|    English   |    [email protected]

شركة حوثية مقرها “صلالة” تجنّد مئات اليمنيين للقتال في روسيا عبر “الإحتيال” (ترجمات)

الأحد 24 نوفمبر 2024 |منذ أسبوعين
مجندون يمنيون في الجبهة الروسية (وسائل التواصل) مجندون يمنيون في الجبهة الروسية (وسائل التواصل)

بران برس- ترجمة خاصة:

أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بتجنيد القوات المسلحة الروسية مئات الرجال اليمنيين للقتال في أوكرانيا، “من خلال عملية تهريب غامضة تسلط الضوء على الروابط المتنامية بين موسكو وجماعة الحوثي المتمردة”.

ونقلت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية “برّان برس”، عن مجندين يمنيين سافروا إلى روسيا، قولهم إنهم وعدوا بوظائف ذات رواتب عالية وحتى الجنسية الروسية. ولكن “عندما وصلوا بمساعدة شركة مرتبطة بالحوثيين، تم تجنيدهم قسراً في الجيش الروسي وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا”.

وقالت إن “ظهور مجموعة من المرتزقة اليمنيين في أوكرانيا يظهر كيف يجتذب الصراع بشكل متزايد الجنود من الخارج مع ارتفاع عدد الضحايا ومحاولة الكرملين تجنب التعبئة الكاملة”. 

وأضافت أن “جهد التجنيد اليمني يؤكد كيف أن روسيا، مدفوعة بمواجهتها مع الغرب، تقترب من إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها في الشرق الأوسط”. 

وحصلت الصحيفة على عقود قالت إن المجندين اليمنيين وقعوها مع شركة أسسها “عبد الولي عبده حسن الجابري”، وهو سياسي حوثي بارز، وتحدد وثائق تسجيل شركة الجابري المسجلة في صلالة بسلطنة عمان، أنها شركة سياحية ومورد تجزئة للمعدات الطبية والأدوية.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أمريكيين قولهم إن “التفاهم بين الكرملين والحوثيين، والذي كان لا يمكن تصوره قبل الحرب في أوكرانيا، هو علامة على مدى استعداد روسيا للذهاب لتوسيع هذا الصراع إلى مسارح جديدة بما في ذلك الشرق الأوسط”.

من جهته، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، إن روسيا تسعى بنشاط إلى إقامة اتصالات مع الحوثيين ومناقشة نقل الأسلحة، رغم أنه رفض تقديم تفاصيل أكثر. مضيفًا أن “هناك أفرادًا روسًا في صنعاء يساعدون في تعميق هذا الحوار”، وفق ما نقلته الصحيفة. 

كما نقلت الصحيفة عن رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، قوله إن روسيا أيضًا مهتمة “بأي مجموعة في البحر الأحمر، أو في الشرق الأوسط، معادية للولايات المتحدة”. مضيفًا أن “المرتزقة يتم تنظيمهم من قبل الحوثيين كجزء من الجهود الرامية إلى بناء روابط مع روسيا”.

وذكرت “فاينانشيال تايمز”، أنها طلبت من المتحدث باسم الحوثيين، التعليق على هذا الأمر إلا أنه “لم يستجب”. 

ولفتت إلى تصريح سابق في هذا الشهر، لعضو المكتب السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، أدلى به لموقع ميدوزا الإخباري الروسي، وقال فيه إن جماعته على “اتصال دائم” مع القيادة الروسية “لتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والجيش”.

وفي السياق، نقلت الصحيفة عن فارع المسلمي، الخبير في منطقة الخليج في “تشاتام هاوس”، قوله إن “قِلة من المرتزقة اليمنيين لديهم أي تدريب والعديد منهم لا يريدون أن يكونوا هناك”. مضيفًا أن “أحد الأشياء التي تحتاج إليها روسيا هو الجنود، ومن الواضح أن الحوثيين يقومون بتجنيدهم لصالحها”، واصفًا ذلك بأنه انفتاح على موسكو. وقال: “اليمن مكان سهل للغاية لتجنيد الجنود. إنها دولة فقيرة للغاية”.

وتعتقد “فاينانشيال تايمز” في التقرير الذي ترجمه “برّان برس”، أن تجنيد الجنود اليمنيين بدأ في وقت مبكر من شهر يوليو. وقالت إنها اطلعت على “عقد تجنيد مؤرخ في الثالث من يوليو/تموز، وقد وقع عليه رئيس مركز اختيار الجنود المتعاقدين في مدينة نيجني نوفغورود”.

وقدّر أحد المجندين، يدعى نبيل، والذي قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، إنها تبادلت معه رسائل نصية أنه كان جزءاً من مجموعة تضم نحو 200 يمني تم تجنيدهم في الجيش الروسي في سبتمبر/أيلول بعد وصولهم إلى موسكو”. موضحًا أن بعضًا من هؤلاء المقاتلين “متمرسين”، فيما لم يكن لدى الكثيرين منهم تدريب عسكري”.

ونقلت الصحيفة عن نبيل، الذي قالت إنه طلب عدم ذكر اسمه الحقيقي، قوله إنهم “خُدِعوا للسفر إلى روسيا ووقعوا على عقود تجنيد لا يستطيعون قراءتها”. مضيفًا أنه أغرته وعود العمل المربح في مجالات مثل “الأمن” و“الهندسة”، على أمل كسب ما يكفي لإكمال دراسته.

وبعد بضعة أسابيع، قالت “فاينانشيال تايمز” إن المجنّد نبيل، “احتُجز مع أربعة يمنيين آخرين وصلوا مؤخراً إلى غابة في أوكرانيا، مرتدين ملابس عسكرية عليها شارات روسية، ووجوههم مغطاة بأوشحة”. وقال: “نحن تحت القصف. 

وقال أحد الرجال في مقطع فيديو قالت “فاينانشيال تايمز” إنه تم مشاركته معها: “ألغام وطائرات بدون طيار وحفر مخابئ”، مضيفًا أن أحد زملائه حاول الانتحار وتم نقله إلى المستشفى.

وقال الرجال في الفيديو إنهم كانوا يحملون ألواحًا خشبية عبر غابة مليئة بالألغام، على ما يبدو لبناء ملجأ من القنابل. “لا نحصل حتى على خمس دقائق للراحة، نحن متعبون للغاية”.

وفي رسالة أخرى، أُرسلت بعد بضعة أيام، قالوا إنهم لا يرتدون ملابس شتوية. ونقلت الصحيفة عن عم نبيل الذي يعيش في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، إن ابن أخيه أصيب مؤخرًا وهو في المستشفى، لكنه لم يتمكن من مشاركة المزيد من التفاصيل.

ونقلت أيضًا عن يمني آخر اسمه “عبد الله”، قوله إنه “وُعِد بمكافأة قدرها 10 آلاف دولار و2000 دولار شهريًا، بالإضافة إلى الجنسية الروسية في نهاية المطاف، للعمل في روسيا في تصنيع الطائرات بدون طيار”.

وأضاف أنه عندما وصول إلى موسكو في 18 سبتمبر/أيلول، نُقل مع مجموعته بالقوة من المطار إلى منشأة في مكان يبعد خمس ساعات عن موسكو حيث أطلق رجل يتحدث باللغة العربية البسيطة مسدسًا فوق رؤوسهم عندما رفضوا التوقيع على عقد التجنيد، الذي كان باللغة الروسية. وقال: “وقّعت عليه لأنني كنت خائفًا، وفق ما نقلته الصحيفة. 

وبعدها، قال إنهم “وُضعوا في حافلات إلى أوكرانيا، وتلقوا تدريبًا عسكريًا أوليًا وأُرسلوا إلى قاعدة عسكرية بالقرب من روستوف، بالقرب من الحدود الأوكرانية”. مضيفًا أن العديد من أفراد المجموعة الأصلية من الوافدين لقوا حتفهم في أوكرانيا، حيث تم جلبهم إلى الحرب من قبل “محتالين يتاجرون بالبشر”. “كان كل ذلك كذبة”.

ووفق “فاينانشيال تايمز”، فإن شركة الجابري للتجارة العامة والاستثمار لم تستجب لعدة مكالمات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني تم إرسالها إلى العنوان المدرج في وثائق تسجيل الشركة. كما لم يكن من الممكن الوصول إلى الجابري، مؤسسها، على رقم هاتفه.

وأوضحت أن “الجابري سياسي بارز وعضو في البرلمان اليمني الذي انقسم في عام 2015 بسبب الحرب الأهلية، والتي انحاز خلالها إلى الحوثيين. مضيفة أنه لواء في فصيل الجيش المتحالف مع الحوثيين، وكان واحدًا من 174 من قادة الحوثيين الذين حكم عليهم بالإعدام غيابيًا من قبل محكمة عسكرية تمثل الحكومة المعترف بها دوليًا، في عام 2021 لدوره في الانقلاب الذي قاده الحوثيون في عام 2015.

ولفتت إلى أن الحوثيين أرسلوا وفدين رسميين على الأقل إلى موسكو هذا العام، حيث التقوا بمسؤولين كبار في الكرملين مثل ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الكرملين إلى الشرق الأوسط.

ونقلت عن دبلوماسيين أميركيين قولهم إن موسكو تقدم مجموعة من المساعدات للحوثيين، بما في ذلك بيانات الاستهداف لبعض عمليات إطلاق الصواريخ، وكانت تناقش مبيعات الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن المتقدمة، على الرغم من أن الخبراء يقولون إنه لا يوجد دليل على أن أي مبيعات للأسلحة قد تمت.

وقال “ليندركينج”: “لقد رأينا تقارير تفيد بوجود مناقشات حول [الصواريخ المضادة للسفن] وأنواع أخرى من المعدات الفتاكة التي من شأنها أن تزيد من ما يستطيع الحوثيون فعله بالفعل”.

وفيما يتعلق بتجنيد روسيا للمرتزقة اليمنيين، قال ليندركينج إنه رأى تقارير. وقال: “أود أن أقول إن هذا الأمر يقلقنا بالتأكيد”. مضيفًا “إنه جزء من هذا الاتجاه، وليس شيئًا من شأنه أن يفاجئنا بالضرورة”.

ووفق الصحيفة البريطانية، فقد أحال سفير اليمن في موسكو أحمد سالم الوحيشي، أسئلة وجهتها له حول تجنيد الجيش الروسي لليمنيين إلى الملحق العسكري بالسفارة، والذي قالت إنه “لم يستجب للمكالمات الهاتفية والرسائل”.

وقالت إن “عبد الله واحدا من 11 يمنيا سُمح لهم بمغادرة روسيا إلى اليمن عبر عمان في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك بفضل جهود الاتحاد الدولي للمهاجرين اليمنيين، الذي مارس ضغوطًا على الحكومة اليمنية بعد احتجاجات شعبية.

ونقلت الصحيفة البريطانية، عن رئيس مجلس إدارة الاتحاد، علي الصباحي، قوله “إن هذه قضية إنسانية توحد جميع اليمنيين، بغض النظر عن الانتماء السياسي”. مؤكدًا أن “مئات اليمنيين ما زالوا في روسيا”.

مواضيع ذات صلة