|    English   |    [email protected]

"هيومن رايتس" تنقل معاناة أهالي "قرية الشقب" في تعز مع "الألغام" وتدعو لـ“دعم دولي”

الخميس 23 مايو 2024 |منذ 5 أشهر
أحد ضحايا الألغام في "الشقب" بتعز أحد ضحايا الألغام في "الشقب" بتعز

بران برس:

نقلت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الخميس 23 مايو/ أيار 2024م، معاناة أهالي قرية "الشقب" الكائنة في مديرية صبر الموادم، بمحافظة تعز (جنوبي غرب اليمن) مع الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب.

وتحدث تقرير للمنظمة تقرير للمنظمة الدولية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان، اطلع عليه "برّان برس" عن “الآثار” الناتجة عن الألغام الأرضية غير المزالة الذي وصفها بـ“الكارثية” ولحقت بأهالي قرية الشقب، التي تقع في مديرية صبر الموادم، حيث الجبال المحيطة بمدينة تعز.

ونقلت "هيومن رايتس" عن شيخ القرية، قوله إن “الألغام قتلت ستة مواطنين وأصابت 28 آخرين، وذلك من العام 2015". وقالت المنظمة إنها قابلت ناجين من الألغام في القرية لديهم إعاقة دائمة بسبب إصاباتهم. كما أنهم نزحوا من منازلهم إلى قرية مجاورة.

 وتقع "الشقب" في وادٍ بين قمتين جبليتين، تسيطر الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على إحداهما (قمة مزعل)، بينما يسيطر الحوثيون على الثانية (قمة الصالحين)، وفقا للتقرير.

وذكرت بأنه “على الرغم توقف معظم القتال الفعلي في الشقب منذ سنوات عدة إلا أن بعض القناصين ما يزالون في المنطقة يطلقون النار بشكل متقطع على المدنيين، ويقتلونهم في بعض الأحيان".

وقالت إنه في 23 مارس/آذار الماضي وفقاً للسكان “أطلق قناص من الحوثيين النار على طفل أثناء عودته من المدرسة وأصابه إصابة خطرة".

وأضافت "معظم سكانها من المزارعين والرعيان وقد نزح منهم أكثر من 527 عائلة، ومع تراجع الأعمال القتالية النشطة في السنوات القليلة الماضية، قُتل العديد من السكان الذين حاولوا العودة إلى منازلهم للاهتمام بأرض زراعية، أو رعي ماشيتهم، أو أُصيبوا بجروح خطيرة بسبب الألغام المضادة للأفراد، وقُتلت ماشيتهم أيضا. العديد من المصابين لديهم إعاقة دائمة".

ونقلت عن عدد من السكان قولهم: "قوات الحوثي بدأت منذ 2018 تتسلل إلى أراضيهم ليلا لزرع الألغام في منازلهم ومزارعهم وحولها"، وأشارت أنه بحسب منظمات إزالة الألغام، تعتبر قرية الشقب ملوثة بعدد كبير من الألغام المضادة للأفراد".

وقال أحد الذين قابلتهم "هيومن رايتس": "إنه نزح من منزله في 2016 بسبب القتال، وفي أغسطس/آب 2022، مع انخفاض حدة القتال، عاد إلى منزله لأخذ بعض القمح الذي كان قد خزّنه هناك، وداس ما وصفه بزجاجة صفراء أمام باب المنزل وانفجرت الزجاجة.

وأضافت “خسر هيثم بعض أصابعه جراء الانفجار، وأُصيب بجروح بالغة في رِجله وأجزاء أخرى من جسده وعينيه، وصار لديه إعاقة دائمة وندبات".

وأوضحت أن الألغام صعبت أيضا على سكان القرية تأمين الطعام والحفاظ على دخلهم، وبحسب "برنامج الأغذية العالمي"، حتى فبراير/شباط 2024، كان 64% من سكان محافظة تعز دون طعام كاف، وتعز هي إحدى أربع محافظات في اليمن تواجه انعدام أمن غذائي "عالي الخطورة ومتدهور".

وفي تقريرها قالت "هيومن رايتس ووتش" إن الحاجة ملحة إلى دعم دولي أقوى لتجهيز موظفي إزالة الألغام ومساعدتهم على مسح المنطقة بشكل منهجي وإزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن.

وأضافت أنه "يتعين على الحكومة اليمنية والحوثيين، والوكالات الدولية أن تقدم التعويض والمساعدة والدعم المناسبين، وفرص العمل إلى المصابين، وعائلات المصابين والقتلى، بالإضافة إلى غيرهم من ضحايا الألغام الأرضية في اليمن.

وأشارت إلى أنه "ينبغي أن يشمل الدعم الرعاية الطبية، بما في ذلك الجراحة الترميمية والدعم النفسي، والأطراف الصناعية وغيرها من الأجهزة المساعِدة عند الاقتضاء، وإعادة التأهيل المستمر إذا لزم الأمر".

وفي وقت سابق أفادت مبادرة "مرصد الألغام البرية" التابعة لـ"الحملة الدولية لحظر الألغام البرية" بأن 582 شخصا على الأقل قُتلوا أو أُصيبوا بجروح بسبب ألغام أرضية أو المتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن في 2022، بعد أن كان العدد 528 في 2021.

ووفق تقارير يحل اليمن وميانمار في المركزيين الثالث والرابع في التصنيف الدولي لأكبر عدد من ضحايا الألغام تباعا بتسجيل 584 و545 ضحية، فيما حلت أولا سوريا بتسجيلها 834 ضحية، وجاءت أوكرانيا ثانيا بتسجيل 608 ضحايا.

و"هيومن رايتس ووتش" منظمة غير حكومية، تعمل في مجال حقوق الإنسان، وتعد من أكبر المنظمات في الولايات المتحدة وتأسست في العام 1978، تحت اسم "هلسنكي ووتش"، وسبق للمنظمة أن أصدرت تقارير تخص الأزمة اليمنية.

مواضيع ذات صلة