بران برس:
قال الصحفي المختص في شؤون الفلك والمناخ، علي العقيلي، إن “نجم السِّمَاك الأعزل” يرى بالعين المجردة في كبد سماء الليل في الأثناء (11: مساء الاثنين 20 مايو/أيار 2024) إلى جوار القمر في اقتران بديع يمكن خلاله التعرف على ذلك النجم.
وأضاف “العقيلي” في حديث لـ"بران برس"، أن “اقتران القمر مع نجم السماك الأعزل هذا المساء بالإمكان مشاهدته بالعين المجردة، للتعرف على ذلك النجم الذي اسماه العرب بالسماك الاعزل".
ولفت إلى أن هذا الاقتران “ليس له علاقة بتحديد المواسم الزراعية أو المناخية”، موضحًا أن الهدف من الاهتمام بمثل هذه الاقترانات فقط لـ“التعرف على الأجسام السماوية".
وأشار إلى أن “نجمي السماك الأعزل والسماك الرامح يتزامن ظهورهما في سماء الليل مع بدء موسم الامطار أي خلال فصلي الصيف والخريف، يغيبان عن سماء الليل خلال فصل الشتاء".
و“سِمَاك” إسم يعني "السمو والارتفاع" واطلقه العرب قديماً على النجمين لتشابهما وتقاربهما قليلاً في السماء، وسمي “السماك الرامح” لوجود نجوم أصغر منه في خط مستقيم تبدو وكأنها رمح فيما لا يوجد بجوار السماك الأعزل الذي نراه حالياً بجوار القمر وسمي بالأعزل أي أعزل من السلاح.
ويبعد نجم السماك الاعزل عن الارض نحو 262 سنة، ضوئية، أي أن الضوء الصادر منه الذي نراه الآن قد أصدره ذلك النجم قبل 262 عام.
ويعد السِّماك الأعزل أو السنبلة من أشد النجوم تألقًا في كوكبة العذراء، وترتيبه الخامس عشر في قائمة ألمع النجوم، ويمثل السّمِاك الأعزل سنبلة القمح في يد العذراء بحسب الفلك العربي القديم.
وتشير الأرصاد إلى أن “السِّماك الأعزل نجم من نوع متغير قيفاوي مثله في ذلك رأس الغول. ويتغير القدر الظاهري للسِّماك الأعزل بدورة قدرها 4.01 أيام بين +0.92 و+0.98، إلا أن هذا التغير الضعيف لتألقه لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة”، وفقا للعقيلي.
ونجم السماك الأعزل هو عبارة عن نجمين يدوران حول بعضهما ولبعدهما عنا نراهما على شكل نجم واحد. وتبلغ درجة حرارة النجم الأشد تألقًا منهما 22.400 كلفن (بالمقارنة ب 5780 كلفن لدرجة حرارة سطح الشمس كما يبلغ ضياؤه أشد 13.500 مرة من الضياء الشمسي.
ويبلغ نصف قطره 8و7 مرات من نصف قطر الشمس وهذا يمثل نحو 30 % من المسافة بين النجمين. كما تبلغ كتلة النجم الأكثر تألقًا أكبر 11 مرة من كتلة شمسية، وهي كتلة تكفي لأن ينفجر النجم عند نهاية عمره فيما بعد في صورة مستعر أعظم.
أما النجم الثاني التابع الغير معروف كثيرًا فتألقه أقل وتبلغ درجة حرارة سطحه 18.500 كلفن، وبالنسبة لشدة ضيائه فهي أشد من ضياء الشمس 1.700 مرة، ونصف قطره 4 أضعاف نصف قطر الشمس وكتلته 7 أضعاف الكتلة الشمسية.
ولفت “العقيلي” إلى أن “السِّماك الأعزل يختفي أحيانًا خلف القمر ونادرًا ما يختفي خلف أحد كوكب المجموعة الشمسية وكان أخر خسوف للسِّماك الأعزل وراء أحد الكواكب في 10 نوفمبر 1783 حيث حجبه كوكب الزهرة عن الارض، وأما الخسوف القادم فهو متوقع في 2 سبتمبر 2197 وسيكون كوكب الزهرة أيضا هو كوكب الخسوف”، حد قوله.