وليد الراجحي
قاومت غزة بشعبها وارضها الإحتلال الإسرائيلي، بصبر وثبات اسطوري، دوخت الاحتلال وداعميه، ونكلت بجنودهم والياتهم، أسقطت كل أساطير الجيش الذي لايهزم، وجعلت من الميركافا مسخرة أمام قذيفة الياسين محلية الصنع واجهزت على العشرات منها.
حطمت غزة بشكل مدهش كل تلك الأساطير، كشفت لشعوب العالم أجمع حقيقة اسرائيل وداعميها، أسقطت كل الشعارات والادعاءات، سوء الإنسانية أو المقاومة.
بقيت غزة وحدها تقاوم وسقط محور المقاومة وكشف شعاره الزائف، سقطت أقنعة الزيف، ومعها سقط كبار افاكي ادعاء النصرة وحقوق الإنسان.
تجمعت القوى الدولية على بقعة صغيرة مستوية الجغرافيا أشبه بملعب كرة القدم، يقطنها ٢مليون مواطن، وثلة من المقاومين الأبطال الذين مرغوا انوف كل تلك القوى الداعمة والمساندة بالتراب.
أعلن نتنياهو أن تحرير الأسرى لن يكون إلا بقوة السلاح، واعلنت المقاومة أن الافراج لن يكون إلا بشروطها حاولوا اجبارها تحت ضغط قوة القصف والحرق والحصار والتجويع، على أن تسلم الرهائن الأسرى، رفضت كل الشروط والاشتراطات، واخضعتهم لشروطها.
انتصرت غزة رغم الفاتورة الكبيرة من التضحيات، انتصرت للكرامة والعروبة والإنسانية، ولقنت الاحتلال درساً قاسيا..
انتصرت غزة على الاحتلال بشروطها، وانتصرت على المزايدين ومتلبسي القضية الفلسطينية العادلة بكشف حقيقتهم، انتصرت بكونها اعادت بعث القضية الفسطينية من جديد، واشعلتها في وجدان جيل، وأمة وضمير العالم.
لا يقاس النصر بالجغرافيا المحروقة، أو عدد الضحايا كما يرى البعض إن تلك الكلفة تعد خسارة، انتصرت غزة على الدعم العالمي للاحتلال، على كل أسلحة القوة العسكرية الحديثة، انتصرت على كل أجهزة الاستخبارات والتجسس العالمية، التي فشلت في تحديد مكان السنوار، وعجزت على مدى ١٥شهرا أن تعثر عن شبكة الانفاق، رغم ان طيرانها التجسسي لايبارح سماء غزة.
انتصرت غزة وهي تعري أخلاق الاحتلال الإسرائيلي وهو يدمر المستشفى المعمداني، واليمن السعيد وغيرها من المرافق الصحية، انتصرت غزة وهي تضع العالم في الصورة الحقيقية لإسرائيل وهي تقصف تجمعات المدنيين ومخيمات النزوح، انتصرت غزة وهي تسقط الصورة التي صنعتها آلة الإعلام الدولي عن اسرائيل، وشهد العالم حجم الكذب والتضليل، فسارع من خلال المسيرات الضخمة والوقفات والمواقف المناصرة لغزة والمنددة بإجرام ووحشية اسرائيل.
انتصرت غزة بمشاهد المقاومة الاستعراضية أيضا وهي بكامل هندامها، والتحام الشعب بالمقاومة.
غزة نصر وصمود وعزة