|    English   |    [email protected]

صدمة وخوف وتخوين.. كيف تعاطت قيادات الحوثي مع سقوط نظام الأسد في سوريا؟ (رصد خاص)

الاثنين 9 ديسمبر 2024 |منذ 3 أيام
سقوط نظام بشار الأسد سقوط نظام بشار الأسد

برّان برس - وحدة الرصد:

صباح اليوم الأحد 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أعلنت المعارضة السورية المسلحة، سيطرتها على العاصمة السورية دمشق، وسقوط الرئيس بشار الأسد، و"بدء عهد جديد" لسوريا.

جاء هذا بعد عملية عسكرية واسعة أطلقها قوات المعارضة السورية منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، وتمكنت خلال 13 يومًا من إنهاء حكم عائلة الأسد الذي امتد أكثر من 5 عقود.

هذا السقوط السريع والمدوّي لنظام الأسد، الذي يعد أحد أقطاب “محور الممانعة” التابع لإيران، شكّل صدمة لبقيّة الجماعات المسلّحة المنضوية ضمن المحور، وسط اتهامات لإيران بالتخلي عن حليفها الأسد بعد أيام من تخليها عن “حزب الله”.

يرصد “بران برس”، في هذه المادة تفاعل بعض قيادات جماعة الحوثي الموالية لإيران، والمصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، وكيف تعاطت مع سقوط الأسد في سوريا، وفرار قوات الحرس الثوري المساندة له.

خبط عشواء

من خلال تفاعلهم مع الحدث الذي هزّ المنطقة أظهر الحوثيون هشاشتهم الحقيقية، فقد مثّل لعديد من قيادات الجماعة ما يشبه الصدمة، حيث كانت تناولاتهم "خبط عشواء".

وهذا بخلاف ما دأبوا عليه في اختيار الألفاظ والمصطلحات التي درجوا عليها ضمن العمليات النفسية التي تندرج في إطار ما يدعى "محور الممانعة"، والذي تساقط تباعاً بدءاً من حزب الله اللبناني وليس انتهاء بنظام الأسد في سوريا كما يبدو.

وتشير التعليقات في مجملها أن الجماعة الحوثية مدعومة من إيران أضاعت البوصلة، ولا تدري إلى أين توجه سهامها الناقمة والساخطة في الآن نفسه.

حملة مضادة

في حين حشد الحوثيون "جوقتهم الإعلامية" للحديث عن سقوط الأسد، إلا أنهم أرادوا توجيه متابعيهم إلى حملة إلكترونية مضادة، تم الحشد لها في كل وسائل إعلام الجماعة، عن موضوع علّه ينسيهم عمّا يجري في دمشق ومدن سوريا الأخرى، وفق تعليقات مضادة.

ونشطت الكثير من المعرفات الحوثية بالحديث عن “جرائم أمريكا وإسرائيل في غزة”، إلا أن كثيرًا من النشطاء اعتبروه هروبًا من الإقرار بمّا ارتكبته قوات الأسد الأب والابن ضد السوريين، مؤكدين أن الكيان الصهيوني لا يفرق كثيراً عن ما يمارسه وتمارسه مليشيات إيران في المنطقة ومنهم الحوثيون الذين ما زالوا يتربصون باليمنيين.

مزاعم السلام 

في إطار التفاعلات، قال القيادي الحوثي “حسين العزي”، هو نائب وزير الخارجية السابق في حكومة الجماعة غير المعترف بها، إن "صنعاء (في إشارة لجماعته) تعمل للسلام وكأنه غداً، وتعمل للحرب وكأنها أبداً، والعالم وما يختار".

وأضاف "العزي” في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”: "لا شيء يوازي جاهزيتنا للسلام إلا جاهزيتنا للحرب".

وحاول القيادي الحوثي المقال، أن يظهر متماسكًا في توزيع التهم، واستخدام ألفاظ الحرب النفسية مستخدمًا مصطلح "المرتزقة" في وصف خصوم جماعته والذي درجت عليه جماعته منذ انقلابها على الدولة اليمنية بدعم إيراني أواخر 2014.

وقال متهمًا اليمنيين الرافضين لانقلاب جماعته بالعمالة لإسرائيل قائلًا: "من يتحرك بأوامر إسرائيل وخدمة لها هو عملياً يمكننا من نفسه ويعطينا وشعبنا كل المسوغات- ليس فقط لتأديبه- وإنما لإزاحته من المشهد كلياً بعون الله (دينياً ، وطنياً ، عروبياً ، إنسانياً ومصلحةً وتاريخاً الخ، نحن ملزمون وملتزمون بتحقيق ذلك إن شاء الله".

وقبلها، كان قد غرّد قائلًا: "من المبكر الإدلاء بأي رأي تجاه مستقبل سوريا، ولا أظنها ستتعافى في المدى المنظور، ثمة شبكة هائلة من التعقيدات فقسد والمعارضة وفصائل كثيرة (موتورة وثأرية) ولكل مشروعه الخاص".

وأضاف "نحن أمام مشهد ملغوم، بكل ماتعنيه الكلمة وفي أي لحظة قد يصبح أمن المواطنين في مهب الريح، نسأل الله ان يحفظ الشعب الشقيق".

قميص غزة

وفي إطار التفاعل الحوثي، غرّد القيادي الحوثي "أحمد مطهر الشامي"، قائلًا: "عجائب في سوريا، الجيش السوري يسلم المواقع دون مقاومة، والمعارضة تسلم المواقع دون مقاومة، لا نريد أن نستبق ولكن يبدو أن الحكام الجدد لا يعتبرون مواجهة إسرائيل أولوية.

ونقل خبرًا مزعومًا عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يفيد بأن "الجيش الإسرائيلي سيطر على جبل الشيخ السوري في الساعات الأخيرة دون مقاومة".

وعلّق على الخبر قائلًا: "إعلام العدو يؤكد دخول واسع لقوات جيش العدو بمرافقة دبابات إلى منطقة القنيطرة جنوب سوريا، نقولها بوضوح: فليعلن الحاكمون الجدد لسوريا الحرب على إسرائيل والدفاع عن غزة والجولان والقنيطرة، وسنكون سندا لهم".

ويأتي مطالبة الشامي لمعارضة سوريا بقتال إسرائيل، في الوقت الذين ما يزالون يبحثون عن رفاقهم المخفيين في سجون الأسد ويعملون على تأمين المناطق المحررة وحماية مؤسسات الدولة.

ادعاء العدالة

القيادي الحوثي "عبدالملك العجري"، لم يخف حزنه عن سقوط النظام السوري فغرد فجر الأحد بأبيات من قصيدة أحمد شوقي الذي يتحدث فيها عن دمشق.

وقال في تدوينة أخرى مخاطباً الحوثيين بأن يظلوا في مناصرتهم لغزة، "لا يستفزنكم تنكر من تنكر وانقلاب من انقلب موقفكم كان لله وفي سبيل أعدل القضايا الانسانية على الاطلاق ...".

من جهته، قال "نصر الدين عامر"، الذي عينته الجماعة رئيسًا لوكالة سبأ الخاضعة لسيطرتها: "سنبقى كما كنا مع غزة وفلسطين ومع من يقف معها ومعيار قربنا وبعدنا من أي طرف هو بمدى قربه وبعده منها".

ولاقت هذه التعليقات سخرية من قبل نشطاء يمنيون الذين ذكّروا الجماعة بجرائمها بحق اليمنيين، والتي قالوا إنها لا تختلف كثيرًا عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني بما فيها حصار المدن وتجويع السكان وتهجيرهم وقتلهم قصفًا وقنصًا على أساس عنصري.

تخوين لبشار

وأما القيادي في الجماعة "حميد رزق"، فقال: "واضح من خلال مجريات الميدان أن ما شهدته سوريا هو اتفاق إقليمي دولي على تسليم السلطة بدون قتال وانسحاب بدون معارك”. مضيفًا أن “بشار الأسد لم يكن له خيار غير التسليم بالأر الواقع واقتنع بتسليم السلطة بسهولة ويسر ".

فيما اتهم القيادي الحوثي "عبدالسلام جحاف" إيران صراحة، متهمًا بشار نفسه بأن له يداً بما حصل في لبنان، حيث تساءل قائلًا: "هل تخلى الحزب وإيران وروسيا عن بشار؟ ولماذا؟ هل التكهنات بأن بشار كان له دور في الأحداث الاخيرة بلبنان ؟ ما الذي يحدث؟.

وأضاف في تغريدة أخرى، "من الطبيعي أن يسقط هذا السقوط المخزي وبدون إطلاق طلقة رصاص، فقد سقط لأنه لم يهتم بشعبه لم يهتم بالجوعى والفقراء والبطالة ولم يهتم بالظروف القاسية للشعب السوري، بل أذاقه المر والقمع والقتل والظلم فكل ما حدث طبيعي جداً سواء كانت القوات المعادية إرهابية أو إجرامية".

وتابع موجهًا حديثه لبشار "كن ضد أمريكا أو ضد إسرائيل فهذا لا يعفيك من مسؤوليتك تجاه شعبك، فشعب سوريا ذاق القهر والجوع والتشرد في عواصم العالم وتلقى هذا الشعب من الظلم ما يفوق تخيلك فبعد مشاهدة بعض المقاطع حول ما يحدث في السجون من ظلم وما يحدث من قمع وإجرام تيقنت بأن الله لا يرضى بالظلم".

وبرأيه فإن "ما حدث كان نتيجة طبيعية لقهر الناس وإذلالهم ولا داعي للتباكي عليه وتقديمه بأنه كان عظيما فالعظيم حقا هو من يهتم بشعبه ويقدم مصلحة شعبه على مصالح الدول المتجاذبة ويضع وطنه رهينه تلك التجاذبات والمصالح فالشعب المقهور سيتحرك مع الشيطان لنيل حريته وكرامته واشباع بطنة فالجوع كافر كما يقال".

وفي غمرت التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، كان اللافت إشارة الكثير من النشطاء والمحليين السياسيين إلى الفصائل الإيرانية في العراق واليمن، باعتبارها الهدف التالي لشعوب بلدانها التي اكتوت بنارها وتدخلات إيران “الانتهازية”.

مواضيع ذات صلة