|    English   |    [email protected]

عملية “سرّية ومعقدة” لتهريب وإعادة وزير إسرائيلي اندلعت الحرب وهو في الخارج تثير غضبًا وانتقادات في إسرائيل

الاثنين 16 يونيو 2025 |منذ 5 ساعات
وزير الهجرة الإسرائيلي، أوفير سوفر وزير الهجرة الإسرائيلي، أوفير سوفر

برّان برس:

كشفت وسائل إعلام عبرية، الاثنين 16 يونيو/حزيران 2025، عن تفاصيل عملية “سرية ومعقدة” لتهريب وإعادة وزير الهجرة الإسرائيلي، أوفير سوفر، الذي قالت إن شرارة الحرب مع إيران اندلعت وهو في زيارة لأذربيجان، لحضور ندوة شبابية هناك، ما استدعى تنفيذ العملية لإعادته خشية تعرضه لانتقام عناصر إيرانية.

وقال الإعلام العبري إن العملية كانت معقدة؛ لأن مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب مغلق منذ إطلاق العملية الحربية، حيث نقل "سوفر" إلى اليونان بطائرة مدنية في رحلة اكتنفتها السرية، ثم نُقل بطائرة أخرى إلى مدينة لارنكا القبرصية، ومن هناك بقافلة سيارات دبلوماسية إلى ليماسول، قبل نقله إلى إسرائيل بقارب خاص استأجرته الوكالة اليهودية خصيصاً له، ولعدد من قادتها.

وأضافت أن “سوفر وصل إلى شواطئ حيفا في وقت كانت تشهد فيه قصفاً بالصواريخ الإيرانية؛ فطوَّقت قوات سلاح البحرية القارب عدة ساعات، حتى هدأ الهجوم، ودخل الوزير إلى الميناء ومنه إلى بيته في الجليل”.

وينتمي “سوفر” لحزب "الصهيونية الدينية" الذي يقوده وزير المالية اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش. وكان قد توجَّه إلى أذربيجان للمشاركة في ندوة للشباب اليهودي، نظمتها الوكالة اليهودية هناك، يوم الجمعة.

وحسب مقربين منه، أصيب سوفر بالصدمة عند اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران فجر اليوم نفسه، واستغرب من عدم إبلاغه بالأمر قبل سفره، وعبَّر عن امتعاضه من أعضاء المجلس الوزاري المصغر الذين صدَّقوا على الحرب بكل تفاصيلها، دون أن يفكروا فيه أو يثنوه عن السفر؛ خصوصاً أن الندوة المذكورة كانت حدثاً محدوداً يسهل تأجيله، أو على الأقل الاعتذار عن عدم مشاركة الوزير فيه.

وأشار المقربون منه إلى أن أذربيجان دولة مجاورة لإيران، وتعج بالمواطنين الإيرانيين، وأن وجود وزير إسرائيلي فيها ومشاركته في نشاط علني كهذا يعرضه للخطر. ومع ذلك، لم يكلف أحد في أجهزة الأمن، أو حتى رئيس الحزب سموتريتش، نفسه، عناء إخباره بأن زيارته ستكون محفوفة بالمخاطر.

ولكن وسائل الإعلام أشارت إلى أن سموتريتش، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بدأوا نشاطاً مكثفاً لإعادة سوفر إلى إسرائيل. وتولَّت المخابرات في أذربيجان مهمة حمايته، فحظرت خروجه من الفندق إلى حين إتمام خطة العملية السرية لإخراجه من البلاد.

ولفتت إلى أنه في الوقت الذي وصل فيه “سوفر”، كانت تدور صراعات متوترة بين وزارتَي المواصلات والمالية حول وجود 150 ألف مواطن إسرائيلي في الخارج، بينهم شخصيات عامة، ورؤساء سلطات محلية، وأصحاب مناصب حساسة في الجهازين العام والأمني.

وقد طلبت وزيرة المواصلات إعادتهم بجسر جوي على نفقة الدولة، باعتبار أنهم علقوا في الخارج بسبب قرار الدخول في حرب. لكن سموتريتش رفض تخصيص التمويل، بدعوى أن تكاليف العودة “جزء من الثمن الذي يجب أن يدفعه الشعب، في حرب غايتها حماية أمن إسرائيل”.

وتفادياً لإطالة هذا النقاش، رتَّب الجيش إعادة الشخصيات الأمنية الحيوية باستخدام طائرات نقل عسكرية. ولكن عندما تكشَّف أن “سموتريتش” لم يتردد في تمويل عودة وزير من حزبه، رضخ لطلب وزارة المواصلات ووافق على تمويل الجسر الجوي.

تلك العملية السرِّية التي كشفتها وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الاثنين، أثارت أيضاً انتقادات واتهامات للحكومة بإهمال المواطنين العاديين.

وتعمل وزارة المالية حالياً على تمويل جسر جوي لإعادة نحو 150 ألف سائح إسرائيلي منتشرين في شتى أصقاع الأرض، وينتظرون العودة، وسط قلق من خطر التعرض لأعمال انتقامية.

وفي وقت مبكر من صباح الجمعة 13 يونيو/حزيران، أعلنت قوات الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة عسكرية وُصفت بـ"الاستباقية"، حملت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع في إيران، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين. 

وردًا على هذه الضربات، شنت القوات الإيرانية مساء الجمعة سلسلة هجمات بأكثر من 200 صاروخ جوي استهدفت مناطق متفرقة في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أكثر من 63 آخرين، وفقًا للإسعاف الإسرائيلي.

مواضيع ذات صلة