|    English   |    [email protected]

إيران وعدوها الحقيقي

الاثنين 16 يونيو 2025 |منذ 12 ساعة
عبدالله الشندقي

عبدالله الشندقي

ظلت إيران منذ تأسيسها ترفع شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل، لكنها في الواقع كانت على علاقة جيدة مع أمريكا وإسرائيل من خلال اعتراف مرجعيتها بذلك وغيرها من الشواهد.

وكان العدو الحقيقي لها هم العرب والسنة، حيث ساقت الموت للكثير من العرب والسنة من خلال تصدير ثورتها إلى الدول العربية واحتلالها لأربع عواصم عربية، وبنت عقيدتها القتالية بناءً على ذلك، سواء لأذرعها في المنطقة أو لجيشها وأمنها، مؤمنة بأن العدو الحقيقي لها هم العرب والسنة.

ولهذا بنت تحصيناتها وترسانتها العسكرية والأمنية بناءً على هذا العدو.

أما إسرائيل وأمريكا، فهما حليفان من الباطن، وليست شعارات الموت إلا لافتة لكسب المغرر بهم من العرب وإخفاء هذه العلاقة.

ووفقًا لذلك، حافظت على نفسها من الاختراق الاستخباراتي العربي، وبنت منظومتها الدفاعية بناءً على قدرة التسلح العربي.

وبقيت آمنة من الجانب الإسرائيلي والغربي، وتعاملت معه كحليف صادق يجمعها معه أهداف وعدو مشترك.
وبالتالي لم تحصن نفسها من الاختراق الإسرائيلي الغربي، ولم تعتبر دخوله إلى طهران اختراقًا أمنيًا.

ولم تكن تظن يومًا أن تحصيناتها العسكرية ممكن أن تُضرب من قبل الحليف الذي جمعها معه مسار مشترك منذ دخول الخميني طهران على ظهر الطائرة الفرنسية، وسيطرته على إيران بمعاونة السلاح الغربي والضباط الأمريكيين الذين ظن العالم أنهم محتجزون من قبل الخميني.

فلما جاءت الضربة الإسرائيلية لطهران، كانت الصدمة التي لم يتوقعها النظام الإيراني، وتبينت هشاشة التحصينات العسكرية الإيرانية، وضعف الأمن القومي الإيراني، وحجم الاختراق المخزي للموساد الإسرائيلي لنظام طهران، الذي كان يأمن الجانب الإسرائيلي والغربي.

وكانت كل بنيته الدفاعية والتحصينية معدة ضد أي اختراق عربي فقط.

واليوم يختلف الحلفاء، واختلافهم لا يجعل العرب والسنة في مأمن، لأنه بالنسبة للعرب ستظل إسرائيل بمشروعها الاستيطاني وجبروتها العسكري وإيغالها في دماء الفلسطينيين عدوة للعرب والسنة، ولن يشفع لها محاربة إيران.

وستظل كذلك إيران بمشروعها التوسعي وتمتعها بقتل العرب السنة وتهجيرهم والتنكيل بهم عدوة لهم، ولن يشفع لها محاربة إسرائيل.

وفي ظل تسارع الأحداث وتداخل المواقف وتقاطع الأجندات وتوسع الصراع، قد تدخل المنطقة في دوامة لا يستطيع المجتمع الدولي المتحكم في المشهد اليوم احتواء هذا التوسع والسيطرة على دوامته والتحكم في مآلاته.

وستكون الدول العربية والدول الإسلامية في قلب هذا الصراع، وستكون لمآلات الأحداث الجديدة أثر كبير عليها.

وتكمن الحكمة في طريقة فهم الأحداث ومواكبة تسارعها واستباق مآلاتها لخدمة المنطقة والحد من المآلات الكارثية للأحداث.

وسيكون عامل الوقت مهمًّا جدًّا في الاستفادة من الفرص وتجنب ما أمكن من المخاطر، وتوجيه الحدث بحسب القدرة على فهم السرعة الزمنية للأحداث ونتائجها.