|    English   |    [email protected]

الأمم المتحدة في مهمة انقاذ الحوثيين مجددا

السبت 26 أبريل 2025 |منذ 4 أيام
وليد الراجحي

وليد الراجحي

تتحرك الأمم المتحدة عبر مبعوثيها كل مرة حينما يشتد الخناق على الحوثي، وتصمت تماماً في حال تحرك الحوثي عسكريا، ضاربا بكل شيء عرض الحائط.

يتحرك مبعوث الأمم المتحدة منذ أسبوع تقريبا للحديث عن سلام، في الوقت الذي فشل "هانس غروندبرغ" مجرد الحصول عن معلومة عن محمد قحطان المخفي في سجون الحوثي منذ ١١عام، أو أن يتقدم ومن سبقه من مبعوثي الأمم المتحدة خطوة في فتح حصار تعز، وغيرها.

يتزامن هذا الحراك للمبعوث مع الغارات الأمريكية، بعد أشهر من دخول قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية حيز التنفيذ، وما يتعلق به من إجراءات. كما تعيش الجماعة حالة من التخبط نتيجة الضغط  السياسي والعسكري والاقتصادي، وتدرك أن سقوطها وشيكاً.

تحركات مبعوث الأمم المتحدة في نظر اليمنيين مشبوه وهو بمثابة رمي طوق النجاة للحوثيين، وهو تحرك اعتادت عليه الأمم المتحدة عبر مبعوثيها في كل ازمة تخنق الحوثي، بالمقابل كل التحركات العسكرية وما صاحبها من انتهاكات جسيمة تغاضت عنها الأمم المتحدة ومبعوثيها طوال فترة الحرب، صمتت عن قصف مخيمات النازحين في مارب ومشاهد الفزع والهروب الجماعي من المخيمات جراء القصف المكثف الذي تعرضت له المخيمات، وهو ما يجعل اليمنيين يتهمون الأمم المتحدة ويصفون دورها بالمشبوه تارة وأخرى يعتبرونها من مكنت للحوثي ودافعت عنه، ولا تعد تلك  الاتهامات جزافية، بل مدعمة بالشواهد والشهود منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية والسيطرة على مؤسسات الدولة وشن حربا ضد اليمنيين في 2014م.

سهل مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر وصول الحوثي إلى صنعاء، من خلال اتخاذ إجراءات وتهديدات ضد خصوم الحوثي، تحت تهديد "العرقلة" أجبرت القوى السياسية على القبول بالحوثي في مؤتمر الحوار محتفظا بسلاحه، بل كان يجتاح المديريات والمدن، أثناء الحوار، منح جمال بن عمر الحوثي نصيب الأسد في مؤتمر الحوار الوطني، نسبة فاقت نسبة كبار الأحزاب السياسية اليمنية، وحينما اعترضت بعض القوى السياسية أشهر عصى "العرقلة" هددها بإدراجها في قائمة المعرقلين الذين صدر بحقهم قرار دولي.

مما نتذكر أن مليشيا الحوثي سيطرت على العاصمة صنعاء كان مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر في صعدة يتابع الاحداث جنبا إلى جنب مع عبدالملك الحوثي.

حينما كانت قوات الجيش والمقاومة على تخوم صنعاء، بعد تجاوز فرضة نهم فرضت الأمم المتحدة "كان ولد الشيخ مبعوثها إلى اليمن" هدنة قسرية دون مقدمات أوقفت التقدمات العسكرية في نهم، وخرقت المليشيات الهدنة بعد وصول أسلحة نوعية لها، وتغاضت الأمم المتحدة عن ذلك، وفعلا عثر الجيش على أسلحة حديثة الصنع وصلت للحوثيين، ودخول منظومة الصواريخ الحرارية، لتشتعل المعركة مرة أخرى.
حينما ضاق الخناق وتقدمت القوات المشتركة إلى الحديدة وفعلا دخلت أطراف المدينة فرض اتفاق اسكهولوم ولم يطبق منه إلا ما يعرقل تقدم القوات المشتركة، فيما ترك مارتن غريفيث الحديث عن تنفيذ بقية بنود الاتفاق بفتح الحصار عن تعز.

وقبل عام حينما اتخذت الشرعية قرار البنك المركزي في صنعاء، تحرك  "غروندبرغ" ليفرض اتفاق إيقاف قرار البنك، ومنع اي إجراءات لاحقة بهذا الخصوص. ومؤخرا عقب قرار الخزانة الأمريكية ودخوله حيز التنفيذ سمحت الأمم المتحدة بدخول شحنتي وقود للحوثيين إلى رأس عيسى.

كل تحركات مبعوثي الأمم المتحدة تأتي لإنقاذ مليشيا الإرهاب الحوثية.

هكذا تتحرك دوما الأمم المتحدة كلما ضاق الخناق على الحوثي.