|    English   |    [email protected]

هيئة علماء العراق تأسف لتغييب حقائق القضية اليمنية واستغلال قضية فلسطين لتسويق الحوثي كـ“قوة مقاومة”

الجمعة 4 يوليو 2025 |منذ 6 ساعات
الشيخ صالح حنتوس  ــ. هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ صالح حنتوس ــ. هيئة علماء المسلمين في العراق

بران برس:

أعربت هيئة العلماء المسلمين في العراق، الجمعة 4 يوليو/ تموز 2025م، عن أسفها  لتغييب القضية اليمنية عن الرأي العام وابعادها عن مدارك كثير من الناس، وتغييب وعي الجماهير أو صرفه عن معرفة حقيقة جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، في ظل واقع  معاصر مليء بالأحداث الأليمة. 

وانتقدت الهيئة في بيان لها اطلع عليه "بران برس" ما وصفته بـ"التواطؤ الإعلامي والسياسي" في التغطية المنحازة للحوثيين، من خلال تصويرها كـ"قوة مقاومة"، باستغلال مظلة القضية الفلسطينية، وتغييب وعي الجماهير أو صرفه عن معرفة حقيقة هذه الجماعة. 

وجاء في البيان: "إننا نتابع بألم واحتساب وصبر مجريات الأحداث التي تعصف بأشقائنا في اليمن ومنها الجرائم المدانة والمستنكرة التي تستهدف عمدًا العلماء والمصلحين ولا سيّما أهل القرآن الكريم منهم". 

وأوضحت الهيئة، أن ما وصفتها بـ“الجريمة المركبة” التي ارتكبها الحوثيون بحصار ومقتل الشيخ "صالح حنتوس" أحد أبرز علماء ودعاة محافظة ريمة، تعد “أنموذجًا واضحاً لجرائم الكراهية ذات الطابع الطائفي، التي تهدد السلم المجتمعي وتسعى من خلالها الميليشيا الحوثية إلى فرض سياسة الترهيب وإسكات الأصوات المعارضة". 

وأشارت إلى أن “الشيخ الحنتوس كان شخصية دينية واجتماعية بارزة، أشرف على دار لتحفيظ القرآن الكريم وكرّس حياته للتعليم والإصلاح، رغم ما تعرض له من مضايقات وتهديدات متكررة من الحوثيين بسبب مواقفه المناهضة لتطرفهم”. 

وأضافت الهيئة أن الجماعة لم تكتف بقتل الشيخ، البالغ من العمر نحو سبعين عامًا، بل اختطفت جثمانه، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت منازل القرية، وأسفرت عن احتجاز عدد كبير من الرجال واقتيادهم إلى جهة مجهولة، في وقت أصبحت فيه القرية شبه خالية من السكان باستثناء النساء، وسط وضع إنساني وأمني بالغ الخطورة. 

وأعربت هيئة علماء المسلمين عن ادانتها بأشد العبارات، لجريمة اغتيال الشيخ صالح الحنتوس، معتبرة الحادثة استمرارًا لسلسلة الجرائم الطائفية التي تمارسها الجماعة بحق المدنيين والمصلحين في البلاد. 

ودعت الشعوب الإسلامية ومؤسساتها الدينية والحقوقية والإعلامية، إلى تحمّل مسؤولياتها الجماعية، والنظر إلى قضايا الأمة نظرة شمولية وموحدة، والعمل على فضح ممارسات الجماعات المتطرفة التي تستخدم الطائفية كأداة للهدم والفوضى، مؤكدة ضرورة توحيد الجهود في مواجهة هذه المخاطر، حمايةً للسلم والأمن المجتمعي. 

وكانت مصادر محلية بمحافظة ريمة (غربي اليمن)، أفادت  الثلاثاء الماضي باستشهاد مدير دار تحفيظ القرأن بمديرية السلفية الشيخ "صالح حنتوس"، بعد حصارٍ متواصل استمر لساعات، واستهدافه بمختلف أنواع الأسلحة من قِبل عناصر تابعة لجماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب. 

ووفقًا للمصادر التي تحدثت لـ"بران برس"، فإن مقتل الشيخ حنتوس جاء بعد مقاومته لحملة حوثية، أعقبها وصول تعزيزات كبيرة تضم عشرات الأطقم المدججة بالمسلحين. كما أُصيبت زوجته بجروح خطيرة، ولم يتسنّ التأكد من وفاتها حتى لحظة إعداد التقرير. 

وقبيل إعلان مقتله، ظهر الشيخ حنتوس في تسجيل صوتي اطّلعت عليه "بران برس"، مرحّبًا بالشهادة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "من قُتل دون ماله وعرضه فهو شهيد"، مؤكدًا تعرضه للظلم والاستهداف الممنهج من قِبل الحوثيين. 

الواقعة أثارت موجة استنكار عارم، وسط إدانات متوالية من الحكومة الشرعية، والأحزاب السياسية، والهيئات الدينية، التي وصفت الجريمة بـ"الوحشية"، معتبرة إياها “شاهدًا جديدًا على الطابع الدموي والطائفي للجماعة الحوثية، وسعيها لتكميم الأفواه وفرض مشروعها بالقوة”.

مواضيع ذات صلة