نظام إيران.. الفراغ المزعوم والواقع المأمول

عبد ربه السقاف الطهيفي
بعض التحليلات السياسية تتكرر في وسائل الإعلام حتى يظن المتلقي أنها تحمل شيئًا من الحقيقة، مثل الادعاء بأن سقوط إيران سيخلق فراغًا قد يملؤه من هو أسوأ منها.
وهذا تحليل ركيك لا يصمد أمام النقد، وليس هناك أحد أسوأ من النظام الإيراني. ولا يعني غياب هذا النظام بالضرورة أن هناك من سيحلّ محلّه.. يرددون هذا وكأنه قاعدة مُسلَّم بها.
كما أن المنطقة تضم قوى واعدة يُؤمَّل فيها الخير، مثل تركيا والسعودية ومصر. وغياب النظام الإيراني سيفتح الباب أمام تكتلات عربية قوية، واتحادات تنسيقية كانت معطّلة بسبب سياساته التخريبية، مما سيخدم مصالح شعوب المنطقة.
غياب هذا النظام سيُحرّك عجلة الاقتصاد في المنطقة بشكل كبير، خصوصًا مع مشاريع استراتيجية كبرى مثل مبادرة الحزام والطريق (BRI)، طريق الحرير، والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، وغيرها من المشاريع العملاقة التي ستُحدث نهضة غير عادية في الدول التي تمرّ بها والمنطقة بشكل عام، والتي كانت إيران وأذرعها من أبرز معوّقيها.
وقد تم استبعاد اليمن من المخططات المبدئية لهذه المشاريع، بسبب أن اليمن لم يتعافَ بعد من هذا الوباء، ولكن نأمل أن يُعاد إدراج اليمن ضمن هذه المشاريع وغيرها، إن شاء الله، بعد أن يغيب نظام إيران وأذرعه.
لقد عطّل هذا النظام اقتصاد دول غنية مثل اليمن ولبنان والعراق، وحوّلها إلى بؤر للفقر والمرض والصراعات الطائفية.
ومن يخشون زوال النظام الإيراني، فليتأملوا حال الدول التي وصلت إليها إيران، وكيف أصبحت، وليقارنوا بها الدول التي عافاها الله من هذا البلاء، وكيف تنعم بالاستقرار والتنمية، بفضل هذا "الفراغ المزعوم".
حتى سوريا، التي بدأت تتحرر من الهيمنة الإيرانية مؤخرًا، تمضي بخطى متسارعة نحو التعافي من الديون والمحن، ويشهد اقتصادها تحسنًا متسارعًا، ولم يحدث أي شيء من هذا "الفراغ المتوهَّم" الذي يروّج له أصحاب هذه التحليلات الكرتونية.
المنطقة في غياب إيران، مهيأة بإذن الله لأن تكون أوروبا الجديدة.
والخير قادم، بفضل الله.