إذ تجعلهـا خاضعـة لولاءات وانتمـاءات خاصـة على حسـاب الشـعب والوطن.

ولفتت أن ذلك يسهم فـي تشويـه الهويـة الوطنيـة اليمنيـة لدى منتسبـي المؤسسـة العسكريـة والأمنيـة أو تأطيرها مذهبياً، أو مناطقياً أو عائلياً، أو حزبياً.

وخلصت الورقة، إلى أن المؤسسة العسكرية تعيش اليوم في أسوأ حالاتها، إذ بـاتت التحديـات والمخــاطر التــي تواجههــا تشمل عدًدًا من مرتكزاتهــا وقواهــا المفصليــة وبناهــا الوظيفيــة، مــا يعنــي قابلية تحلل الجيش والــقوى الأمنيــة تبعـًا لــه، وهذا بدوره سينــعكس علــى حالــة الدولــة والوطن والشـعب عمومـًا، ويخضـع اليمن لسياسـات الـقوى الخارجية فـي ظل الضـعف السـائد عــلى الأصعدة الاقتصادية والاجتماعــية والسياســية.

ووفق الورقة، إذا مـا استمرت هذه التهديدات حاضرة ومؤثرة علـى واقـع المؤسسـة العسكريـة أفراًدًا وأدواًرًا وبنـى وهيـاكل مؤسسيـة فـإن هذا سيـعرض اليمن لمخـاطر جمـة فـي المستـقبل علـى صـعيد الأمن والاستــقرار والوحدة.

الورقة التحليلية، خلصت كذلك إلى ضرورة إعــادة بنــاء الجيش والمؤسســة العسكريــة وفـق الرؤى الوطنيــة التــي خرج بهــا مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بعيًدًا عن أي محاصــصة أو توظيف أو تأطير مذهــبي أو مناطــقي أو حزبي.

إضافة إلى معالجة أوضاع الجيش على مستوى الانتساب والانتظام، والتدريب والتـأهيل، والتسليح والإعداد، والبناء التراتبي، والالتزام بدفع الرواتب والمستحقات بشكل سليم وثابت، عبر المؤســسة العسكرية، والعناية بالجرحى والمصابين وأسر الشهداء.

وشددت على إعادة تموضـع الجيش بمـا يـعزز وجود الدولـة والدفـاع عن الوطن، وجغرافيتـه وحدوده ومصالحـه القوميـة، وحمايـة الشـعب، مـع الـعمل علـى تسـليحه بشكل عـاجل بمـا يجعلـه الـقوة الوطنــية العلــيا، والــقادرة عــلى مواجــهة الــتهديدات الخارجــية والداخلــية.

كما شددت على ضرورة إنفـاذ الجوانب العسكريـة والأمنيـة التـي اتفـقت عليهـا الأطراف اليمنيـة فـي وقت سـابق، ودمـج جميــع الــقوات تحت مظلــة وزارة الدفاع، بمــا يحــفظ واحديــة المؤسســة العسكريـة ومرجعيــة الجيش، وبقائه يمني الانتـماء وطـني الولاء.

مواضيع ذات صلة