قال مركز حقوقي يتخذ من مدينة ميشيغان الأمريكية مقرًا له، السبت 5 يوليو/تموز 2025م، إنه يتابع بقلق بالغ حملة الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري التي تنفذها جماعة الحوثي، المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، بمحافظة إب (وسط اليمن)، والتي أسفرت عن اختطاف 40 شخصًا ونزوح 70 آخرين. 

وطبقًا لبيان للمركز الأمريكي للعدالة، اطّلع عليه "بران برس"، فإن الحملة بدأت في مايو 2025 باعتقالات فردية، ثم تصاعدت في يونيو مع تنفيذ مداهمات جماعية استهدفت عشرات المدنيين من الكوادر الأكاديمية والمهنية، بما في ذلك أطباء، ومحامون، وأساتذة جامعيون، ومهندسون، ونشطاء. 

وأشار إلى أنه تلقى قوائم بأسماء 41 مختطفًا، بينهم شخصيات بارزة في المجتمع اليمني، مثل الدكتور أحمد ياسين، والمحامي فيصل الشويع، والأستاذ الجامعي عبده يحيى، مما يشير إلى سياسة قمعية ممنهجة تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة وترويع المدنيين. 

وأضاف المركز الأمريكي أن عمليات الملاحقة والاعتقال التي تنتهجها جماعة الحوثي دفعت نحو 70 شخصية أكاديمية واجتماعية للنزوح ومغادرة محافظة إب خوفًا من الملاحقة والاعتقال، بعد أن أصبحوا مستهدفين من قبل الجماعة. 

وبحسب البيان، طالت الحملة مديريات الظهار، العدين، السياني، ذي السفال، ومذيخرة، حيث أقدمت جماعة الحوثي في 19 مايو على اعتقال الأستاذ عبدالله غانم ثوابة، والمدرس مختار الشغدري، وفي 10 يونيو طالت الاعتقالات الأستاذين عبدالعليم ناجي وياسر الرحامي. 

فيما بلغت الحملة ذروتها بين 16 و30 يونيو، حيث سُجلت 20 حالة اختطاف، منها اعتقال الدكتور توفيق العاطفي، والمهندس غانم المعمري (70 عامًا)، واستمرت الاعتقالات حتى 2 يوليو، باختطاف زيد السماوي وطه عثمان، مما يؤكد استمرار المنهج القمعي دون رادع. 

وأكد المركز أن تلك الممارسات تتناقض مع المواثيق الدولية، إذ تشكل انتهاكًا صارخًا للمادة (3) المشتركة لاتفاقيات جنيف التي تحظر التعذيب والاحتجاز التعسفي، كما تندرج تحت بند الجرائم ضد الإنسانية وفق المادة (7) من نظام روما الأساسي. 

وطالب المركز الأمريكي للعدالة المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والتحالف الدولي، بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، داعيًا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للكشف عن أماكن الاحتجاز السرية، وفرض عقوبات على قيادات جماعة الحوثي. 

كما دعا المركز الحكومة اليمنية الشرعية إلى القيام بواجباتها القانونية في حماية الحقوق الدستورية للمواطنين، ووقف الانتهاكات التي تطالهم من قبل جماعة الحوثي، وتحمل مسؤولياتها في هذا الملف الإنساني الخطير. 

وفي وقت سابق أفادت منظمة "رصد للحقوق والحريات"، بأن جماعة الحوثي، المصنفة دولياً على قوائم الإرهاب، شنّت حملة اختطافات واسعة في محافظة إب (وسط اليمن) طالت عشرات المدنيين في مختلف مديريات المحافظة، وأخضعتهم لتحقيقات مكثفة في مبنى الأمن السياسي. 

وذكرت المنظمة، في بيان اطلع عليه "بران برس"، أنها تابعت حملة الاختطافات التي تنفذها جماعة الحوثي منذ شهر في محافظة إب، والتي طالت 33 شخصاً، بينهم أطباء ودكاترة وأكاديميون ومحامون ومعلمون، مشيرة إلى أن الجماعة تهدد أسر الضحايا في حال تم نشر أي معلومات تتعلق بعملية اختطافهم.